منذ 7 سنوات | لبنان / الجمهورية








توزّع الاهتمام الدولي والاقليمي والمحلي بين متابعة سَير المعارك في سوريا خصوصاً في حلب من جهة، ورصد آفاق الحراك الروسي ـ التركي ـ الإيراني في ضوء صدى هذه المعارك ومحاولة إيجاد حلّ للأزمة السورية من جهة ثانية. امّا في الداخل، فظلّ الجمود سِمة المرحلة وسط التوقعات بتمديد مفاعيله مع دخول البلاد عطلة عيد انتقال السيدة العذراء بعد غد الاثنين، ليعود بعدها الهمّ السياسي والاقتصادي الاجتماعي والمطالب المعيشية الى الواجهة مجدداً.

 وكشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ«الجمهورية» انّ «حركة اتصالات ناشطة قد بدأت بعيداً من الاضواء، إنطلاقاً من عين التينة، في محاولة وُصِفت بالجدية جداً، لتَجنّب الفراغ الخطير الذي يمكن ان يدخل فيه البلد، إن لم نتدارك الأمر بالوصول الى تسوية انتخابية».

ومع ازدياد تعقيدات الملف الرئاسي، أعلن السفير المصري محمد بدر الدين زايد، بعد زيارته وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل انّ وزير خارجية بلاده سامح شكري سيزور بيروت الثلثاء المقبل، وانّ الزيارة تأتي في توقيت مهم للغاية إقليمياً ولبنانياً، وستؤكد على معاني عدة وتوجهات محددة أهمها ضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي وتأكيد العلاقات الخاصة التي تربط مصر بكلّ مكونات لبنان».

واوضح رداً على سؤال هل تحمل الزيارة ايّ مبادرة جديدة للبنان؟ «انها ستحمل أفكاراً جديدة في ما يتعلق بطريقة التفاعل مع الشأن اللبناني، وستكون بداية أو تحريكاً للموقف إن شاء لله».

واكد «انّ لبنان هو في حاجة اليوم الى رئيس أكثر من ايّ مرحلة سابقة، والمشهد الاقليمي اثبت انه لا يمكن الانتظار أكثر من هذا الوقت، وبالتالي نحن سنبدأ هذه العملية ونأمل في أن تُسفر عن النتيجة المطلوبة».

وفي الموازاة، استبعدت مصادر سياسية وحزبية وضعت في أجواء التحضيرات لزيارة شكري للبنان، أن تكون هناك مبادرة مصرية محددة العناوين، وقالت انّ «كل ما تبلّغَت به هو انّ رئيس الديبلوماسية المصرية يرغب في أن تكون بيروت محطّة في إطار جولة يقوم بها على عواصم دول الجوار السوري للوقوف على رأي المسؤولين اللبنانيين في مجمل التطورات المحلية والإقليمية والدولية».

وكشف قيادي مسيحي بارز لـ«الجمهورية» انه استقبل السفير المصري قبل فترة، في إطار التحضير لهذه الزيارة، وأبلغ اليه رغبته بعقد سلسلة من اللقاءات مع الأقطاب اللبنانيين الى جانب القيادات الرسمية وربما أضاف اليها لقاءات مع مرجعيات روحية، بهدف شرح المواقف المصرية من الوضع في لبنان والمنطقة.

ونقل عن السفير المصري قوله انّ بلاده «تضع كل قدراتها السياسية والديبلوماسية بتصرّف اللبنانيين، وإذا كان هناك من مبادرة يمكن القيام بها للتوفيق بينهم، فهي على استعداد لهذه الخطوة ايّاً كانت الكلفة.

فمصر حريصة على أمن لبنان، وهي تتابع عن كثب مجريات التطورات، وتسعى الى الحفاظ على الحد الأدنى من الأمن والاستقرار فيه، ولم توفّر جهداً إلّا وبَذلته لتطويق ايّ حادث يمكن ان يؤدي الى فتنة مذهبية على خلفية ما يجري في سوريا والعراق واليمن.

وفي الشأن النفطي، علمت «الجمهورية» انّ هذا الملف قد وضع مجدداً على نار حامية، وينتظر خلال الايام القليلة المقبلة ان تبدأ المقاربة الحكومية الجدية له، عبر إحالة الامر الى اللجنة الوزارية المعنية بملف النفط، تمهيداً لإحالته الى مجلس الوزراء وإقرار المراسيم التطبيقية المرتبطة به.

وامل بري في ان يَسلك هذا الملف طريقه بلا ايّ عوائق او عراقيل، خصوصاً ان لا شيء يوجِب وضع العراقيل او اضاعة مزيد من الوقت. وقال لـ«الجمهورية»: «أفترضُ انّ الامور جيدة، ولا ارى مبرراً لإعاقة بَت هذا الموضوع سريعاً واتخاذ الاجراءات الحكومية اللازمة في شأنه، ونحن مستعدون لمواكبة هذا الامر بما يتطلّبه».

وأوضح انه لا يرى عقدة داخلية فـ»الأمور ماشية حتى الآن»، مؤكداً انه ما زال على قلقه من الخارج (الاميركي والاسرائيلي)، لكنه على رغم ذلك شَدّد على وجوب «ان نحفظ حقّنا ونؤكّده، وهذا يوجِب طَرح كل البلوكات النفطية للاستثمار بما فيها أولاً بلوكات الجنوب، وليقم لبنان بما عليه في هذا المجال، من دون النظر الى ايّ تحفظات او عراقيل يمكن ان تطرأ من الخارج».


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024