منذ 7 سنوات | لبنان / المستقبل

عقدت "كتلة المستقبل" النيابية اجتماعها في بيت الوسط برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة واستعرضت الأوضاع في لبنان من مختلف جوانبها وفي نهاية الاجتماع أصدرت بيانا تلاه النائب الدكتور عمار حوري وفي ما يلي نصه:

"أولاً: في معاني ودلالات الذكرى العاشرة للعدوان الإسرائيلي عام 2006:

توقفت الكتلة عند معاني ودلالات الذكرى العاشرة لانتهاء عدوان إسرائيل على لبنان في تموز 2006. والكتلة في هذه المناسبة تستذكر مع الشعب اللبناني دماء الشهداء الذين سقطوا، وعذابات ومعاناة اللبنانيين نتيجة ذلك العدوان الهمجي المدمر الذي لم يوفر لا البشر ولا الحجر، واستهدف المدنيين العزل والمدارس والمستشفيات والبنى التحتية من جسور وكهرباء واتصالات ومياه والمؤسسات الإنتاجية ودور العبادة والمباني السكنية. هذا العدوان دمغته إسرائيل بتوقيعها بتنفيذها جريمة متكررة ضد الإنسانية لا تمحى من سجلها الأسود عبر ارتكابها لمجزرة قانا الثانية على مرأى ومسمع من العالم أجمع. والمؤسف أنّ جريمتها هذه ظلت من دون عقاب رادع، ما يدل على ان المجتمع الدولي، وبقواه الأساسية، ما يزال يتعامل مع الدم اللبناني والدم العربي باستخفاف كبير ولاسيما عندما تكون إسرائيل هي المرتكبة للجريمة. والدليل المستمر على ذلك، أن إسرائيل ماتزال ترتكب الممارسات ذاتها في الأراضي العربية المحتلة من دون رادع أو تردد.
في هذه المناسبة أيضاً، فإن الكتلة كما الشعب اللبناني:

أولاً: تستذكر بسالة وتضحيات ودماء شهداء المقاومة، الذين تصدوا لإسرائيل ومنعوها من تحقيق ما كانت تطمح له من انتصار وأفشلوا مخططاتها الخطيرة تجاه لبنان وشعبه البطل.

ثانياً: تستذكر الشعب اللبناني الذي قدم الكثير من التضحيات، وأعطى بصموده وتضامنه النموذج الحيّ لاحتضان بعضه بعضاً للحفاظ على الوحدة الوطنية وبالتالي الإسهام فعليا في إفشال مخططات العدو الإسرائيلي.

ثالثاً: تستذكر الجهود الكبيرة التي بذلتها حكومة المقاومة السياسية بالتناغم مع المقاومة والمواطنين اللبنانيين، ما مكن لبنان من الصمود والنجاح في تغيير الرأي العام الدولي من جهة واقتراح المخارج عبر إنجاز النقاط السبع واستصدار القرار الدولي 1701، ونشر الجيش اللبناني في الجنوب وتعزيز قوات اليونيفيل الدولية على الحدود الجنوبية وتأمين الحماية للبنان، وتأمين الاستقرار الذي ينعم به الجنوب ولبنان منذ ذلك التاريخ حتى الآن.

لقد مكّن تضافر تلك التضحيات والجهود من منع إسرائيل من تحقيق أي انتصار وسمح للحكومة اللبنانية أيضاً في إنجاح أكبر عملية إغاثة وإعمار لما تسبب به العدوان الغاشم من خسائر وأضرار. ولقد نجحت الحكومة في تأمين عودة كريمة للمهجرين الى قراهم وإعادة إعمار هذه القرى والمنازل في الجنوب وفي الضاحية الجنوبية. ولقد كانت للجهود التي بذلها لبنان وبذلتها الحكومة في تدبير الدعم العربي والدولي لإعادة الإعمار وحيث يبرز هنا الدور الكبير الذي قامت به المملكة العربية السعودية ودول قطر والكويت والامارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان والعراق وإيران، والتي سمحت مساهماتها بتأمين التمويل اللازم أو الإسهام في البناء المباشر لإنجاز إعادة الإعمار للمناطق اللبنانية التي دمرت أو تضررت بسبب الاجتياح.

إنه وبعد مرور عشر سنوات على الاجتياح، يستذكر اللبنانيون كم كان من الاجدر آنذاك وبعد وقف العمليات العدائية البناء على الإنجازات التي تحققت لدى اللبنانيين بإفشال عدوان إسرائيل وتحقيق الوحدة الوطنية والتضامن فيما بينهم. فلقد كان يجب عندها الانطلاق مما تحقق لتدعيم وحدة لبنان وسلمه الأهلي وتعزيز دور الدولة وتمكينها من بسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، بدلاً من تفتيت تلك الوحدة من خلال الحملات المتجنية على قسم كبير من اللبنانيين، وذلك على عكس ما قام به حزب الله في صباح اليوم التالي لإنهاء العدوان بإطلاق اتهامات التخوين مما أسهم في زيادة الانقسامات في لبنان وخدم إسرائيل من دون أن يدري، إذ إنّ تلك الحملات خدمت المخططات الإسرائيلية التي كانت تعمل لتفريق الصف الداخلي.

إنّ كتلة المستقبل تعتبر أن الإنجازات التي حققها لبنان في تلك الأيام تعود بالدرجة الأولى الى الالتزام بالأولويات الوطنية، فإن سلاح المقاومة كان موجَّهاً في حينه صوب العدو الإسرائيلي وليس الى صدور أشقاء عرب أو مواطنين لبنانيين. كما أنّ الحكومة عملت بصدق وحزم وتفان وفق المصالح الوطنية العليا.

إنّ الكتلة تكرر الدعوة الصادقة لحزب الله لإعادة النظر بسياسته الحالية لجهة وضع حدّ سريع لتورطه في الحروب العربية من سوريا الى العراق وصولاً الى اليمن.
والحزب مدعو للعودة إلى إعادة الاعتبار للمصلحة اللبنانية الوطنية وللدولة اللبنانية والتخلي عن سلاحه غير الشرعي لمصلحة السيادة الوطنية وتمكين الدولة من بسط سلطتها الكاملة على جميع الأراضي اللبنانية بما يسمح بإخراج لبنان من مآزقه.

ثانياً: في خطورة الكلام الذي صدر عن السيد حسن نصرالله:

توقفت الكتلة أمام الكلام الذي صدر عن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في مهرجان بنت جبيل الأخير، والكتلة ترى ان السيد نصرالله يعود مجدداً في كلامه السياسي الداخلي لتجاوز الدستور وما ينص عليه من أحكام في أصول تكوين المؤسسات الدستورية إنْ لجهة انتخاب رئيس الجمهورية أو انتخاب رئيس المجلس النيابي أو اختيار رئيس مجلس الوزراء. وفي هذا المجال فإنّ الكتلة تكرر الدعوة لاحترام الدستور والالتزام بأحكامه ومواده في كل خطوات تكوين السلطة في لبنان ولا يمكنها أن تقبل بتجاهل الدستور أو إهمال اتفاق الطائف كما يحاول السيد نصرالله أن يروج ويعمل له ويجر البلاد اليه. وهذا للمناسبة ما أكّد عليه المجتمعون في هيئة الحوار الوطني في إعادة الاعتبار والاحترام الكامل للدستور.

إنّ مسألة انتخاب رئيسٍ للجمهورية أو انتخاب رئيس مجلس النواب او اختيار رئيس مجلس الوزراء هي أمور وطنية بامتياز وليست مسائل لتبت كل مجموعة طائفية أو مذهبية بما تظن أنه منصبٌ يتعلق بحصتها أكثر مما يخص غيرها. وقد نص على ذلك الدستور بشكل واضح وأكّد المجتمعون، في جلسات الحوار الوطني التي انعقدت مؤخراً، على الالتزام به بأنّ هذه المواقع الأساسية هي قضايا وطنية عامة وليست مسائل طائفية أو مذهبية وعلى وجه الخصوص مسألة انتخاب رئيس الجمهورية الذي هو وحسب الدستور رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن والمؤتمن بقسمه على حماية الدستور والذي يشكل أيضاً نقطة تقاطع المصالح الوطنية الشاملة على حساب المصالح الفئوية. وهذا أيضاً ما أكدته جلسات الحوار الوطني من ضرورة العودة إلى الدستور.

إنّ اختيار رئيس الجمهورية في لبنان قد حددت مواصفاته هيئة الحوار وهو الشخصية التي تحظى بتأييد ودعم من بيئتها وكذلك الدعم والتأييد من البيئات الأخرى من الشعب اللبناني وهي مسألةٌ استراتيجية ذات أبعاد وطنية عامة لا تحدها شروط أخرى.
إنّ الكلام الذي صدر عن السيد نصر الله فيما يتعلق بإعادة التمسك بالعماد ميشال عون مرشحاً من قبله، فهذا من حقه ولكن هذا الحق لا يخوِّله أن يفرضه مرشحاً وحيداً لرئاسة الجمهورية ويدعي بالتالي لنفسه الحق الدستوريَّ بتعطيل جلسات مجلس النواب إن لم تستجب رغبته. إنه بذلك يؤكد على تسببه باستمرار أزمة الشغور الرئاسي في لبنان، الضاربة بالوطن ومؤسساته والمهدِّدة بضياعه.
وبالمناسبة فإنّ انتخاب رئيس الجمهورية يظل هو الأَولوية الوطنية الكبرى، والذين يعطِّلون عملية الانتخاب معروفون، وهم حزب الله والتيار الوطني الحرّ وحلفاؤهم، أما إلقاء التهم جُزافاً ضد تيار المستقبل والمملكة العربية السعودية، والاعتقاد أنّ هناك بالداخل الوطني أو الخارج، من يصدّق هذا الاتهام أو ذاك التبرير يشكّل سخريةً بعقول الناس، واستهتاراً بالمصلحة الوطنية العليا.

ثالثاً: في خطورة الاعتداء على الجيش في عرسال:

تستنكر الكتلة أشدَّ الاستنكار الاعتداءَ الذي تعرضت له دوريةٌ للجيش اللبناني في محيط منطقة عرسال، والكتلة تدعو الجيش مواصلة ردع المعتدين والدفاع عن عرسال وأهلها.

رابعاً: في أهمية التوجه لتشغيل مستشفى الشيخ زايد في شبعا:

تنوه الكتلة بالمبادرة الكريمة التي قام بها سفير دولة الامارات العربية المتحدة حمد بن سعيد الشامسي بتفقده مبنى مستشفى الشيخ زايد في شبعا واعلانه العمل على فتح المستشفى في الأول من أيلول المقبل، وهو المستشفى الذي تكرمت دولة الإمارات العربية وعبر مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد ببنائه في هذه المنطقة المحرومة من لبنان.

إنّ كتلة المستقبل تعتبر أنّ افتتاح المستشفى في شبعا للعمل بعد طول تعطيل وانتظار هو حاجة ماسة وضرورية لأهالي المنطقة، والكتلة تطالب الحكومة بإعطاء الموضوع أهميته المطلوبة لحاجة الأهالي والمنطقة اليه والى خدماته الطبية في هذه الظروف.
إنّ كتلة المستقبل تغتنم هذه المناسبة لتتوجه بالشكر الى دولة الإمارات العربية المتحدة على كل ما قدمته وتقدمه للبنان من مساعدات ودعم في مختلف الظروف الصعبة التي مر ويمر بها. كما تنوه بجهود سعادة السفير الشامسي التي تُلاقي جهودَ بلاده الخيرة وحاجات اللبنانيين على أكثر من صعيد.

وبالمناسبة فإن كتلة المستقبل تطالب الحكومة بإتخاذ الاجراءات الضرورية والفورية لحفظ حقوق أهالي شبعا من الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة وحماية الارض اللبنانية، ولاسيما في منطقة المزارع وبركة النقّار".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024