منذ 7 سنوات | اقتصاد / 24.ae

تساءل ديسموند لاشمان، زميل مقيم في معهد إنتبرايز الأمريكي، عما إذا كانت منطقة اليورو يمكن أن تصمد في حال خروج المستشارة الألمانية من السلطة. 

ويقول لاشمان إنه عند تقييم احتمالات بقاء منطقة اليورو موحدة ومتماسكة، تجدر متابعة التطورات السياسية الألمانية، الجارية حالياً، استعداداً للانتخابات البرلمانية في العام المقبل. 

تطورات ضارة
وهو يتوقع احتمال أن تضيف تلك التطورات مزيداً من الضرر للمستشارة ميركل التي كانت، حتى تاريخه، أهم شخصية أوروبية، وتمكنت بنجاح من إدارة أزمة الديون السيادية في القارة. 

وثمة ما يبرر القلق على مستقبل ميركل السياسي. فقد شهدت هذه السيدة، وفي العام الماضي، وبعدما حظيت بأكبر شعبية شخصية في ألمانيا، تراجعاً في شعبيتها لما دون ٥٠٪، جراء سياستها في الهجرة، المرفوضة شعبياً، والتي قضت بفتح أبواب ألمانيا أمام السوريين. 

تساؤلات
ويلفت لاشمان لتداعيات تلك السياسة، ومنها تداول تساؤلات في الشارع الألماني والأوروبي أيضاً، حول فيما إذا كانت ميركل سوف تترشح لولاية رابعة، في سبتمبر( أيلول) ٢٠١٧. 

وفي نفس الوقت، تراجع، في العام الماضي، مستوى الدعم الشعبي لحزبها، بمعدل ١٠٪ ليصل إلى مستواه الحالي، بنسبة ٣٥٪.

مستفيدون
وما يؤسف له، كما يلفت الكاتب، أن المستفيد الرئيسي من سقوط ميركل النسبي، كان نهوض اليمين المتطرف وحزب البديل لأجل ألمانيا، والذي يأمل بأن يرى نهاية لليورو. وتشير استطلاعات رأي لحصول هذا الحزب على نسبة تأييد تقارب ١٢٪ على المستوى الوطني، وارتفع إلى ٢٠٪ في بعض الولايات. 

تآكل سريع
ويقول لاشمان إن التآكل السريع لشعبية ميركل أدى لتجرؤ بعض الأطراف من داخل حزبها على انتقاد سياساتها علانية. كما شجع ذلك شريكها في التحالف الحاكم، الحزب الديموقراطي الاجتماعي، على إبعاد نفسه أكثر فأكثر عن ميركل خلال فترة الإعداد للانتخابات البرلمانية في العام المقبل. 

سببان رئيسيان
ويرى الكاتب أن هناك سببين رئيسيين يبرران مخاوف أمريكية من أي تراجع إضافي لمكانة ميركل السياسية. ويرجع السبب الأول لأنها كانت القوة المهيمنة القادرة على الحفاظ على تماسك منطقة اليورو. كما كانت القوة الدافعة من وراء ضح مزيد من الدعم الألماني لبرامج الإنقاذ لبعض الدول الأوروبية. 

دور حيوي
ويورد الكاتب أكبر مثال على دورها الحيوي في الحفاظ على منطقة اليورو، بذكره الموقف المعلن لوزير ماليتها، فولفغانغ شويبله، في يونيو ٢٠١٥، عندما عارض تنفيذ برنامج إضافي لإنقاذ اليونان، وعبر عن رأيه بوجوب تشجيع اليونان على مغادرة منطقة اليورو. 

وأما سبب التخوف الثاني من ترك ميركل السلطة في ألمانيا، برأي لاشمان، فيعود لاحتمال أن تشهد منطقة اليورو، في العام الحالي، مرحلة اختبار حاسم. وذلك أمر لا يعود لتوقعات بوقوع اضطرابات سياسية واقتصادية في أي من بلدان الاتحاد الأوروبي، بل بسب صعوبة معرفة كيف سوف تتمكن إيطاليا، وهي ثالث أكبر قوة اقتصادية في منطقة اليورو، من تجنب أزمة سياسية في العام المقبل. 

آمال
وبحسب ليشمان، هناك مخاوف أخرى من احتمال تعرض دول أوروبية أخرى، كاليونان وإيرلندا والبرتغال، لبرامج إنقاذ مالي، ما يغذي الآمال بتحسين حظوظ ميركل السياسية، وبقائها مستشارة لألمانيا، وإلا يخشى من تعرض منطقة اليورو لخطر كبير. 


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024