منذ 6 سنوات | العالم العربي / 24.ae

منذ الزيارة الأولى لرئيس أمريكي هو ريتشارد نيكسون، إلى إسرائيل، صارت عملية السلام أهم قضية على جدول أعمال لقاءات أي رئيس، أو نائب رئيس للولايات المتحدة.

في حال أوقفت الولايات المتحدة جميع مساعداتها للفلسطينيين، فإن طرفاً ما سيملأ الفراغ ( مثل إيران)، ولن يصب ذلك التحول في مصلحة إسرائيل ولكن، حسب ما كتبه المؤرخ مارك شولمان، في مجلة "نيوزويك"، لم يسع نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل، إلى التعبير عن دعم لفظي وحسب لعملية السلام، بل جسدت الزيارة مناسبة لإظهار الود والانسجام بين حكومة يمين الوسط الإسرائيلية، ويمين الوسط الأمريكي ممثلاً بهذا الرجل .

مقاطعة فلسطينية

ولم يلتق بنس أي مسؤول فلسطيني، لأن الفلسطينيين قرروا مقاطعته رداً على اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ويرى المؤرخ أن الكلمة التي ألقاها بدت كأن هرتزل معاصراً قد صاغها.

وعبر نائب الرئيس الأمريكي عن عمق العلاقات الأبدية بين إسرائيل والولايات المتحدة، فضلاً عن إشارته للدور التاريخي لدولة إسرائيل.

لحن جميل

وفي رأي شولمان، كان لكلمات بنس، في الكنيست، وقع لحن جميل عند الإسرائيليين، فقوطع مراراً بتصفيق حاد، إلا عندما تحدث عن السلام، وتطرق إلى حل الدولتين.

وعند تلك النقطة لم تصفق له سوى أحزاب إسرائيلية معارضة.

وأما الذين احتجوا على خطاب بنس "الصهيوني جداً"، في رأي المؤرخ، فلم يستمعوا إلى كامل الخطاب، وهم نواب عرب طردوا من القاعة بعدما رفعوا شعارات تقول إن القدس عاصمة لفلسطين.

ملء فراغ

وفيما يعتقد عدد من الإسرائيليين أن الفلسطينيين يتحملون، إلى حد كبير، مسؤولية غياب السلام، وهو ادعاء ينفيه الفلسطينيون بشدة، هناك في الواقع 4.5 ملايين فلسطيني، يعيش غالبيتهم في فقر، خاصة في قطاع غزة.

ويرى المؤرخ أنه إذا أوقفت الولايات المتحدة جميع مساعداتها للفلسطينيين، فإن طرفاً ما سيملأ الفراغ مثل إيران، ولن يصب ذلك التحول في مصلحة إسرائيل.

سياسات انفعالية

وحسب شولمان، عندما رفض الفلسطينيون التفاوض مع إدارة ترامب، باتوا مثل من يتسلق شجرة، ولكن عوضاً عن مد حبل أو سلم لهم، قدم لهم ترامب منشاراً.

وهناك في تل أبيب من يتحسب لما سيتم مع الاتفاقية النووية، فقد هدد ترامب باستئناف العقوبات ضد إيران خلال أربعة أشهر، إذا لم تحدث تطورات كبرى.

ويلفت المؤرخ لإقرار عدد من المحللين بأن الاتفاق النووي مليء بالثغرات، ولكن هناك قلة ممن يعتقدون أنه يمكن تعديله من حكومة تعتمد سياستها الخارجية على "سياسات انفعالية وعاطفية".

ويختم شولمان رأيه بالقول إن العالم صار في 2018 شديد التعقيد. وما يؤسف له أنه ليس مفهوماً بعد كيف يمكن لزعيم حالي للعالم الحر، ممن لا يرى سوى اللونين الأسود أو الأبيض، ألا يقوم بأي عمل إلا جعل الوضع الحالي مع إيران والفلسطينيين أشد سوءاً.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024