منذ 6 سنوات | لبنان / لبنان24

تحت عنوان "روسيا وحرب لبنان المقبلة"، نشرت مجلّة "فورين أفيرز" تقريرًا مطولاً للمحلل الروسي ديمتري أدامسكي، كشف فيه كيف يمكن لروسيا أن تستفيد من الصراع المقبل بين إسرائيل و"حزب الله".

وقال الكاتب: "في الوقت الذي تستعيد القوات السورية السيطرة على أجزاء مهمّة في سوريا، بدأ المخطّطون الإسرائيليون يركّزون من جديد على حرب مع "حزب الله"، وذلك بعد مرور عقد على الهدوء على الحدود الجنوبية للبنان". وأضاف: "لكن خلال هذا العقد من الزمن، عزّز "حزب الله" حجم وقوّة ترسانته وحسّن موقعه السياسي داخل لبنان".

وأوضح أنّ أي حرب جديدة يُمكن أن تندلع لثلاثة أسباب:

-أي تصوّر خاطئ من "حزب الله" أو إسرائيل قد ينتج تصعيدًا.

-إذا قرّر أحد الطرفين استغلال لحظة ضعف الجانب الآخر للهجوم.

-إذا كان سلوك أي من الجانبين يعبر الخطوط الحمراء بالنسبة للآخر.

ولا يشكك الاستراتيجيون الإسرائيليون في احتمال نشوب حرب مع "حزب الله"، لكنّهم يتساءلون كيف ستجيب روسيا، التي تعدّ "رفيقة السلاح" لإيران و"حزب الله" في سوريا، على مثل هذا الصراع.

وقد كثفت إسرائيل مؤخرًا ضرباتها ضد "حزب الله" خصوصًا في سوريا، ولكنها تمكنت حتى الآن من الحفاظ على "تسوية مؤقتة" مع الكرملين، إلا أنّ هذا النمط من التسوية قد لا يُعقد في الحرب المقبلة.

وفي حالة تصاعد القتال العنيف بين اسرائيل و"حزب الله" ضد مصالح روسيا، فإن موسكو ستكون في وضع جيد لتقييد حرية عمل الجانبين والمساعدة في تسوية الصراع. ويُمكن أن يستغلّ الكرملين أيضًا هكذا حرب لتحسين وضعه وتأثيره في الشرق الأوسط.

ما تفضّله موسكو

في الوقت الذي يستقر الوضع في سوريا، تتعمّق منافسة إيران وروسيا للتأثير في هذا البلد. يريد الكرملين المحافظة على أصوله وما لديه في سوريا، ضمن أي تسوية سياسية قد تحصل مستقبلاً، حتى لو استبدل الرئيس بشار الأسد كقائد سوريا أو إذا جرى تقسيم سوريا.

والأمر نفسه لدى إيران التي تسعى الى تعزيز قوتها في الشرق، إذ سعى الطرفان الى الحفاظ على موطئ قدم عسكري دائم في سوريا وتأثير جيوسياسي في المنطقة، ولكن لا يُمكن لمناطق الرئيس الأسد أن تستضيف الطرفين معًا. وقد أصبحت طموحات إيران مشكلة بالنسبة إلى روسيا، بحسب الكاتب.

ويرغب الكرملين في أن يحدّ من طموح إيران للهيمنة الاقليمية بدون توتّر العلاقات مع طهران التي ما زالت أكبر حليف اقليمي لموسكو التي تفضّل أن يكون وجود ايران و"حزب الله" في سوريا غير قوي ولكن غير ضعيف في الوقت نفسه.

إنّ تصميم إسرائيل على استخدام القوة قد يخدم هذا الهدف. وإذا اندلع الصراع بين إسرائيل و"حزب الله"، فمن المحتمل أن تترك موسكو "حزب الله" وإيران ينزفان من أجل إضعاف مواقفهما الإقليمية. لكن قد تسعى أيضا إلى منع انتصار إسرائيلي كامل، لأنها لا تزال تحتاج إلى "حزب الله" كعامل استراتيجي في المنطقة، ولأن ذلك يمكن أن يثبت لإسرائيل حدود سلطتها. ومن خلال تسوية الصراع واستعادة الوضع الراهن، يمكن أن تصادق روسيا على أنها تتطابق أو تتجاوز الولايات المتحدة كقوة في الشرق الأوسط.

بالتالي فإن أفضل نتيجة للكرملين أن تندلع حرب قصيرة تقتصر على لبنان ويسمح لكل من إسرائيل و"حزب الله" بالمطالبة بالانتصار بعد أن تحول إلى موسكو للتوسط لإنهاء القتال.

وأسوأ النتائج هي تفكك لبنان، وهو تطور من شأنه أن يحول البلاد إلى "صندوق جهادي" مثل العراق في المرحلة التي تلت سقوط صدام حسين، وانتشار القتال إلى مرتفعات الجولان السورية، الأمر الذي من شأنه أن يعرض إنجازات موسكو في تهدئة سوريا للخطر ويمكن أن يزعزع استقرارها منطقة.

الحرب بين إسرائيل و"حزب الله"، يُمكن أن يخلق فرصة لروسيا بأنّه بإمكانها أن تمنع التصعيدات.

الخطر الأكبر

وستتميز الحرب المقبلة بين إسرائيل و"حزب الله" بنظريات النصر الجديدة التي اعتمدها الجانبان منذ صراعهما الأخير. ومن غير المرجح أن يقتصر هجوم "حزب الله" على القذائف الصاروخية ضد الإسرائيليين، كما حدث في الماضي. كما سيسعى الى تدمير آلة الحرب الاسرائيلية.

إن التحسينات في دقة وصواريخ "حزب الله"، وأعدادها المتزايدة، يمكن أن تسمح له بضرب أهداف مهمة من الناحية التشغيلية، مثل قواعد القوات الجوية الإسرائيلية، ومنشآت جمع المعلومات الاستخباراتية، أو حتى تجمعات الجيش الإسرائيلي. ويتوقع المخططون الإسرائيليون أيضا قيام وحدات من النخبة في الحزب بمناورات متطورة وربما السيطرة على بعض المستوطنات الحدودية.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024