تطرقت صحيفة نيويورك تايمز للأزمة الكورية الشمالية وقالت إن رئيس وزراء كوريا الجنوبية يقول علنا ما لن يفصح عنه المسؤولون الأمريكيون:" في الأيام القليلة المقبلة ووفقا لتقارير المخابرات، كوريا الشمالية ستطلق صواريخ باليستية أخرى عابرة للقارات."

وقال رئيس وزراء كوريا الجنوبية لوزراء الدفاع في سيول يوم الخميس "هناك حاجة عاجلة لإجراءات خاصة لوقف تهورهم."

وتابعت الصحيفة مشيرة إلى أنه من الممكن أن يكون مخطئًا حول التوقيت، ولكن في البيت الأبيض والبنتاغون وفي منطقة المحيط الهادئ، المسؤولون الأمريكيون يسارعون الى اتخاذ قرار حول رد الولايات المتحدة خصوصًا إذا اظهر الكوريون الشماليون  من دون شك قدرتهم على الوصول الى أراضي غوام الأميركية أو حتى إلى مسافة موازية لضرب الساحل الغربي للولايات المتحدة.


وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس انه تم عرض جميع الخيارات العسكرية على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسيواجه التهديدات من خلال رد عسكري واسع النطاق سيكون مؤثرا وساحقا، ولا يشير مساعدو ترامب ما اذا كان سيعتبر أي تجربة كورية شمالية جديدة للصواريخ الباليستية تهديدًا، وبذلك يبقون رئيس كوريا الشمالي كيم جونغ اون في حيرة، وأوضح وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ان الفكرة هي لحث كوريا الشمالية للذهاب الى طاولة المفاوضات ولكن بعدما تظهر رغبتها في وقف التجارب ونزع السلاح تدريجيا.

ومن الناحية التكنولوجية تشير صحيفة نيويورك تايمز إلى أنه لن يكون من الصعب تدمير صواريخ كوريا الشمالية ويمكن للسفن الحربية الأمريكية قبالة الساحل الكوري أن تستهدف بسهولة قواعد اطلاق الصواريخ في كوريا الشمالية التي تقع بالقرب من بحر اليابان وكما انه باستطاعتهم تحذير الكوريين الشماليين لإخلاء القاعدة.

لكن الصحيفة تلفت إلى أنه على عكس السوريين فإن كوريا الشمالية تعرف كيف ترد الضربة ان كان في عاصمة كوريا الجنوبية سيول أو القواعد الأمريكية في اليابان، وفي وقت ليس ببعيد قال رئيس كوريا الجنوبية انه استخدم الفيتو ضد هجمات أمريكية على  كوريا الشمالية ووعد بأنه لن تكون هناك حرب على شبه الجزيرة الكورية (الأميركيون لديهم وجهة نظر مختلفة، حيث أشاروا الى انه عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الأراضي الأميركية ليس هناك أي بلد له حق الفيتو). ولكن الصحيفة تشير إلى أن تدمير صاروخ واحد لن يفعل شيئا بوجود صواريخ كوريا الشمالية الكثيرة، وستعاني الولايات المتحدة الأمريكية من صعوبة إثبات ان الصاروخ كان يشكل حقا تهديدا من دون تأكيد هدفه.

وهذه هي الطريقة المستخدمة حتى الآن، تعقب الصاروخ وتحديد ما اذا كان يشكل خطرا على المناطق المأهولة بالسكان وإسقاطه في البحر وهذا هو رد الفعل الأكثر حذرا ويمكن لترامب استخدامه للضغط به على روسيا والصين لإسقاط اعتراضهما على عقوبات إصافية تفرضها الأمم المتحدة.

وتلفت الصحيفة إلى أن هذا الأمر ليس مجانيًا بل أن الكوريين الشماليين يحصدون المزيد من المعلومات لتطوير اطلاقاتهم المستقبلية، وبعدما حذر ترامب من ان اي تهديد للولايات المتحدة الامريكية سيقابله نار وغضب، تؤكد الصحيفة أن ترمب يعلم جيدا أن عدم وجود رد فعل فعال سيظهره وكأنه تجاهل خطه الأحمر الأمر الذي اتهم به الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في تعاطيه مع سوريا.

في عصر الإنترنت، على الأغلب أن الحل الأكثر إغراء للرؤساء هو الوصول لأكثر سلاح متخفي في أميركا وهذا ما فعله باراك أوباما عام 2014 عندما أمر بتسريع الهجمات الإلكترونية التي تهدف إلى منع عمليات الإطلاق ولكن هناك جدال حول فعالية هذه العملية واعتبرت نيويورك تايمز أن هناك عددا قليلا من الأدلة الواضحة على أن الهجمات الإلكترونية اذا استمرت ستكون فعالة، ولعل الولايات المتحدة الأمريكية تنتظر اللحظة المناسبة، وكما قال أحد كبار مقرصني الإنترنت السابقين ليس هناك هدف أصعب من كوريا الشمالية والكوريين الشماليين يعرفون ذلك.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024