منذ 6 سنوات | العالم / فرانس24



أكد رئيس إقليم كاتالونيا كارلس بيغديمونت أن التخلي عن إجراء الاستفتاء غير وارد. ولكنه دعا لوساطة في الأزمة مع مدريد مبديا استعداده لإيقاف الاستفتاء المرتقب الأحد إذا قبلت مدريد بالتفاوض حول استفتاء قانوني. من جانبها أعلنت السلطات الإسبانية أنها أغلقت أكثر من نصف مراكز الاستفتاء بعد أن اقتحم عدد من مؤيديه 160 مدرسة تم اختيارها كمراكز اقتراع.

أعلنت السلطات الإسبانية أنها أغلقت أكثر من نصف مراكز الاقتراع البالغ عددها 2315 في كاتالونيا بحلول منتصف يوم السبت، بهدف منع إجراء استفتاء على استقلال الإقليم، في حين أصر الانفصاليون على الاستمرار بالدفاع عن حقهم في التصويت.

وكان أساتذة وطلاب وناشطون قد دخلوا 160 مدرسة تم اختيارها كمراكز اقتراع في المنطقة الغنية الواقعة في شمال شرق البلاد للدفاع عن الاستفتاء المنتظر الأحد، في تحد لتحذيرات مدريد.

وقال ممثل الحكومة الإسبانية في كاتالونيا، إنريك ميو، للصحافيين إنه تم إقفال 1300 مركز اقتراع حتى الآن.

وأضاف أن 163 من هذه المراكز كان يحتلها مؤيدون للانفصال لدى إغلاقها، ما يعني أنه تم السماح لمن كانوا في داخلها بالمغادرة، ولكن لم يسمح لأي أحد بالدخول.

ولكن مراسلي وكالة فرانس برس زاروا عددا من المدارس التي سيطر عليها السكان، وكان بإمكان الناس الدخول إليها والخروج منها بحرية، ما يعني أنه لا يزال هناك العديد من المباني الخاضعة لسيطرة أنصار الانفصال التي لم تغلقها السلطات الإسبانية بعد.

من جهته، صرح رئيس إقليم كاتالونيا الانفصالي كارلس بيغديمونت السبت في مقابلة مع فرانس برس قبل أقل من 24 ساعة من الاستفتاء الذي حظرته مدريد "أن نعود إلى منازلنا ونتنازل عن حقوقنا هو أمر لن يحصل (...) لقد اتخذت الحكومة (الكاتالونية) كل التدابير ليتم كل شيء في شكل طبيعي"، داعيا الكاتالونيين إلى تجنب أي أعمال عنف.

لكنه دعا في المقابل إلى وساطة في الأزمة مع مدريد، مبديا استعداده للتخلي عن الاستفتاء الراهن إذا وافقت حكومة المحافظ ماريانو راخوي على بدء مفاوضات تتيح في النهاية إجراء استفتاء قانوني.

وقال "إذا قالت الدولة الإسبانية ’فلنتفق على استفتاء‘ سنوقف هذا الاستفتاء. نعم بالتأكيد، إنه المسار الذي يأمل به جميع الكاتالونيين"، مؤكدا إنجاز كل التحضيرات للاستفتاء الذي تسعى مدريد إلى منعه بأي ثمن.

وتحول الخلاف المرتبط بالاستفتاء بين الحكومة المركزية والمسؤولين الكاتالونيين إلى واحدة من أكبر الأزمات التي تشهدها إسبانيا منذ عودة الديمقراطية إليها بعد وفاة الديكتاتور فرانشيسكو فرانكو في 1975.

وعلى الضفة الأخرى، تظاهر الآلاف في مدن إسبانيا الرئيسية مدريد وبرشلونة وإشبيلية وسانتاندير وفالنسيا وأليكانتي وملقة دعما لوحدة إسبانيا.

  • دعوة للحفاظ على سلمية التحرك
  • الانفصاليون يتوقعون استمرار التحرك

وتعهد كارلس رييرا، وهو نائب في برلمان الإقليم عن حزب "ترشيح الوحدة الشعبية" المتشدد، والذي يشكل جزءا من تحالف كاتالونيا الانفصالي، بأن يستمر التحرك بعد استفتاء الأحد في حال صوتت الغالبية بـ"نعم" وعارضت مدريد النتيجة، وهو السيناريو الأرجح.

وقال للصحافيين "نحن في عملية تحرك شعبي يتوقع أن تستمر لمدة".

وأضاف "هذه موجة ديمقراطية. سيكون على هذا التنظيم الذاتي بمستواه الحالي أن يستمر لفترة طويلة للدفاع عن الجمهورية".

والجمعة، أفاد بيان صادر عن وزارة التعليم الإسبانية أن مدراء المدارس في كاتالونيا "ليسوا معفيين من المسؤولية" إذا تعاونوا وسمحوا بفتح مدارسهم من أجل الاقتراع.

وابتكرت بعض المدارس وسائل للتحايل على الأوامر بعدم السماح باستخدام الأماكن العامة للاستفتاء عبر تنظيم أنشطة ترفيهية للأطفال طوال عطلة نهاية الأسبوع.

ولم يتضح كيف يمكن للناس الدخول إلى المدارس المغلقة الأحد للإدلاء بأصواتهم، حتى ولو كانت مشغولة.

من جهتها، حذرت قوة الشرطة الكاتالونية من خطر "الإخلال بالنظام العام" في حال جرت جهود لمنع الناس من الإدلاء بأصواتهم.

أما مدريد، فأرسلت الآلاف من عناصر الشرطة الإضافيين من قوات أخرى إلى كاتالونيا، الاقليم الذي يساهم بخمس اقتصاد إسبانيا، لمنع اجراء الاستفتاء.

وكان نائب رئيس إقليم كاتالونيا أوريول جونكيراس، قد أشار إلى وجود بدائل أخرى تسمح للمواطنين بالتصويت دون تفصيلها.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024