منذ 7 سنوات | لبنان / الديار



توقفت أوساط سياسية مطّلعة، عند تجاوز إسرائيل لكل الخطوط الحمر في سوريا، وأعربت عن قلقها إزاء الضربات الجوية التي استهدفت قواعد في مطار دمشق، من دون أن يسجّل صدور أي بيانات استنكار ومواقف معترضة من قبل الدول المعنية بالملف السوري، ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية وروسيا. واعتبرت أن هذا التطوّر يدلّ على أن واشنطن وموسكو قد شرعتا برسم الخارطة الجيو ـ سياسية المستقبلية للمنطقة، بدءاً من سوريا، وبشكل خاص، «سوريا الجديدة».

ولهذه الغاية، فإن سلسلة عناوين برزت أخيراً تؤشّر إلى انطلاق هذه العملية، برزت من خلال الزيارات المتبادلة بين مسؤولين أوروبيين وعرب، وصولاً إلى ما اعتبرته الأوساط انفتاحاً سعودياً تجاه القيادة الروسية، على الرغم من الدعم الروسي للنظام السوري في السنوات الماضية. وأضافت أن انعكاسات هذه اللوحة الإقليمية ستطال بالضرورة الساحة اللبنانية، التي ستكون من أكثر الساحات تأثّراً في المنطقة بالتطورات السياسية والأمنية على حد سواء. لكنها قالت أن الإتجاهات الدولية، وتحديداً لدى عواصم القرار، وفي مقدمها العاصمة الأميركية، التي استنفرت ديبلوماسييها لزيارة بيروت بشكل علني، وأحياناً غير علني، في محاولة لمواكبة الواقع اللبناني بشكل ميداني، خاصة وأن من بين هؤلاء الديبلوماسيين شخصيات استخباراتية. وأضافت أن هذا الحراك يأتي في سياق توقّع أحداث أمنية في الأشهر القليلة المقبلة، وبالتالي السعي إلى الحدّ من تداعياتها على الداخل اللبناني، وخصوصاً على الواقع الأمني فيه.

وكشفت الأوساط السياسية المطلعة، أن ما يجري من تسويات وصفقات سرّية بين العواصم الغربية بشأن الأوضاع في سوريا والعراق واليمن، قد يعطي إسرائيل ضوءاً أخضر للتحرّك ضد أهداف محدّدة، وذلك على غرار ما حصل لدى إغارة إسرائيل على مطار دمشق الدولي. وأعربت عن خشيتها بأن تكون هناك «قبّة باط» دولية لإسرائيل للقيام بأعمال عسكرية في سوريا، لكنها أكدت أن هذه الخشية تطال لبنان، حيث أن مؤشّرات عدة بدأت تظهر بوضوح جراء المشهد السوري، وتؤكد أن الغارات الإسرائيلية ليست رسالة موجّهة إلى سوريا فقط، بل إلى لبنان أيضاً، على خلفية ادعاء إسرائيل بأن القرار الدولي 1701 قد انتهك من قبل بعض القوى اللبنانية. وأضافت أن هذه الأكاذيب الإسرائيلية تعيد إلى الأذهان الإدعاءات التي كانت تطلقها الحكومات الإسرائيلية عشية أي عدوان ضد لبنان، ذلك أن مثل هذه الحملات الكاذبة كانت تسبق الإعتداءات في مراحل سابقة.

ولذلك، فمن الصعب الفصل بين التهديدات الأخيرة والغارات على قواعد عسكرية في مطار دمشق الدولي تزامناً مع مواقف متضاربة إزاء استئناف عملية التسوية في سوريا، كما قالت الأوساط السياسية نفسها، والتي أكدت أن لبنان قد تلقى تطمينات من الإدارة الأميركية، كما من أكثر من عاصمة أوروبية، بعدم إقحامه في حروب المنطقة، وبشكل خاص الحرب المستعرة في سوريا منذ ست سنوات، بدلالة أن هذه الضمانات الدولية أبقت لبنان بمنأى عن النار السورية، لكن هذا الواقع لا يلغي المخاوف من الرسائل العدوانية الإسرائيلية في سوريا التي تخفي نوايا عدوانية ضد لبنان أيضاً.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024