منذ 7 سنوات | العالم / 24.ae

كتب إيلي لايك في موقع بلومبرغ الأمريكي أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي سعى منذ العام الماضي مع روسيا للمساعدة في وضع حد للحرب الأهلية في سوريا، مارس التملق والقنص وأمضى ساعات لا تحصى في اجتماعات وعلى الهاتف مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، ولم يكن لديه الكثير ليعلنه. 

كل تلك الجهود، في رأي لايك، ذهب أدراج الريح عندما أعلنت روسيا أنها بدأت تنفيذ مهمات قصف جوي من قاعدة في إيران، في حلقة هي الأخيرة في مسلسل إهانة كيري. 

قواعد جديدة
فبعد إنجاز إيران الصفقة النووية مع الغرب في تموز من العام الماضي، بدأ الروس والإيرانيون التخطيط لزيادة جهودهم في سوريا دعماً للرئيس بشار الأسد. وفيما كان كيري يخطط لإجراء محادثات في جنيف، كان الروس ينشئون قواعد جوية في في سوريا. وعندما بدأت حملتهم قصفوا الثوار المدعومين من الولايات المتحدة. وفي يونيو (حزيران)، قصفت الطائرات الروسية قاعدة للعمليات الخاصة الأمريكية والبريطانية قرب الحدود السورية. 

لكن الإعلان عن القصف من إيران شكل اللدغة الأقوى لكيري الذي كان أبلغ الصحافي في مجلة أتلانتيك جيفري غولدبرغ أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال له عقب الإتفاق النووي: " صرت مخولاً العمل والتباحث معك حول القضايا الإقليمية". 

تنسيق مع الروس
حالياً، لا يتوقف الإيرانيون عن العمل مع الروس في شأن القضايا الإقليمية. وفي الوقت ذاته، تواصل إيران احتجاز واعتقال أمريكيين يحملون الجنسية المزدوجة، وتختبر الصواريخ وتهدد حلفاء أمريكا. 

وفي رأي لايك أن الطلعات الروسية من إيران يجب أن لا تشكل مفاجأة، رصد معهد "أمريكان إنستيتيوت كريتيكال ترتس بروجيكت" ما بدا أنه طائرة روسية في قاعدة بإيران في ديسمبر (كانون الأول). 

إلا أن الروس أعلنوا الثلاثاء ذلك رسمياً مع قيام قاذفات من طراز "توبوليف-22إم3" و"سوخوي-34" بالإقلاع من مطار همدان العسكري على مسافة 200 ميل غرب طهران. 

فرصة لكيري
ويرى لايك أن أياً من هذه التطورات لن يقنع كيري بوضع حد لسعيه إلى صفقة مع الروس حول سوريا. وفيما ينطبق على هذا التصرف وصف المرض النفسي (الذي فعل الشيء نفسه مع توقع نتيجة مختلفة)، ثمة فرصة الآن أمام وزير الخارجية الأمريكي لتقديم المصالح الأمريكية. ولكن ذلك يتطلب من كيري مواجهة بعض الحقائق القاسية في ما يتعلق بإيران. ويجب أن يتوقف عن التفكير بأن ظريف والرئيس الإيراني حسن روحاني معتدلان يجب أن يدعمهما في مواجهة المتشددين في إيران، وإنما عليه أن يرى في القاذفات الروسية في إيران فرصة لتقويض شركائه السابقين في التفاوض ووضعهم في مواجهة بعضهم البعض. 

سابقة 
ويشير لايك إلى أنها سابقة أن تسمح إيران لدولة أجنبية بالعمل عسكرياً من أراضيها. ويحظر الدستور الإيراني بعد ثورة 1979 هذا الأمر. وكان ذلك سبباً دفع الثوريين إلى السيطرة على السفارة الأمريكية في طهران، التي نظروا إليها على أنها وكر للجواسيس الذين يديرون بلادهم سراً. 
وتحدث سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى علي شمخاني بصورة مجازية عن الإعلان الروسي قائلاً لوكالة "فارس" إن إيران وروسيا لديهما إتفاق للمشاركة في منشآت البلدين، وليس إتفاق يحتل بموجبه سلاح الجو الروسي قاعدة عسكرية إيرانية.

وقال المسؤول السابق في وكالة إستخبارات الدفاع الأمريكية والخبير في الشؤون الإيرانية والمحلل في معهد "أمريكان إنتربرايز إنستيتيوت" ماثيو ماكنيس: "هناك مظاهر كثيرة مقلقة للإيرانيين... فهم لا يرغبون في الإقرار بأن الروس يفعلون ذلك الآن... إن القيادة الإيرانية لا تريد أن يبدو ذلك وكأنه دعوة لقوات أجنبية إلى بلادهم، الأمر الذي لم يحدث منذ 1979". 

تهنئة إيران 
ويرى لايك أن على كيري أن يستغل ذلك. ويمكنه أن يلقي خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يهنئ فيه إيران على التخلص أخيراً من من خوفها المبالغ فيه من الإمبريالية وتقدير السخاء العسكري لدولة عظمى. ويمكن وزارة الخارجية الأمريكية أن تصدر مواداً باللغة الفارسية حول معاهدتي غولستان وتورمينتشاي اللتين أذلت فيهما الإمبراطورية الروسية الفرس في القرن التاسع عشر.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024