بعد 3 أيام من توصل روسيا والولايات المتحدة إلى اتفاق، حددت معظم أطراف النزاع موقفها من الخطة التي قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنها قد تصبح "نقطة تحول" في الأزمة السورية.

إيران ترحب بالاتفاق الروسي الأمريكي

رحبت إيران بالاتفاق الروسي الأمريكي حول وقف الأعمال العدائية في سوريا، داعية إلى ضرورة حل الصراع عبر السبل السياسية.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، في تصريحات صحفية أدلى بها الأحد، 11 سبتمبر/أيلول: "ترحب إيران بتطبيق أي هدنة في سوريا".

وأضاف المسؤول الإيراني أن نجاح الهدنة في سوريا "مرتبط بإنشاء آلية مراقبة شاملة، وخصوصا مراقبة الحدود لوقف وصول إرهابيين جدد وكذلك أسلحة وموارد مالية للإرهابيين".

ودعا قاسمي أيضا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى كل مناطق سوريا "دون تمييز.. وخصوصا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة أو حصار المجموعات الإرهابية".

وفي سياق متصل، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين جابري أنصاري، أن بلاده "تؤيد أي وقف لإطلاق النار وأي خطة سلام لإنهاء الأزمة الإنسانية في سوريا... تشمل حلا سياسيا، بناء على أصوات الشعب السوري".

وأضاف أنصاري: "تؤمن إيران دائما بعدم وجود حل عسكري للأزمة السورية وأنه ينبغي حلها عبر السبل السلمية".

"حزب الله": سنلتزم بشكل كامل بما تقرره القيادة السورية

من جانبه، أعلن "حزب الله"  دعمه اتفاق الهدنة في سوريا حيث يحارب مقاتلوه إلى جانب القوات الحكومية السورية.

وأفاد بيان نشرته قناة "المنار"  التابعة لـ"حزب الله" في ساعة متأخرة من مساء السبت، دون كشف مصدرها، أن "القائد الميداني للعمليات في سوريا أكد أن حلفاء سوريا يلتزمون بشكل كامل ودقيق بما تقرره القيادة السورية والحكومة والمرجعيات الأمنية والسياسية في موضوع الهدنة واحترام قراراتها وتنفيذها بالصورة المطلوبة".

وشدد القائد الميداني على أن "الجيش العربي السوري وحلفاءه سوف يواصلون حربهم المفتوحة وبلا هوادة" ضد الإرهابيين، وعلى رأسهم تنظيمي  "داعش" و"جبهة النصرة" نظرا "لعدم شمولهم باتفاقيات الهدنة".

ووفقا لتقديرات الخبراء، يقاتل بين خمسة إلى ثمانية ألاف عنصر من حزب الله في سوريا على عدة جبهات.

"الجيش الحر": نسعى إلى هدنة حقيقية ونؤيد محاربة التنظيمات الإرهابية

أما "الجيش السوري الحر" فقال إنه مستعد للالتزام بالهدنة في حال تطبيقها من قبل القوات الحكومية.

وقال ممثل الشؤون القانونية في "الجيش السوري الحر"، أسامة أبو زيد، في اتصال هاتفي مع وكالة "نوفوستي" الروسية، الأحد، إن التنظيم يسعى إلى إقامة هدنة حقيقية من أجل ضمان حماية المدنيين.

ومع ذلك، أعرب أبو زيد عن شكه في نجاح عمل النظام الجديد لوقف إطلاق النار في سوريا. 

من جهة أخرى، أعلن أبو زيد تأييد "الجيش السوري الحر" محاربة التنظيمات الإرهابية بما فيها تنظيم "جبهة النصرة"، الذي غير اسمه مؤخرا إلى "جبهة فتح الشام".

وقال المسؤول: "فيما يتعلق بفقرة الاتفاق التي تشير إلى الضربات على فتح الشام، بالتأكيد نحن لا نريد وجود القاعدة في سوريا".

من جهة أخرى، انتقد أبو زيد عدم إشارة الاتفاق الروسي الأمريكي إلى "الجماعات الإرهابية الأجنبية من العراق وإيران ولبنان، التي تدعم الحكومة السورية".

وأوضح أبو زيد أن "الاتفاق تجاهل لسبب غير مفهوم جميع الجماعات الإرهابية الأجنبية التي تقاتل إلى جانب نظام الأسد والتي ارتكبت جرائم فظيعة ضد السوريين"، على حد تعبيره.

"غرفة عمليات فتح حلب" ترحب بالاتفاق الروسي الأمريكي

بدوره، قال زكريا ملاحفجي، القيادي في المعارضة السورية من تجمع "فاستقم"، الذي يدخل ضمن ما يسمى بـ"غرفة عمليات فتح حلب" إلى جانب حوالي 13 مجموعة معارضة أخرى، الأحد، إن فصائل معارضة ستصدر بيانا للترحيب بالاتفاق الروسي الأمريكي بشأن الهدنة وإيصال المساعدات في سوريا.

وأشار ملاحفجي، في الوقت ذاته، إلى وجود تحفظات للمعارضة على بعض نقاط الخطة لا سيما تلك التي تتعلق بالعقوبات التي ستفرض في حال لم تلتزم الحكومة السورية بالاتفاق.

"أحرار الشام": لن نلتزم بالهدنة

وعلى خلاف الهيكلين المذكورين، أعلنت حركة "أحرار الشام" على لسان المتحدث باسمها، أبو يوسف المهاجر، أنها لن تلتزم بنظام وقف الأعمال العدائية الجديد.

وفي حديث لصحيفة "عنب بلدي"، الأحد، قال المهاجر إن الحركة غير معنية بالهدنة ولن تلتزم بها "فهي اتفاق أمريكي - روسي ولم نتشاور حوله"، مشيرا إلى أن الهدنة "ستكون طوق نجاة لبشار الأسد".

واعتبر المهاجر أن القرارات التي تصدر عن روسيا والولايات المتحدة "عبارة عن توافق الدولتين فقط"، لافتا إلى أن "أمريكا تعمل على لعب دور المصلح وتصدر بيانات غير عنيفة، وأنها ليست هي من تريد استهداف أحرار الشام وفتح الشام".

وختم الناطق العسكري باسم الحركة حديثه، قائلا إن "ما يجري حاليا لعبة من قبل أمريكا التي تحاول أن تظهر بوجه آخر بعيدا عن التصريحات اللاذعة، لا سيما أنها تدعم بعض الفصائل في الجيش الحر".

الخطة الروسية الأمريكية لوقف الأعمال العدائية في سوريا

وكانت المفاوضات الماراثونية بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري، التي أجريت الجمعة في جنيف، توجت باتفاق شامل بين موسكو وواشنطن، يضم 5 وثائق ويهدف إلى وقف الأعمال العدائية في سوريا ووضع أسس لاستئناف العملية السياسية في البلاد.

ويقضي الاتفاق بوقف الأعمال القتالية في سوريا، اعتبارا من منتصف ليل 12 سبتمبر/أيلول، موضحا أن الهدنة ستعلن في البداية لمدة 48 ساعة لتمديدها لاحقا للفترة نفسها، وثم استمرارها على أساس دائم.   

وينص الاتفاق أيضا على إقامة مركز روسي أمريكي مشترك سيعمل ضمنه عسكريون وممثلون عن أجهزة الاستخبارات الروسية والأمريكية لتنسيق العمليات العسكرية ضد الإرهابيين وفصلهم عن المعارضين.

وأشار سيرغي لافروف، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي أعقب المفاوضات، إلى أن الحكومة السورية مطلعة على الاتفاق وجاهزة لتنفيذ أحكامه، فيما أكدت وكالة "سانا" في وقت لاحق، نقلا عن مصدر قريب من القيادة السورية، أن دمشق وافقت على الخطة.

وفي خطوة من شأنها إطلاق المرحلة الجديدة من عملية الصالحة، وجه المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، مايك راتني، السبت، دعوة إلى المعارضة السورية المسلحة للالتزام بشروط الاتفاق الروسي الأمريكي حول وقف الأعمال العدائية في سوريا.

وقال راتني، في بلاغ نشرته الإدارة الأمريكية: "نعتقد أن هذه الهدنة قد تكون أكثر فعالية من السابقة، والأمر الأكثر أهمية هو أننا نريد أن نتلقى من قبلكم تأكيدا لاستعدادكم للالتزام بالاتفاق".

وشدد المسؤول الأمريكي على أن التعاون مع تنظيم "جيهة النصرة" (الذي غير مؤخرا اسمه إلى "جبهة فتح الشام") قد يسفر عن "تبعات خطيرة جدا".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024