حلَّ الصيف بكل ما يحمله من حرارة وعطش وتعب، ضيفاً ثقيلاً على المواطنين في محافظة رام الله والبيرة، فمنذ دخوله أجواء فلسطين، حتى بدأت المياه في الصنابير تجف رويداً رويداً، وتنقطع تارات لتأتي تارة واحدة.


حالة إرباك تشهدها محافظة رام الله منذ حوالي الشهر، بعد "الخربطة" التي حلّت بجداول توزيع المياه، وانقطاعها لفترات طويلة عن مئات المنازل في المحافظة، فما سبب أزمة المياه هذه؟ وهل هي مؤقتة؟ وما الحلول التي وضعها أصحاب القرار بهذا الصدد؟


وحسب الإحصائيات الرسمية فإن محافظة رام الله والبيرة تستهلك يومياً خلال فصل الصيف 58 ألف متر مكعب، فيما تصل المحافظة قرابة 34 ألف متر مكعب، حيث تكفي هذه الكمية المواطنين في الشتاء، لكن الوضع يصبح مأساوياً في الصيف.




أزمة مفتعلة وإسرائيل السبب


تقول سلطة المياه الفلسطينية إن أزمة المياه في محافظة رام الله والبيرة مفتعلة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.


وأضافت في بيان للرأي العام أن السبب في أزمة المياه يكمن بوجود عطل في خط المياه التابع لشركة ميكروت الاسرائيلية نتيجة كسر في الجزء الواقع تحت جدار الفصل العنصري في منطقة الجيب منذ عدة شهور دون أي محاولة لإصلاح من الجانب الاسرائيلي.


وأشارت إلى أن هذا العطل أدى إلى تفاقم الأزمة وتناقص في كمية المياه المزودة في الفترة الحالية مقارنة بكميات التزويد في الصيف السابق بما يتراوح ب 3000 م3/يومياً".




استعداد للإصلاح .. وبانتظار الرد الإسرائيلي


سلطة المياه أكدت أنها أبدت استعدادها لإصلاح الخط المعطل لإعادة الضخ وهي بانتظار رد الجانب الاسرائيلي على طلبها، مضيفة أن الجانب الفلسطيني طالب الإسرائيليين بتثبيت ساعات الضخ بضغوط مرتفعة لتتمكن مصلحة مياه القدس من تزويد كافة المناطق بالمياه في ظل عدم انتظام الكميات المزودة على مدار الساعة، الأمر الذي أدى إلى تذبذب متواصل في ضخ كميات المياه وبالتالي عدم وصولها لكافة المناطق.




خطة مؤقتة لمواجهة الأزمة


وبعد نحو شهر من اشتداد الأزمة، قالت سلطة المياه إنها وضعت خطة مؤقتة لمواجهة الأزمة، حيث سيتم العمل على تطبيقها الأسبوع المقبل، وستؤدي إلى التخفيف من الأزمة خلال فصل الصيف.


وأشارت سلطة المياه إلى أن ارتباكاً قد يحدث في بعض المناطق وتغيرات في برنامج توزيع المياه في محافظة رام الله والبيرة.




السكان يزدادون وكمية المياه ثابتة!


مدير دائرة عمليات المياه في مصلحة مياه محافظة القدس لمنطقة رام الله والبيرة، المهندس بسام الصوالحي قال في تصريحات صحفية إنه خلال السنوات الـ12 الأخيرة لم يتم زيادة كمية المياه من قبل الجانب الإسرائيلي رغم زيادة السكان بفعل النمو الطبيعي 2.8 % والهجرة الداخلية لرام الله والبيرة.


وأوضح أنه خلال العام الجاري تم خفض كميات المياه المتفق عليها من قبل الجانب الإسرائيلي ممثلا بشركة "مكروت" نتيجة كسر في خط "14 إنشا" في منطقة الجيب بشهر أيلول الماضي، ولم يجر إصلاحه حتى اليوم، بل أن الاحتلال قال إنه لن يجري إصلاحه قبل شهر آب المقبل.




بنية تحتية مجهزة .. لكن لا مياه!


وقال الصوالحي إن مصلحة المياه تعمل على ضبط وتنظيم عمل أكثر من 500 محبس مياه على مدار الساعة في مساحة 600 كيلو متر مربع، "فلدينا شبكات كبيرة ومحطات ونحن جاهزون للوصول للجمهور، ولكن لا توجد مياه".


وأضاف أن المصلحة أعدت خطة للمياه لثلاثين عاما مقبلا بتمويل من الحكومة الألمانية، و"لكن ما حصل خلال العام الجاري هو أسوأ ما توقعناه".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024