منذ 7 سنوات | لبنان / وكالات

بنهاية مأساوية ختم رجل الأعمال اللبناني المعروف ج. طعمة حياته، وبسبب مبلغ يفوق الـ20 ألف دولار أميركي إلى جانب قطعتين ذهب تقدّر قيمتهما بحوالي الـ1700 دولار أميركي، كتب لنفسه الموت من دون أن يُقتل عمداً بل مات عن غير قصد، وبسبب رغباته الجنسية إنتهت حياته بعد وقوعه بأيادي 3 شبان هم: ميلاد الفليطي، إبراهيم حسن، عمر العقر (فلسطيني قاصر).

في مطلع العام 2014 ورد إلى شعبة المعلومات إخبار عن العثور على جثة رجل الأعمال اللبناني ج. طعمة مرمية على الأرض داخل شقته الأرضية بمنطقة الأشرفية، وأن العمّال لديه (خادمتين فيليبينيتان وطاهي من التابعية الفيليبنية) إتصلوا بمخفر الأشرفية للتبليغ عن الحادثة.

وبعد التحقيقات المطوّلة وبعد جلسات إستماع متتالية داخل قاعة الجنايات في قصر العدل، صدر بتاريخ 18 تموز 2016 قراراً بسجن كل من ميلاد الفليطي وإبراهيم حسن لمدة 10 سنوات مع الأشغال الشاقة وتجريدهما من حقوقهما المدنية، إلى جانب الحكم بسجن غيابياً القاصر (يوم وقوع الحادثة) عمر العامر المتواري حتى اللحظة عن الأنظار.

وفي تفاصيل القضية التي حصل موقع "التحري" على نسخة منها من محكمة الجنايات في بيروت تفيد بأن المتهم الأول ميلاد الفليطي وعمر العامر دآب كلاهما على زيارة طعمة في منزله لممارسة الجنس معه مقابل مبالغ تترواح بين الـ20 إلى الـ50 ألف ليرة لبنانية.

في إحدى المرّات أخبرهم الراحل، من باب الثقة وبعد عدة زيارات لهما إليه، بأن لديه خزنة كبيرة داخل غرفة النوم يضع فيها أمواله وبعض المجوهرات، وبناءً على هذه المعلومة سال لعابهما وإتفقا على كيفية سرقة الخزنة بالإتفاق مع الثالث إبراهيم حسن، ووضعوا خطة تقضي بأن يأتي عمر كالعادة إلى منزل طعمة ليقضي ليلته معه، وحين يصل يرسل رسالة من هاتفه إلى ميلاد كي يدخل المنزل بغتة ومعه إبراهيم على أن يلعب الأخير دور شقيق عمر ثم يقوم بتوبيخه (يومها كان عمره 16 سنة)، وبعدها يهددون جميعاً طعمة بالفضيحة ومن ثم الإنقضاض عليه وربطه كي يقوموا بسرقة الكنز الموجود في الخزنة.

وطبعاً قبل إتمام صفقة سرقة الخزنة كان كل من عمر وميلاد قد راقبا أبواب الشقة ومداخلها وغرف الجلوس والنوم وكل شيء بدقّة كي تكون السرقة ناجحة على أكمل وجه.

وليل الأحد من شباط 2014، وعند العاشرة مساء وصل عمر على متن دراجته النارية ودخل الحي الهادئ في الأشرفية متوجهاً إلى شقة طعمة، وبعد مرور نصف ساعة بعث برسالة نصيّة إلى ميلاد الذي لحق به وإبراهيم ودخلا الشقة معهم عدة السرقة من مفك براغي ولواصق وحبال وسكين 6 طقات، وكان عمر قد ترك باب الرئيسي شبه مغلق، ليدخلا المجرمان فجاة غرفة النوم، حينها قام الثلاثة بتمثيل أدوارهم المتفق عليها، إلا ان طعمة كشف أمرهم وبدأ بدفعهم كي يخرجوا من منزله وهو يصرخ "أعرف هذه الحيّل والمخططات القذرة"، وعلى صراخه خرج العمال من المطبخ إلا ان ميلاد وإبراهيم طلبا منهم العودة وانهما رجال أمن يقبضون على طعمة كونه "نصّاب".

وبعد محاولة فاشلة لمقاومته لهم تمكنوا منه وربطوه جيدا بالحبل الذي كان معهم ثم كمموا فمه بالملصق وابرحوه ضرباً كي يهدأ، وسرقوا الخزنة وساعته ومحفظنه وفرّوا نحو منطقة الكولا حيث يمتلك صديقهم علي المولى مقهى شعبي هناك، وهو من ساعدهم على خلع الخزنة وإستخراج محتوياتها.

وبعد إخلاء المنزل، خرج العمّال من المطبخ وهم بحالة ذعر ليجدوا أن طعمة قد ألقي على الأرض ولا يتحرّك فإتصلوا بالشرطة وحضر معهم الطبيب الشرعي وكشف على الجثة وتبيّن ان الراحل توفي نتيجة إرتفاع ضغطه من شدة التعصيب ومحاولاته لتحرير نفسه من الحبل. وان لا عملية قتل مباشرة حصلت.

وبعد مضي أشهر على الجريمة تمكّنت دورية من القوى الأمن الداخلي (بعد عمليات رصد تمت من خلال كاميرات المراقبة في الكولا وفي محيط الأشرفية) من توقيف المتهمين بإستثناء عمر، وتم إحالتهم إلى القضاء المختص وعليه صدرت الأحكام المذكورة آنفاً.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024