منذ 6 سنوات | لبنان / وكالة وطنية

أطلق نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني الحملة الوطنية لمواجهة مرض السكري تحت شعار "بإيدك بتسيطر على السكري"، خلال مؤتمر صحافي عقد في قاعة المحاضرات في وزارة الصحة، بدعوة من الوزارة والبرنامج الوطني للسكري.


حضر المؤتمر الصحافي وزير الصحة الأسبق الدكتور عدنان مروه، رئيسة مركز "الرعاية الدائمة" منى الهراوي، مدير تعاونية موظفي الدولة الدكتور يحيى خميس، ممثلون عن الطبابة العسكرية وقوى الأمن الداخلي والمديرية العامة للأمن العام، نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، نقيب المعالجين الفيزيائيين الدكتور طانيوس عبود، نقيبة مصانع الأدوية في لبنان الدكتورة كارول أبي كرم، ممثلون عن الجهات والجمعيات المشاركة في الحملة وهي "الجمعية اللبنانية لاطباء الغدد الصم والسكري والدهنيات"، مركز "الرعاية الدائمة"، جمعية Dialeb وشركات Novonordisk وsanofi وnovartis ومتخصصون.


بداية النشيد الوطني، فكلمة ترحيب من عريفة الحفل الإعلامية نوال بري، ثم قدم المنسق الوطني للأمراض غير الإنتقالية الدكتور ابراهيم بو عرم عرضا تقنيا عن واقع مرض السكري في لبنان، لفت فيه إلى أن "منطقة الشرق الأوسط تشهد الارتفاع الأكثر حدة بين مناطق العالم بحيث تتجاوز نسبة انتشار السكري 20% في بعض مناطق الخليج العربي. ومن أسباب هذه الظاهرة النمو في عدد ونسبة كبار السن في المجتمعات، وتغير نمط الحياة وخاصة العادات الغذائية وما ينتج عنها من فرط الوزن والسمنة بالاضافة الى الخمول البدني".


وأوضح أنه "في لبنان ازدادت نسبة السمنة من 17% الى 25% بين العامين 1997 و 2009 وقد ارتفع معدل انتشار السكر في لبنان مما يقدر بـ 3 -4% في ستينيات القرن الماضي الى حوالى 8% حاليا، ما يعني أن منزلا من كل ثلاث منازل تقريبا يحتوي على حالة مشخصة بداء السكري على الأقل".


الهراوي 

من جهتها، تحدثت الهراوي عن المقاربة الشاملة في علاج السكري وتدارك مضاعفاته، مشيرة الى أن "مركز الرعاية الدائمة الذي يوفر منذ أكثر من 22 عاما العلاج الطبي الإلزامي والتوجيه الغذائي والنفسي والإجتماعي لزهاء 2200 طفل وشاب وشابة مصابين بالسكري نوع أول، هو معني بشكل مباشر بهذه الحملة الوطنية".


وأوضحت أن "أهمية دور المركز تكمن في هذه المقاربة الشاملة التي توفر لمريض السكري المتابعة الطبية الدقيقة والدواء الأكثر ملاءمة لحالته والمعدات اللازمة لمراقبة نسبة السكري في الدم، وكذلك التثقيف الصحي له ولأهله، والمتابعة الغذائية والنفسية والتوجيه الإجتماعي، ما يتيح للمريض فهم المرض والتعرف على مضاعفاته لتدراكها، كما يسمح له بالتعايش مع مشكلته المزمنة بشكل إيجابي سليم".


ولفتت الى أن "مركز الرعاية الدائمة نجح الى حد كبير في مجال تدارك مضاعفات السكري نوع أول، إذ إن الأولاد الذين يتلقون العلاج في المركز يتعايشون مع مشكلتهم بأفضل السبل: يتابعون دراستهم وينخرطون في دورة الإنتاج ويتزوجون وينجبون".


وأعلنت أنه "بالنسبة للعام الحالي، فقد انطلقت حملة المركز عبر وسائل التواصل الإجتماعي تحضيرا لليوم العالمي للسكري وهي انسجاما مع الشعار المعتمد في العالم تحت عنوان: المرأة والسكري"، مشيرة الى أن "المرأة دون شك هي أساس عائلة سليمة ومفتاح التغيير في المجتمع، فهي كربة منزل أو أم أو مربية أو عاملة في المجال الصحي، مدعوة لتكثيف الجهود في مجال مكافحة السكري ومضاعفاته، لذا لا بد من تحفيز دورها والتركيز عليه".


معلوف 

بدورها، قدمت رئيسة جمعية Dialeb جاكي معلوف عرضا حول أهمية التوعية في الوقاية والسيطرة على السكري، مشددة على أن "رفع مستوى الوعي يؤدي إلى تحسين نوعية حياة المصابين وتجنب السكري النوع الثاني وحسن ادارة السكري النوع الأول، فضلا عن تجنب مضاعفات المرض وتخفيض الفاتورة الصحية من جراء استباق المضاعفات".


وأوضحت أن جمعية Dialeb "تعمل على مختلف المناطق اللبنانية من أجل تحسين حياة الأشخاص المتضررين من داء السكري ومساعدتهم للوقاية من هذا المرض من خلال تشجيع اتباع نمط حياة صحي، ومعالجة القضايا ذات الصلة بحياة المريض الصحية والجسدية والنفسية وتطوير ونشر المعلومات من أجل فهھم أفضل للأمراض ذات صلة مباشرة بداء السكري".


عيد 

ولفت ممثل شركة Novo Nordisk الدكتور توفيق عيد إلى أهمية دور القطاع الخاص في التوعية على السكري، مشيرا إلى أن "القطاع الخاص يشجع الشراكات الفعالة ويدعو لها كوسيلة لإحداث فرق وتغيير حياة المصابين بالسكري، خصوصا أن ستة في المئة فقط من المصابين بالسكري يعيشون حياة خالية من المضاعفات الناجمة عن مرضهم، وبالتالي لا تتوقف مساعدة المصابين بالسكري على الأدوية فحسب بل هي تشتمل كذلك تأمين منصات لتبادل المعلومات المتعلقة بعبء السكري وتسهيل النقاشات حول العثور على حلول محتملة، إضافة إلى تدريب مقدمي الرعاية الصحية وتعليمهم والمساعدة على نشر الوعي في المجتمع حول مخاطر الإصابة بالسكري وضرورة اتباع أسلوب عيش صحي".


قاطرجي 

أما ممثلة شركة Sanofi حنان قاطرجي فتناولت أهمية تكاتف الجهات المعنية لإدارة مرض السكري، وقالت: "بحسب الدراسات المحلية، يواجه 68% من مرضى السكري في لبنان مشكلة في السيطرة على مرضهم. ولأن إدارة المرض تسهم في تخفيف أعبائه على المريض بشكل خاص وعلى المجتمع ككل يتحتم علينا أن نتكاتف. والحملة اليوم هي خير دليل على ضرورة تعاون كل الشركاء المعنيين من القطاع العام والخاص لرسم صورة متكاملة حول الثغرات في إدارة مرض السكري والحؤول دون زيادة عدد المصابين به من خلال اتباع نهج استباقي وقائي".


عنداري واشتي 

وتحدث رئيس الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد والسكري والدهنيات الدكتور إميل عنداري عن دور الجمعيات العلمية، قبل أن يتناول مدير البرنامج الوطني للسكري الدكتور أكرم اشتي أهمية الحملة الوطنية لمواجهة مرض السكري وعرض نشاطات الحملة والمشاريع المستقبلية.


وقال اشتي: "الحملة الوطنية التي نطلقها اليوم لمواجهة مرض السكري تشتمل على توزيع مواد تثقيفية حول مرض السكري في كافة مراكز الرعاية الأولية التابعة لوزارة الصحة، أو المتعاقدة معها، والى كافة المراكز الصحية والاجتماعية المعنية بالموضوع، إضافة إلى اقامة محاضرات تثقيفية توعوية حول مرض السكري في مراكز الرعاية الأولية، والمراكز الصحية والاجتماعية المعنية بالموضوع، فضلا عن القيام بحملات للكشف المبكر عن السكري في كافة المناطق اللبنانية، واقامة Stands في مراكز التسوق الكبرى في بيروت والمناطق وذلك لشرح أهداف الحملة ولاجراء فحص مباشر لنسبة السكر في الدم، كما المشاركة في الماراثون الذي سيجري نهار الأحد الموافق في 12/11/2017، وذلك للتأكيد على أهمية ممارسة الرياضة البدنية ودورها الايجابي على الصحة والحياة".


أضاف: "المطلوب كثير، وما نطمح الى تحقيقه كثير أيضا، وهو لن يتحقق الا من خلال تضافر وتنسيق كافة الجهود والامكانيات، لكي نستطيع أن نقدم ما هو أفضل لمرضانا وأهلنا".


حاصباني 

ختاما، قال وزير الصحة: "ان صحة المواطن لا تعرف الانتظار ولا تحتمل التأجيل، ولأن التوعية أمر ملح ومستدام بغض النظر عن الاوضاع السياسية والمناخات العامة التي قد تمر بها البلاد، ها نحن اليوم نطلق الحملة الوطنية لمواجهة مرض السكري التي تندرج ضمن السياسات التي تعتمدها وزارة الصحة لتعميم الثقافة والوعي الصحي في المجتمع اللبناني حول الكثير من الامراض".


أضاف: "نسعى عبر هذه الحملة الى محاولة الحد من ازدياد نسب الاصابة بالسكري ومن المضاعفات المزمنة المرتبطة به وهي: الجلطات الدماغية، تضخم عضلة القلب، عجز الكلى، تلف شبكة العين، بتر الاطراف السفلى وغيرها من المضاعفات والتي تؤثر في مجموعها على صحة المريض وحياته وتقلل من مستوى عمره".


وأشار الى أن "السكري يقلل من انتاجية المريض، والمضاعفات تزيد من التكلفة المادية لعلاجه مما يشكل عبئا ماديا ثقيلا على الفرد والمجتمع وعلى كافة الجهات والمؤسسات الضامنة العامة والخاصة".


وتوجه إلى المصابين بداء السكري، مؤكدا دورهم الأساسي في "السهر على صحتهم عبر إجراء الفحص اليومي واعتماد الاكل الصحي وممارسة الرياضة والانتظام في اخذ الدواء والمتابعة مع الطبيب لضبط مخزون السكري". وقال: "إن أقدمتم على هذه الخطوات بإمكانكم التعايش مع هذا المرض واستكمال حياتكم بشكل طبيعي".


أضاف: "حملتنا لهذا العام تجسد اهمية التنسيق بين القطاعين العام والخاص والجمعيات الاهلية. ونشكر الجهات كافة التي شاركت في هذه الحملة وهي الجمعية اللبنانية لامراض الغدد والسكري والدهنيات، ومركز الرعاية الدائم وجمعية Dialeb وشركات Novonordisk وsanofi وnovartis. كما نشكر كلا من جوليا قصار وألين لحود وفادي الخطيب الذين أكدوا ان أي شهرة تبلغ عظمتها حين تسخر لخدمة الانسان وكرامته". 


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024