تشهد العلاقة بين حزبي "القوات اللبنانية" و"الكتائب اللبنانية"، توتراً غير مسبوق، على خلفية اتهامات واضحة وجهها أخيراً رئيس الكتائب النائب سامي الجميل لـ"القوات" بالتخلي عن المبادئ السياسية والسيادية لصالح منطق المحاصصة، وتحقيقاً لمصالح شخصية، الأمر الذي دفع القواتيين للرد بحزم على هذه الاتهامات، ما انعكس سلباً على الوساطات التي كانت مبذولة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، تمهيداً لمرحلة الانتخابات النيابية المقبلة.


وقد بلغ السجال بين الحزبين أوجه الأسبوع الماضي، ما أثر بحسب الأمينة العامة لحزب "القوات اللبنانية"، شانتال سركيس، على مساع كان يبذلها قواتيون وكتائبيون لرأب الصدع بين الحزبين، لافتة إلى أن المواقف الأخيرة التي أطلقها الجميل تركت صدى سلبياً لدى القاعدتين الكتائبية والقواتية على حد سواء.


ومن جهته، استهجن عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب اللبنانية، سيرج داغر، اتهام النائب الجميل بتوجيه سهامه أخيراً لحزب القوات، والتعاطي مع الموضوع من منطلق شخصي، لافتاً إلى أن "هجومنا يطال الحكومة ككل، التي يشكل وزراء القوات جزءاً منها"، مشدداً على أنّه على "الرغم من الخلاف المستمر بين الطرفين، فإن ذلك لا يعني انقطاع التواصل أو القطيعة".


وتُبذل حالياً وساطات خجولة لاحتواء التطورات الأخيرة بين الحزبين، ومنع وصول الأمور بينهما إلى نقطة اللاعودة. وفي هذا السياق، قالت سركيس: "حالياً، لا يزال هناك بعض سعاة الخير الذين يعملون على تخفيف وطأة كلام الجميل، لكن للأسف الموضوع بات يتكرر، والجميل يحاول دوماً بث الجو نفسه لجهة أننا نتنازل عن السيادة مقابل مصالحنا مع التيار الوطني الحر، وهذا كلام لا يمت للحقيقة بصلة، فنحن لم نساوم يوماً على المبادئ، وتقاربنا مع التيار لم يكن إلا من باب أولوية المصالحة المسيحية".


وعلى الرغم من التوتر الذي يغلب حالياً على العلاقة بين الحزبين وقاعدتيهما الشعبية، فإن مصادر الطرفين ترجح أن تنحسر موجة الخلاف قبل موعد الانتخابات النيابية المقبلة، ما يرجح فرضية قيام تحالف انتخابي بينهما لا يزال المسؤولون الحزبيون يصرون على أنّه من المبكر الحديث عنه.







أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024