اعتبر رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس المطران عطا الله حنا، اليوم الثلاثاء، القرار الأمريكى بإعلان القدس عاصمةً لإسرائيل "قرارًا باطلًا"، مؤكدًا أنه "لا يحق للرئيس الأمريكى أو غيره أن يقدم ما لا يملك إلى من لا يستحق، ولا يحق له أن يحولنا كفلسطينيين إلى ضيوف فى مدينة القدس، فالقدس لنا وستبقى لنا، والقرارات الأمريكية الجائرة لن تزيدنا إلا ثباتًا وصمودًا وتمسكًا بمدينتنا المقدسة".

ووصف المطران حنا -فى كلمة ألقاها أمام وسائل الإعلام فى باحة كنيسة القيامة فى القدس القديمة- زيارة نائب الرئيس الأمريكى مايك بنس إلى البلدة القديمة من القدس بأنها "زيارة استفزازية"، لا سيما أنه ينادى بمواقف عنصرية معادية للشعب الفلسطيني.


وقال: "قد كان خطاب نائب الرئيس الأمريكى خطابًا صهيونيًا بامتياز، تجاهل خلاله وجود الشعب الفلسطينى، كما أنه تجاهل القضية الفلسطينية، ونحن بدورنا لم نُفاجأ بهذا الموقف العدائى الذى عودتنا عليه الإدارات الأمريكية المتعاقبة".


وأضاف المطران حنا: "لقد أتى نائب الرئيس الأمريكى لكى يصب الزيت على النار المشتعلة، وهو الذى ينتمى إلى مدرسة تسمى نفسها (الإنجيليون الصهاينة)، وقد أكدنا مرارًا وتكرارًا موقفنا من هذه المجموعات المتصهينة الموجودة فى أمريكا التى لا علاقة لها بالقيم المسيحية والمبادئ الإنجيلية".


وتابع: "لم يكن خطاب نائب الرئيس الأمريكى خطابًا مسيحيًا، ولم يحمل فى طياته أية رسائل مسيحية، بل كان معاديًا للرسالة المسيحية وقيمها ومبادئها، وإن انحيازه المطلق لإسرائيل يدل على أنه صهيونى بامتياز، والمسيحية براء من هذه الأفكار العنصرية الإقصائية المتطرفة، فهو لم يأت حاملًا رسالة السلام، بل أتى حاملًا رسالة البغضاء والعنصرية والكراهية والحقد، ونحن بدورنا نستنكر ونرفض هذه الزيارة التى تأتى فى إطار السياسات الأمريكية المنحازة بشكل كلى لإسرائيل".


وأكد: "إننا نرفض أن يدّعى نائب الرئيس الأمريكى أنه مسيحي؛ لأن ما يقوله يتناقض مع القيم المسيحية، كما أننا نرفض تجاهله لحقوق الشعب الفلسطينى فى مدينة القدس وفى فلسطين بشكل عام، إننا لا نتوقع أن تتغير إسرائيل، ولا نتوقع أن تتغير السياسات الأمريكية والغربية فى منطقتنا".


واختتم المطران حنا قائلًا: "القدس مدينتنا وعاصمتنا وحاضنة أهم مقدساتنا المسيحية والإسلامية، القدس هى حاملة لرسالة الإيمان والمحبة والأخوة والسلام وستبقى كذلك، ونحن كمقدسيين سنبقى أمناء على رسالة القدس وتاريخها وتراثها وسنبقى سدنة لمقدساتها".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024