نشر موقع  القناة السابعة الإسرائيلية " آروتز شيفا" مقالا للمحلل يوشنان فيسر شرح فيه تخوف إسرائيل من الوجود والإنتشار الإيراني متوقعا أنها تستعد لتدميرها من الداخل.

وقال المحلل إنه وعلى الرغم من أن جميع الأنظار موجهة على تجاوزات إيران على حدود إسرائيل مع سوريا، فقد كشفت بعض التطورات الأخيرة أن الجمهورية الإسلامية تحاول أيضا تدمير إسرائيل من الداخل، وأولها  تجدد إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل وهو في الواقع محاولة إيرانية لإثارة حرب جديدة بين حماس وإسرائيل.

وذكر المحلل حسبما نشر موقع آروتز في نهاية كانون الأول 2017 ان قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني تواصل مؤخرا مع زعيم حماس يحيى سنوار بهدف تقديم عرض " تزويد الشعب الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني في عملية النضال من أجل القدس."

وأضاف المحلل ان إسرائيل أعلنت الأربعاء الفائت عبر قنوات غير رسمية ان حركة الجهاد الإسلامي التي تدعمها وتمولها إيران كانت وراء إطلاق الصواريخ من غزة، وكان وزير الجيش الإسرائيلي افيغدور ليبرمان قد صرح يوم السبت الماضي للقناة الثانية الإسرائيلية بأن إيران كانت وراء إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من غزة، وأصدر مكتب المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي بيانا قال فيه ان :"ايران تلعب بحياة سكان غزة الذين قد يقودون القطاع الى تصعيد بعد سنوات من الهدوء".

وأشار المحلل الى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي إيزنكوت كشف مؤخرا أن إيران زادت دعمها المالي لحماس والجهاد الإسلامي إلى 100 مليون دولار سنويا بغيّة الحصول على مزيد من التأثير في المجهود الحربي في الجبهة الجنوبية لإسرائيل.

وحسب المحلل فقد قال أحد المستشارين السابقين للشؤون الأمنية لرئيس الوزراء نتانياهو "إن الإيرانيين يريدون زيادة قوة محور المقاومة الذى يعارض إسرائيل ويشجع الإيديولوجية الإسلامية الراديكالية وحماس يمكن أن تكون حليفا مفيدا في هذه القضية."

وذكر المحلل أيضا أن الجنرال ايلي بن مئير أحد خبراء الأمن الإسرائيليين والذي كان رئيسا لجهاز الإستخبارات في الجيش الإسرائيلي يعتقد أن التصعيد في جنوب إسرائيل مرتبط بالجبهة الشمالية حيث يقترب المحور الإيراني حاليا من الحدود الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، وقال بن مئير إن "هناك احتمالا للتصعيد في سوريا" مشيرا إلى أن فرض خطوط حمراء إسرائيلية في سوريا سيواجه استجابة كبيرة من غزة وأن إسرائيل تريد إقامة منطقة أمنية خالية من المحور الإيراني على الجانب الآخر من الحدود السورية، واعتقد بن مئير "ان طهران ستشعل النيران حتى تصل الى مواجهات في نهاية المطاف." واستند بن مئير في تقويمه على الرد الدولي السابق للحروب بين حماس وإسرائيل، واعتبر المحلل انه من شأن الحرب بين إسرائيل وحماس أن تضعف موقف إسرائيل دوليا.

وقال المحلل إن إيران تمهد الطريق بلا شك لصراع كبير بين إسرائيل والمقاومة الإسلامية التي تتألف الآن من حماس والجهاد الإسلامي والجماعات الفلسطينية الأخرى من ناحية ومن "الميليشيات" الشيعية في لبنان والعراق وسوريا من جهة أخرى.

واعتبر المحلل في الوقت نفسه، أن إيران تحاول الحصول على موطئ قدم في يهودا والسامرة، وهي موطن السلطة الفلسطينية التي تسيطر على جميع مراكز السكان العرب الفلسطينيين تقريبا.

وحسب المحلل فقد أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي في بيان صدر عنه يوم الأربعاء أن 3 فلسطينيين من الضفة الغربية يواجهون اتهامات بالتجسس والإرهاب بعد اعترافهم بتولي مهمات حددتها لهم إيران، بما في ذلك التحضير لتنفيذ تفجيرات انتحارية وجلب منفذيها وإعطائهم شرائح هواتف محمولة إسرائيلية، وأن الخلية جُنّدت من قبل عنصر فلسطيني يعمل لمصلحة الإستخبارات الإيرانية ويقطن في جنوب إفريقيا، وأن العضو الرئيس في تلك الخلية الذي اعتُقل هو محمد محارمة (29 عاما) من سكان الخليل، وطالب هندسة كمبيوتر، جٌنّد للعمل في صفوف الإستخبارات الإيرانية من قبل أحد أقاربه، وهو المدعو بكر محارمة من الخليل الذي يسكن في السنوات الأخيرة في جنوب إفريقيا". وقال المحلل إن مهمات محمد محارمة شملت تجنيد انتحاري، وتشكيل خلية لتنفيذ عمليات إطلاق نار، وتم تكليفه بفتح محل كمبيوترات في منطقة الخليل بالضفة، وتصويره وتحويل الصور إلى بكر محارمة والإيرانيين، ويرجح أن هدف الإيرانيين من فتح المحل كان إقامة قاعدة لجمع المعلومات الاستخباراتية في مدينة الخليل، وتجنيد مواطن عربي إسرائيلي يستطيع التقاط الصور داخل إسرائيل، وأن طُلب من محمد محارمة العمل على تجنيد مواطنين إسرائيليين للعمل لمصلحة الاستخبارات الإيرانية، بمن فيهم صحفيين، وذلك بسبب قدرتهم على الوصول إلى أماكن مختلفة في إسرائيل، خصوصا المواقع الحكومية.

وحسب المحلل فإن مهمات محمد محارمة كان من المفترض أن تقوض إسرائيل من الداخل، في حين أن "المقاومة الإسلامية" تستعد لهجوم واسع النطاق على إسرائيل ما سيفتح جبهات متعددة، بعبارة أخرى، من لبنان حيث كان حزب الله يستعد للحرب المقبلة مع إسرائيل على مدى السنوات ال 11 الماضية، ومن سوريا حيث قامت إيران ببناء قوة شيعية بالوكالة من 125.000 مقاتل والتي تحاول الآن الحصول على موطئ قدم على مرتفعات الجولان السورية، ومن غزة حيث يعمل الجهاد الإسلامي وحماس جنبا إلى جنب للتحضير لحرب جديدة ضد إسرائيل.

ورد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على إعلان جهاز الأمن العام بتحذيره من أن إيران تستخدم الآن كل أنواع العمليات السرية لتحقيق الهدف المعلن المتمثل في إبادة إسرائيل قائلا :"أود أن أوجه انتباهكم إلى أن إيران تستخدم الإرهاب ضد إسرائيل ليس فقط بمساعدة حركات "إرهابية" مثل حماس وحزب الله والجهاد الإسلامي ولكنها تحاول أيضا تنظيم أعمال إرهابية داخل دولة إسرائيل ضد مواطني اسرائيل" ، وبعد ساعات قليلة أصدرت سلطة الأمن العام بيانا جديدا أعلنت فيه اعتقال خلية قوية من 17 عضوا من حماس تتلقى أوامرها من غزة والتي كانت في مراحل متقدمة من التخطيط لتنفيذ هجمات إطلاق نار في يهودا والسامرة.

وقال المحلل ان هذا دليل جديد على أن حماس تستغل الموقف الضعيف لزعيم السلطة الفلسطينية محمود عباس، وتحاول بمساعدة إيرانية تولي السلطة الفلسطينية، وهو أمر توقعه رئيس الشين بيت نداف أرغمان في نهاية كانون الأول 2017.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024