منذ 7 سنوات | لبنان / السفير







يتجه ملف أحداث طرابلس المتعلق بجولات العنف العشرين بين التبانة وجبل محسن الى الإقفال، مع خروج زياد الصالح (علوكي، قائد محور الحارة البرانية) من سجن رومية، وهو آخر قادة المحاور الأساسيين الذين أمضوا محكوميتهم، وتمت تبرئتهم من تهم الإرهاب. ومن المفترض أن يتم الإفراج عن سائر الموقوفين في هذا الملف بعد انتهاء فترات حكمهم تباعا وصولا إلى إقفاله نهائيا.

وكان علوكي وسعد المصري (قائد محور ستاركو ـ التبانة) وغيرهما ممن حملوا السلاح، قد خرجوا من التبانة بعد الخطة الأمنية التي بدأ تنفيذها جديا في أول نيسان 2014، وتواروا عن الأنظار، لكن بعد 26 يوما بادروا الى تسليم أنفسهم الى مخابرات الجيش اللبناني، وقد تمت محاكمتهم لدى المحكمة العسكرية.

أمضى المصري سنتين في سجن رومية وأفرج عنه في 26 نيسان 2016، فيما أمضى علوكي أربعة أشهر إضافية.

وكانت جولات العنف بين التبانة وجبل محسن، انطلقت في 13 أيار من العام 2008، كرد من أنصار تيار «المستقبل» على أحداث 7 أيار في بيروت، وتلاها خمس جولات عنف الى أن عقد ما اصطلح على تسميته «لقاء المصالحة التاريخية» بين قيادات طرابلس وجبل محسن في منزل المفتي مالك الشعار في 8 أيلول 2008، بحضور رئيس الحكومة آنذاك فؤاد السنيورة، والرئيس سعد الحريري، فتوقفت هذه الجولات، وجرت الانتخابات النيابية في العام 2009، والانتخابات البلدية والاختيارية في العام 2010.

ثم ما لبثت أن تجددت جولات العنف بعد يوم الغضب الشهير الذي دعا إليه تيار «المستقبل» احتجاجا على قبول الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل حكومة «قولنا والعمل»، وتوالت الى أن وصل وصلت الى الرقم 20 وحصدت نحو 180 قتيلا و1550 جريحا، واتخذت أوجها وشعارات عدة، لا سيما بعد اندلاع الأزمة السورية، وصولا الى خروج كل المجموعات المسلحة من تحت العباءات السياسية والأمنية وارتباط بعضها بالداخل السوري، الأمر الذي اضطر حكومة الرئيس تمام سلام التي شاركت فيها أكثرية الأطراف السياسية، الى أن يكون أول قراراتها تنفيذ الخطة الأمنية في طرابلس.

ويمكن القول إن ما شهدته طرابلس من جولات عنف، كان عبارة عن تصفية حسابات سياسية بالحديد والنار، وكان فقراء التبانة والقبة والمنكوبين وجبل محسن على حد سواء مجرد أدوات لتلك الجولات العبثية التي لم تغير لا في المعادلات السياسية ولا في المعادلات الميدانية.

واللافت للانتباه أن أكثرية قادة المحاور خلال تلك الفترة، كانوا يحكمون مناطقهم، ويتحكمون بطرابلس، من خلال الخروج الى شوارعها بالمسيرات والدراجات النارية وبالسلاح الظاهر، فضلا عن إطلاق الرصاص وقطع الطرق عند أي مناسبة، وذلك بالرغم من الانتشار الأفقي للجيش اللبناني وسائر الأجهزة الأمنية في المدينة والذين كانوا عاجزين عن التصدي لهم ولهذا الفلتان الأمني، لكن عندما اتخذ القرار بإنهاء هذه الحالة الشاذة، لم تحتج الدولة سوى الى 24 ساعة فقط.

واللافت للانتباه أيضا أن الحكومة وعدت بأن تقترن الخطة الأمنية بخطة تنموية شاملة، لكن هذه الوعود ما تزال حبرا على ورق، الأمر الذي يخيف أبناء تلك المناطق من أن تكون وظيفتها الأمنية لم تنته بعد!

وكان زياد علوكي قد وصل بعد ظهر أمس إلى مستديرة أبو علي يرافقه سعد المصري، حيث استقبله حشد من المواطنين من التبانة والحارة البرانية والقبة، وأطلقوا المفرقعات ابتهاجا. وأكد علوكي «أننا سلّمنا أنفسنا للدولة، وكان يجب على رفعت عيد أن يسلم نفسه أيضا»، لافتا الانتباه إلى «أن معركتنا لم تكن في يوم من الأيام مع جبل محسن، ولكن مع الحزب العربي الديموقراطي، ونحن لو كانت الدولة تدافع عنا، لما حملنا السلاح ودافعنا عن أنفسنا، واليوم ما دام الأمن مستتباً، والدولة تقوم بواجباتها فلا داعي لأن نحمل السلاح، علما أننا كنا ضحية التيارات السياسية التي استخدمتنا ومن ثم تخلت عنا، ونحن سنحاسب كل من تخلى عنا أو تاجر بنا».

وإذ شكر علوكي العميد خليل إبراهيم على مساعدته شباب طرابلس في المحكمة العسكرية، أكد أن المدينة ليست متطرفة، وكل أبناء طرابلس مع الاعتدال


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024