تحت عنوان "صراع أميركي تركي في سوريا؟" طرح موقع Creators syndicate إشكالية حدوث حرب للهيمنة في الشرق الأوسط بين أميركا وتركيا.

وقال الموقع أن الحرب للهيمنة في الشرق الأوسط بعد هزيمة داعش يبدو انها ستبدأ في سوريا حيث يحالف حلف شمال الأطلسي أميركا وتركيا على الجانبين المتعارضين.

وأضاف الموقع ان تركيا تحرك المدرعات والقوات جنوبا إلى جيب عفرين الحدودي السوري، الذي يسيطر عليه الأكراد لإخراجهم ومن ثم تطرد الأكراد السوريين من منبج إلى الجنوب أيضا.

حيث قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "سندمر كل أعشاش الإرهاب واحدا تلو الآخر في سوريا بدءا من عفرين ومنبج"، وبالنسبة لأردوغان فإن وحدات حماية الشعب الكردية، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في سوريا، هي الذراع لحزب العمال الكردستاني الكردي في تركيا والتي صنفتها اميركا والأتراك كمنظمة إرهابية، في حين أن الأكراد هم أكثر حلفاء أميركا فعالية ضد داعش في سوريا، فإن تركيا تعتبرهم خطرا مميتا وتعتزم التعامل مع هذا التهديد.

وحسب الموقع فإنه إذا كان أردوغان جادا فإن صداما مع الولايات المتحدة قادم، حيث يسيطر حلفاء أميركا الأكراد على معظم الحدود السورية مع تركيا، بالإضافة الى ان الولايات المتحدة أعلنت عن خطط لإنشاء قوة أمن حدودية قوامها 000 30 فرد من الأكراد والعرب لإبقاء داعش بعيدة عن سوريا، ووصف اردوغان هذه القوة بانها "جيش إرهابي" ووصفهم الرئيس السوري بشار الاسد بالـ"خونة".

وأضافت الصحيفة ان دمشق أعلنت ان الخطة الأميركية لإنشاء قوة أمن حدودية داخل سوريا "تمثل هجوما سافرا على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وانتهاكا صارخا للقانون الدولي."

وأشارت الصحيفة الى انه بعد أن تم إبعاد داعش، فالقوات الأميركية تريد وبأي شكل تسليح هذه القوات لإبقاء الحكومة السورية بعيدة من إعادة فرض سلطتها على أراضيها؟

وأضافت الصحيفة ان الرد جاء في تصريح تيلرسون يوم الأربعاء حيث قال ان وجود القوات الأميركية في سوريا، مفتوح الان، و ان أهدافها هي: ضمان عدم عودة القاعدة وتنظيم داعش وإقامة ملاذ لها، مواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في دمشق ومواصلة إزالة نظام بشار الأسد.

وأشار الموقع الى ان الشعب الأميركي قال مرارا وتكرارا انه لا يريد اقحامه في الحرب السورية، حيث  فاز دونالد ترامب بالرئاسة من خلال وعده من انه لن يكون هناك حروب لا لزوم لها.

وتساءل الموقع عما اذا كان الشعب الأميركي سيؤيد الصدام مع حليف الناتو تركيا، لإبقاء الأكراد المسلحين على الحدود التركية، في حين يعتبرهم الأتراك إرهابيين؟ وما اذا كان الأميركيون مستعدون لحرب مع جيش سوري، تدعمه روسيا وإيران وحزب الله "والميليشيات الشيعية" من العراق وأفغانستان وباكستان، للسيطرة على ربع أراضي سوريا في تحالف مع الأكراد.

وقال الموقع ان الذي فرض وجود هذا الجيش الجديد، والذي، إذا لم تتنازل سوريا وحلفاؤها الروس والإيرانيون، والأتراك سيعرض الأميركيين الى حرب كبيرة من دون وجود حلفاء إلا الأكراد؟ وتساءل الموقع ما اذا كان الأكراد لاحظوا ما حدث عندما أُخرج الأكراد العراقيون، بعد مساعدة الأميركيين في قيادة داعش خارج الموصل، من كركوك من قبل الجيش العراقي تحت نظر الولايات المتحدة.

وأشار الموقع الى انه في الحرب السورية التي دامت ست سنوات، والتي قد تكون على وشك الدخول في مرحلة جديدة، تواجه أميركا وضعا مألوفا، بينما لدى "حلفاء" أميركا وخصومها مصالح حيوية هناك، فإن اميركا لا يوجد لديها مصالح، وان الأميركيين لم يظهروا الرغبة في القتال في سوريا.

وأضاف الموقع ان مصلحة الأسد هي الحفاظ على النظام وإعادة توحيد بلده اما مصلحة الأتراك هي في إبقاء الأكراد المسلحين خارج مناطقهم الحدودية المتاخمة لأقلياتهم الكردية، الذين يسعون إلى مزيد من الإستقلال.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024