منذ 6 سنوات | خاص / خاص - LIBAN8



ليس اليوم تاريخًا للدفاع عن حقوق المرأة وليس اليوم تاريخًا لكتابة إنجازاتها إنّما يومٌ لرسم ألم امرأة خُذلت من زوج اعتبرته السند والحامي، اعتبرته الموطن والأمان فكانت الصدمة والخذلان بعدما اعتاد على تعنيفها مرّات ومرّات، ليعود لاحقا نادمًا،معتذرًا،متأسّفًا وبالكلام المعسول طارقًا باب عاطفتها.

ابنة الـ23 عامًا ترضخ لتلك الإعتذارات لكن ليس  الحب لمدة 6 سنوات  الذي كان سببا في الارتباط به  ما يجعلها تتراجع وتُخفي صوتها الذي ما إن يعلو منتفضًا على هذا الواقع حتى يضعف وينكسر  فهي تتذكّر كلمات والدتها جيّدًا "انتي اخترتي" ،تتساءل "ز" "لمين بدي اشكي أهلي ما فيي خبّرهن،مرّة صارت مشكلة وقالولي لمّا نصحناكي وين كانوا عقلاتك"

اختيار  ربطها برجل اعتقدت انه سيسعدها وهو الذي وعدها بالأيام الوردية وبحياة شبيهة بقصص الأفلام إلى أن بدأ يشعر بضغوط الحياة وكانت "هي" أو "جسدها" المتنفس الوحيد للتعبير عن غضبه وإخراج ضعفه المتمثّل بعدم  قدرته على تحمّل المسؤولية.

"بعرف بحبني والندم بيطلع من قلبو بس بخاف بلحظة عصبية يقتلني" ..إذا لماذا لا تنتفضين وما زلت في ربيع العمر "الحياة قدامك؟

تردّ "ز" وفي إجابتها عتب على "عائلة" تجبرها على الإستمرارية لأنها يوما ما اتبعت قلبها ورفضت الانصياع للنصائح "كنت مفكرة الحب والزواج نفس الشي وإمي ما كان عندها وقت لإلنا بس لما قالولي لا بدون سبب مقنع أنا قلت بدي ياه وهالقرار بتحمّل تبعاتو" ، وتشير "ز" إلى التفكير الجاهل في البيئة التي تعيش بها فتقول " إن انضربتي بيقولو سكتي من وراكي وإن اطلّقتي بيقولو يلا بكرا بتفلت"

وربّما الأهم في ذلك الموضوع أن "الطلاق بنظري عار لعائلتي ودائما يقفون لجانب الرجل ضد المرأة "

ربّما "ز" ليست الوحيدة التي تفضّل أن تغلي في جحيم التعنيف على أن يقال عنها "مطلقة" فرغم التطور الذي أصاب صميم تفكيرنا إلا أن الجهل ما زال يسيطر على المجتمع في أي موضوع يختص بالمرأة  او حياتها وطالما العائلة تعاقب على قرار واحد اتخذته في فورة "جنون" فلا عتب على المجتمع المغلّف بالأقنعة .

فغدًا قد تـقتل "ز" أو أخرى تعيش مثلها فنبكيها ونرثيها ونقول "بدنا العدالة" ثم نعود لنغرق في بحر الجهل واللوم والمطالبة بسكوتها والتزامها منزلها لأجل أطفالها.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024