منذ 6 سنوات | غريبة / الجمهورية





في مجتمعنا، نهتم دوماً للعوارض العضوية الجسدية التي تصيبنا ولا نهملها، غاضّين النظر عن أهمية الصحة النفسية. الّا أنّ النفس كالجسد تماماً، يُصيبها الخلل ويظهر على هيئة عوارض نفسية نتجاهلها. فهل تعانون أيّاً من هذه العوارض؟ وما هو مرضكم؟

الجميع معرّض للمرور بأوقات عصيبة، ينتج عنها ضغوط نفسية، ولا يقتصر هذا الموضوع على الاحداث المأساوية، لأنّ هذه الحالة قد تصيب الشخص في الأحداث السعيدة كالزواج أو الترقية في العمل.


ويدرس الطب النفسي العقل بشكل خاص بكل ما يحدث فيه من اضطرابات عقلية ونفسية، ويعمل على معالجتها بأنواعها الثلاثة التي تعرف بالاضطرابات العقلية الشخصية وصعوبات التعلم الشديدة.


في هذا السياق، نشر موقع «webmed» مقالاً للتوعية كي يعرف الشخص أنه مريض، للانتباه الى نفسه أو التوجّه الى المختصّين. فإذا كنتم تعانون العوارض التالية لعدة اسابيع، فحان وقت الانتباه الى أوضاعكم:


هل تعانون هذه العوارض؟


• سرعة الانفعال: اذا كان الشخص بطبعه إنساناً هادئاً وتحوّل ليصبح سريع الانفعال فجأةً بسبب أمور بسيطة، وكثرت شجاراته مع الاصدقاء والأسرة من دون أي سبب وجيه، فقد يكون هذا الوضع علامة على مشكلة نفسية أو انفعالية كالاكتئاب «depression» أو القلق «anxiety».


كما أكّدت استشارية الطب النفسي في الولايات المتحدة الأميركية سارة هايتاور أنّ «هذا الأمر يختلف عن تغيّر المزاج الموقّت، فالانخفاض الحاد للصبر عند التعامل مع الناس يستدعي الانتباه الجدّي».


• قلة النوم: لا يحصل عدد كبير من الناس على ساعات كافية من النوم، ويظنون أنه يجب التعايش مع ذلك، ما يضرّ صحتهم ويؤثر على أدائهم أثناء العمل أو القيادة أو على حياتهم بشكل عام. في هذا الاطار، من المهم القيام بالفحوص لعل الشخص يعاني مشاكل عضوية تمنعه من النوم، كمشاكل الغدة الدرقية، واذا لم يكن يعاني هذه المشاكل، فذلك ينذر بضرورة الفحص للتأكد من السلامة النفسية.


• تجنّب الناس: عندما يتحول شخص اجتماعي بطبعه الى شخص يميل إلى تجنّب الناس والابتعاد عن الشبكات الاجتماعية، فقد يدلّ ذلك الى أولى علامات الاكتئاب. لذلك، إذا وجد الشخص نفسه يبتعد عن الاجتماعيات، فربما يجب أن يسأل نفسه عن السبب.


• تبدّل الشهية: بعيداً عن أوقات الأعياد والمناسبات التي يقوم بها الاشخاص بالإكثار من تناول الطعام، تعتبر الزيادة في الأكل والبحث الدائم عن الأطعمة خصوصاً الغنية بالدهون أو السكر، من علامات التعرّض للضغوط أو التوتر أو ما يعرف بالأكل الانفعالي.


وقد وجدت دراسة أجريت في كلية الطب في جامعة «هارفرد»، أنّ التعرّض لضغط قصير المدى يسبب غالباً فقدان الشهية على عكس الضغوط طويلة المدى التي تُزيد من هورمون الكورتيزول فتزيد الشهية.


• عدم القدرة على الاسترخاء: اذا كان الشخص دائم الانشغال وعقله مُتسارع وممتلئ، فقد يكون من علامات القلق. هذا غير الاكتئاب الذي يأتي في نوبات ممّا يجعله ملحوظاً ومحدداً.


أما القلق فيمكن أن يكون دائماً ومتواصلاً ما يؤدي إلى عدم الانتباه إليه واعتباره جزءاً من حياة الشخص. وأحياناً يعيش الشخص بالقلق لسنوات قبل أن يشك أحد أنّ الأمر له سبب نفسي، وذلك لأنه غالباً يظهر بعوارض جسدية غير مبررة كالصداع الدائم أو اضطرابات في المعدة أو مشاكل نفسية أو شَد في عضلات الكتف أو غيرها، ما يجعل التركيز على الفحص العضوي أكثر من الفحص النفسي.


مفاهيم خاطئة


على الأثر، ربما يكون عدد كبير منّا حقاً بحاجة إلى مساعدة أو توجيه نفسي ولو بسيط ما يُتيح له حياة أفضل خالية من الهموم أو القلق. وتنتشر في مجتمعاتنا بعض المفاهيم الخاطئة والخرافات التي نقنع بها أنفسنا لكي نتهرّب من الحاجة الى مساعدة الطبيب النفسي.


فغالباً، ما نقول انّ الأمر لا يحتاج الى مساعدة أحد، بينما فعلياً تعتبر المشاكل النفسية كالمشاكل العضوية تحتاج إلى رأي وتوجيه من المختصّين لحل المشكلة من جذورها. كما نسمع أيضاً من يقول إنّ العلاج النفسي هو للضعفاء فقط، بينما الحقيقة هي أنّ الاعتراف بالحاجة الى المساعدة هو دليل قوة. وتزيد المشاكل عند بعض الاشخاص لا سيما عند زيادة الضغوط عندهم وعدم العمل على توجيهها بطريقة صحيحة.


في المقابل، يكثر الحديث أنّ العلاج النفسي مخصّص لفاقدي العقول فقط، ولكن أي الأشياء أقرب لسلوكيات فاقدي العقل؟ الحصول على المساعدة عند الحاجة اليها، أو الابتعاد عنها خوفاً من حكم غير حقيقي؟ وتجدر الاشارة الى أنّ العديد من الأشخاص الناجحين والعاقلين يتوجهون لنيل المساعدة النفسية عند حاجتهم إليها.


إرشادات

وأخيراً، لا تهملوا صحتكم النفسية وتمتعوا بالوعي حول هذا الموضوع، ولا تتحمّلوا مشكلة نفسية يمكنكم التخلص منها طبياً، ولا تقبلوا أن تمارسوا حياتكم بصحة نفسية متضررة. ومن المهم أن تقيّموا حالتكم وأن تحصلوا على المساعدة إذا كنتم بحاجة اليها، وأن تعيشوا حياة سعيدة، فصعوبات الحياة لا تحتمل تحديات نفسية إضافية.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024