منذ 7 سنوات | العالم / القبس

ذكرت وسائل اعلام تركية أن قائد الجيش الأول أوميت دوندار، اتصل ليل الجمعة – السبت بالرئيس رجب طيب أردوغان قبل 44 دقيقة من الانقلاب، ليطلعه على بدء تحرك الانقلابيين، ما سمح للرئيس بالتحرك قبل اقتحام مكان إقامته.

ونشرت صحيفة حرييت، تسريبات جديدة جاء فيها، أن دوندار اتصل بالرئيس أردوغان أثناء قضائه إجازته في منتجع بمرمريس، وقال له «أنت رئيسنا الشرعي، وأنا إلى جانبكم، يوجد انقلاب كبير، والوضع خارج السيطرة في أنقرة، تعالوا إلى إسطنبول وأنا سأؤمن لكم طريق الوصول والإقامة هناك».

وقالت الصحيفة إن وحدات خاصة مدعمة بمروحيات اقتحمت الفندق بعد الاتصال بأقل من ساعة لاعتقال الرئيس أو اغتياله، إلا أنه كان قد غادر.

وكان دوندار قد تلقى اتصالا من رئيس الأركان خلوصي آكار الموجود في انقرة قبل اعتقاله، ابلغه فيه بأن شيئا كبيرا يحدث في البلاد، وبأن عليه ابلاغ الرئيس وتحذيره من خطر وجود محاولة انقلاب.

وفي ذروة محاولة الانقلاب، كانت طائرة الرئيس المتجهة الى اسطنبول على مرأى من طائرتي إف 16 تابعتين للانقلابيين، ومع ذلك استطاع النجاة منهما.

وقال ضابط سابق في الجيش «قامت طائرتان على الأقل من طراز إف 16 بالتحرش بطائرة الرئيس أردوغان بينما كانت تحلق في طريقها إلى اسطنبول».

حددت رادارات الطائرتين موقع طائرة أردوغان وطائرتي إف 16 مرافقتين له ومخصصتين لحمايته».

وأضاف «أما لماذا لم تطلقا النار فهذا لغز».

وتعرض رئيس الوزراء، بينالي يلدريم، أيضاً لاستهداف مباشر في اسطنبول خلال الانقلاب، ونجا بأعجوبة، حسب ما قال المسؤول دون ذكر تفاصيل إضافية.

تقديم الموعد

وقال ضابط سابق في الجيش أنه من الواضح أن مدبري الانقلاب قد بدؤوا محاولتهم في الـ 9.30 قبل الوقت المخطط لها (الثالثة فجرا) بعدما أدركوا وجودهم تحت المراقبة، وهو ما أكده مسؤولون آخرون في أنقرة.

وقال الضابط السابق «لم يكونوا مُجهزين تماماً. تسربت الخطط واكتشفوا أنهم تحت المراقبة وهو ما أجبرهم على التحرك أسرع مما خططوا».

وذكرت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية أن المتآمرين خططوا للانقلاب منذ أسابيع، مستدركة بأن الأحداث فاجأتهم. ويلفت التقرير، إلى أن المتآمرين قرروا التعجيل بالعملية، التي كان مقررا لها في صباح يوم 16 يوليو، بعدما سمعوا أن الحكومة اتخذت إجراءات لإلقاء القبض على 300 من الجنود المتهمين بدعم فتح الله غولن، ولهذا قرروا المضي في العملية قبل موعدها، ومفاجأة الحكومة قبل أن تفاجئهم.

الموجة الثانية

وكشفت قناة سي إن إن ترك، ما أعده الانقلابيون تحت اسم «الموجة الثانية» التي كانت تستهدف بشكل أساسي شن غارات ضد أهداف حساسة في كل من اسطنبول وأنقرة.

ففي منتصف ليلة الجمعة – السبت أقلعت طائرة ناقلة للجند تحمل على متنها 8 ضباط من قاعدة جوية في محافظة قيسري (وسط البلاد) لتهبط في مدرجات قاعدة مالاطيا.

وانضمت الطائرة التي تحمل الضباط لطائرتين من نوع إيرباص و6 طائرات أخرى من نوع C-130 كانت كلها تستعد للإقلاع من القاعدة نفسها برفقة 39 من كبار ضباط سلاح الجو والتقنيين بالإضافة للذخيرة.

هذه الطائرات كانت تستعد لتنفيذ المرحلة الثانية للانقلاب من خلال ضرب أهداف استراتيجية.

وأصدر والي محافظة مالاطيا أوامره لموظفيه بضرورة تعطيل إقلاع تلك الطائرات، حيث توجهت وعلى الفور فرق الإطفاء في المطار بمعداتها وأغلقت المدرجات أمام الطائرات.

حاول الانقلابيون فتح الطريق ولكنهم لم ينجحوا في ذلك واستمروا في المقاومة لأكثر من ساعتين، بعدها حاولوا الهرب حيث استقلوا الطائرة التي وصلت من مدينة قيسري وسط الأناضول والتي كانت في المدرج الآخر. غير أن تدخل رجال الشرطة في الوقت المناسب أجبرهم على تسليم أنفسهم.

قاعدة أكينجي

وبدى الجانب الجوي من المؤامرة مُرتكزاً في قاعدة أكينجي التي تبعد حوالي 50 كيلومتراً (30 ميلاً) شمال غرب أنقرة، بمشاركة ما لا يقل عن 15 طياراً تحت تعليمات قائد الانقلابيين، وفقا لما أفاد به ضابط سابق في الجيش.

وأقلعت طائرات مقاتلة من قاعدة جوية أخرى في مدينة إسكيشهير، غرب أنقرة، مُستهدفة قصف قاعدة إكينسي الجوية، في محاولتها لإيقاف المتمردين. ومع ذلك فقد قال مسؤول كبير إن طائرات المتمردين كانت قادرة على البقاء في الجو عبر التزود بالوقود في الجو، بعدما تم الاستيلاء على طائرة ناقلة للوقود من قاعدة إنجرليك الجوية جنوب البلاد.

وقال سيرتاك كوك، المستشار الصحفي لعمدة حي كازان حيث توجد قاعدة أكينسي، أن السكان المحليين بدؤوا في ملاحظة العدد المرتفع من الطائرات الحربية التي أقلعت مع بداية الأحداث.

وذكر في حديثه لرويترز «حين رأوا الطائرات تقصف البرلمان في أنقرة والناس في اسطنبول، نظموا أنفسهم واتجهوا للقاعدة في محاولة لمنعهم». كما أضاف «حاولوا منع المرور إلى القاعدة عن طريق صف سياراتهم، وحرق القش لتشويش رؤية الطائرات، وفي النهاية حاولوا قطع كهرباء القاعدة». وبحسب كوك قُتل 7 أشخاص حين فتح الجنود المتمردون النار على المدنيين.






أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024