تحت عنوان "ما الذي قد يدفع إيران إلى تحرك عسكري ضد إسرائيل؟" كتب إيلي كارمون في صحيفة معاريف الإسرائيلية مقالا تحدث فيه بأن التحركات الأميركية في سوريا والعراق، وانكماش تأثير إيران في اليمن كجزء من استراتيجية ترامب الجديدة، يمكن أن يدفع إيران إلى العمل العسكري ضد إسرائيل.

وقال الكاتب انه يجب النظر إلى مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في سياق أوسع،  نظرا للغيوم التي تهدد مكانة الهيمنة الإيرانية في المنطقة، فإن إغتيال صالح يخدم المصلحة المشتركة بين الحوثيين وطهران، وقد تسبب انتقال صالح إلى الجانب السعودي في تعريض مشروع النظام الإيراني للخطر في السيطرة على "أربع عواصم عربية"، صنعاء وبغداد ودمشق وبيروت.

وأضاف الكاتب انه عندما بدا أن إيران ستسيطر على سوريا ولبنان بدعم نشط من حزب الله "وميليشيات شيعية" أخرى، تحت مظلة استراتيجية روسية، زادت إسرائيل الضغط العسكري المباشر ضد وجود هذه القوات وسيطرتهم على قواعد برية وجوية وبحرية .

وذكر الكاتب انه في الوقت نفسه، تجري تحركات أميركية هادئة في سوريا والعراق، في الآونة الأخيرة، تم تحديث البنية التحتية الأميركية في سوريا بشكل ملحوظ، ومن المتوقع أن يكون عدد القوات الأميركية المتمركزة هناك 2000، وليس 500 كما أعلن في وقت سابق من قبل البنتاغون، وتجدر الإشارة أيضا إلى أن محادثات ترامب حول توريد التكنولوجيا النووية إلى السعودية، وهي عملية من شأنها أن تغير عقود من السياسة الأميركية، من دون إلتزام السعودية بالقيود المفروضة على استخدام التكنولوجيا الأميركية للحصول على الأسلحة النووية.

وأشار الكاتب الى ان الموقع الروسي Strategic Culture، نشر مؤخرا مقالا بعنوان "التحركات الأميركية الجديدة: حرب مع إيران قد تكون أقرب مما نعتقد"، وذلك نتيجة لحملة منسقة لوقف إيران في المنطقة، واعتبر الكاتب في رأيه ان إيران على وجه التحديد التي قد تشن حربا عن طريق هجوم حزب الله ضد إسرائيل.

وحسب الكاتب فإنه وعلى الصعيد الإيراني، فإن سوريا هي التبلور الذي استثمر فيه الجهد العسكري والمالي والبشري الهائل للحفاظ على حكم الرئيس الأسد، ويتيح هذا الجهد وجودا إيرانيا دائما في لبنان من خلال حزب الله، وفتح بوابة إلى البحر الأبيض المتوسط وتهديدا مباشرا لإسرائيل، وخلق إتصال جغرافي عبر العراق وبناء جبهة شرقية جديدة، ووفقا لتقارير أجنبية، يتم شن ضربات جوية إسرائيلية متكررة ضد محاولات إيران لإقامة قواعد دائمة في سوريا وتوسيع خط جبهة حزب الله من لبنان إلى الحدود السورية، إن السياسة الروسية بإثارة التحرك الإسرائيلي العنيف بالإتفاق الضمني أو الرغبة في السماح لها بتشجيع التوصل إلى حل سياسي في سوريا، لن تقبل سلميا في طهران.

وذكر الكاتب ان البيت الابيض قد نشر هذا الاسبوع إستراتيجيته الأمنية الوطنية الجديدة التي تظهر فيها إيران على نفس المنوال مع كوريا الشمالية كتهديد كبير للولايات المتحدة وحلفائها والعالم بأسره، ويتهم النظام الإيراني باستخدام الإرهاب في جميع أنحاء العالم من خلال حزب الله، وتطوير صواريخ باليستية ذات قدرة عالية، ولديه القدرة على تجديد عمله في الحصول على الأسلحة النووية، لذلك، ستعمل الولايات المتحدة مع حلفائها لمنع إيران من الحصول على الأسلحة النووية وتحييد تأثيرها الإقليمي الضار.

وأضاف الكاتب إن التحركات العسكرية الأميركية في سوريا والعراق، وإنحراف النفوذ الإيراني في اليمن، قد تدفع القيادة الإيرانية إلى عملية عسكرية ضد إسرائيل، على أساس الترسانة الهائلة من الصواريخ التي يمتلكها حزب الله وقواته البرية.

وأنهى الكاتب قائلا :" الهدف الرئيسي لتحويل حزب الله إلى قاعدة إيرانية ويد صاروخية ضد إسرائيل هو لإستخدامه إذا هاجمت إسرائيل أو الولايات المتحدة البنية التحتية النووية الإيرانية، ولكن إذا زادت الضغوط على إيران في سوريا ولبنان والعراق واليمن في الأشهر المقبلة، فإن طهران ستواجه قرارا مصيريا."


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024