نشرت صحيفة هآرتس مقالا متسائلة عما اذا كانت موجة الإحتجاجات التي تهز إيران تشكل فرصة سانحة للمرة الأولى منذ الثورة الخضراء الفاشلة في عام 2009 لإسقاط النظام الإيراني.

وقال الكاتب انه ومع مرور الوقت، أصبحت بعض جوانب الإحتجاجات أكثر وضوحا وفقا لتحليلات أجهزة الإستخبارات الإسرائيلية والغربية ويبدو أنه تم اختراق حاجز الخوف بالنسبة لمجموعة كبيرة من الناس.

وأشار الكاتب الى انه وحتى مساء الثلاثاء لم يستخدم النظام الإيراني كامل قوته لقمع الإحتجاجات، ويبدو أن السلطات الإيرانية، مثل وكالات الاستخبارات الأجنبية، لم تتنبأ بتوقيت إندلاع الغضب العام وعلى الرغم من أن النظام استجاب بعنف في عدد من المدن، وقيل إن حوالي 20 شخصا قد قتلوا حتى الآن، فهي بعيدة كل البعد عن الوسائل العدوانية التي استخدمت لقمع احتجاجات عام 2009 ويبدو وكأن النظام ما زال في مرحلة الإحتواء.

وحسب الكاتب فيرجع ذلك أيضا إلى السياسة الخارجية الإيرانية: لا يزال المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي ودائرته يشعران بالقلق إزاء تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإلغاء الإتفاق النووي، ولردع ترامب يحتاج الإيرانيون إلى الأوروبيين، وربما كان الإتحاد الأوروبي قد ظل صامتا حتى الآن حول مقتل المتظاهرين ولكن إستخدام المزيد من القوة يمكن أن يؤدي إلى شكاوى جديدة حول انتهاكات حقوق الإنسان ويزيد من تعقيد الوضع الإيراني تجاه الأوروبيين.

وقال الكاتب ان العقوبات لا تزال مهمة، فإن تلك التي فرضتها الولايات المتحدة في بداية هذا العقد أضرت بالإقتصاد الإيراني وأجبرت القيادة في طهران على قبول الإتفاق النووي الذي أخر البرنامج النووي الإيراني، ولا يزال بالإمكان الشعور بالضرر المتراكم من جراء العقوبات، كما أنه يعيق قدرات الاقتصاد الإيراني على الإنتعاش.

وأشار الكاتب انه وفي الوقت الراهن، أعرب ترامب عن دعمه للمتظاهرين بطريقة عرضية تقريبا في تغريداته، بين معاركه مع وسائل الإعلام وجهوده لمراكمة المزيد من الرصيد على سبيل المثال لسلامة الطيران التجاري منذ توليه منصبه، لكن إعادة النظر في العقوبات بسبب دعم إيران للإرهاب وبرنامجها للصواريخ الباليستية وانتهاكات حقوق الإنسان يمكن أن يوفر خطا حقيقيا للمحتجين.

وأنهى الكاتب قوله بأنه حتى الآن، لا تزال إسرائيل خارج الصورة.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024