منذ 6 سنوات | العالم / فرانس24

تمكن حزب المحافظين الذي تتزعمه رئيسة الوزراء تيريزا ماي من تحقيق فوز كبير ومهم في الانتخابات المحلية التي شهدتها مناطق واسعة من المملكة المتحدة، مستفيدا من ضعف أداء حزب العمال المعارض خلال هذه الانتخابات. ويشكل هذا الفوز انتصارا هاما لماي قبل الانتخابات التشريعية المبكرة التي دعت إليها في الثامن من حزيران/يونيو المقبل.

حقق المحافظون فوزا كبيرا في الانتخابات المحلية البريطانية، ما يصب في صالح رئيسة الحكومة تيريزا ماي قبل الانتخابات التشريعية التي دعت إلى إجرائها في الثامن من حزيران/يونيو.

وأظهرت النتائج حصول الحزب المصنف على أنه يميني وسطي على غالبية الأصوات في أنحاء البلاد مستفيدا من سوء أداء المعارضة العمالية.

وفاز المحافظون بالغالبية في 28 من أصل 88 مجلسا شملتها الانتخابات، وحصلوا على 1900 مقعد بزيادة 558 مقارنة مع الانتخابات السابقة، فيما نال العمال 1151 مقعدا، أي أقل بـ320 عن الانتخابات السابقة، وانخفض عدد مقاعد الحزب الليبرالي الديمقراطي المؤيد للاتحاد الأوروبي بـ37 فبات بحوزته 4411.

وأما حزب استقلال بريطانيا فلم يفز إلا بمقعد واحد، خاسرا بذلك 114 مقعدا.

وفي إسكتلندا، فاز حزب رئيسة الحكومة هناك نيكولا ستورجون، الحزب الوطني الإسكتلندي الذي يحاول الضغط لإجراء استفتاء جديد بشأن الاستقلال، بـ431 مقعدا، أي أكثر بـ31 من الانتخابات السابقة.

ولكن الفوز الأكبر في إسكتلندا كان من نصيب الحزب المحافظ الذي زاد عدد مقاعده 164 فبلغ 276 مقعدا.

ومن ناحيته، أقر زعيم حزب العمال جيريمي كوربن بأن حزبه يواجه حاليا تحديا "تاريخيا" إن كان ينوي الفوز في انتخابات الثامن من حزيران/يونيو، وقال "أنا مصاب بخيبة أمل من كل هزيمة عمالية في الانتخابات المحلية. لقد فقد العديد من رؤساء المجالس البلدية الذين عملوا بكد من أجل مجتمعاتهم كراسيهم".

وأضاف "لدينا خمسة أسابيع للفوز في الانتخابات العامة لنتمكن من تحويل بريطانيا بشكل جذري (...) ندرك بأنها مهمة ليست بصغيرة، وهو تحد على مستوى تاريخي".

وتأمل ماي بأن يساعدها الفوز في الانتخابات المقبلة على تقوية موقعها التفاوضي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقال جون كورتيس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ستراثكلايد، إن المحافظين يحققون حاليا "أفضل نتائجهم في الانتخابات المحلية منذ عشر سنوات وربما منذ 25 عاما".

وتهدف الانتخابات المحلية التي جرت الخميس إلى اختيار خمسة آلاف عضو في المجالس البلدية في أنحاء البلاد، باستثناء رؤساء بلديات العاصمة لندن ومدن كبرى مثل مانشستر وليفربول (شمال غرب).

"ليلة صعبة" للعمال

وقال جون ماكدونيل مساعد زعيم حزب العمال جيريمي كوربن إنها "كانت ليلة صعبة". إلا أنه أضاف أنه لا يزال كل شيء ممكنا في الانتخابات التشريعية المبكرة في الثامن من حزيران/يونيو، مع أن استطلاعات الرأي تتوقع تقدم حزب المحافظين على العمال بعشرين نقطة.

من جهته، هنأ وزير الدفاع مايكل فالون حزبه قائلا لشبكة "بي بي سي" "فهم الناخبون (...) أن البلد بحاجة إلى حكومة بأغلبية فاعلة للتفاوض على خروج جيد من الاتحاد الأوروبي وبناء مملكة متحدة أكثر قوة وعدالة".

تأتي هذه النتائج قبل خمسة أسابيع من الانتخابات النيابية المبكرة، التي دعت إليها ماي، آملة في زيادة أكثريتها في برلمان وستمنستر، فتؤمن بذلك الحرية المطلقة للتفاوض بشأن بريكسيت مع المسؤولين الأوروبيين.

ولكن العلاقات توترت في الأيام الأخيرة، بعدما اعتبرت ماي الأربعاء أن "سياسيين ومسؤولين أوروبيين وجهوا تهديدات إلى المملكة المتحدة"، وأن "كل ذلك تمت برمجته عمدا للتأثير على نتيجة الانتخابات" التشريعية.

وسعى رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إلى التهدئة قائلا إن "هذه المفاوضات صعبة. وإذا بدأنا بالاختلاف حتى قبل انطلاقها، فستصبح مستحيلة".

وكان الوزير البريطاني المكلف شؤون بريكسيت، ديفيد ديفيس، قد اتهم المفوضية الأوروبية بمحاولة "تخويف البريطانيين"، فيما دعا فالون القادة الأوروبيين إلى التوقف عن "تسريب" مضامين محادثاتهم مع لندن.

وأما رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، فأشار خلال خطاب في إيطاليا إلى أن المسألة ليست "انفصال الاتحاد الأوروبي عن المملكة المتحدة، بل هو تخلي المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي. وهذا التغير في وضع (بريطانيا) سيكون ويجب أن يكون له أثر خلال السنوات القادمة".





أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024