منذ 7 سنوات | لبنان / السفير





ليس خافيا ان الجيش اللبناني يكاد يكون المؤسسة الوحيدة النابضة بالحياة والحيوية (الى جانب الاجهزة الامنية) في ظل البطالة المباشرة او المقنّعة التي تعاني منها المؤسسات الدستورية الموجودة «خارج التغطية» منذ بداية زمن الشغور الرئاسي.

وليس خافيا ان أعباء مضاعفة تلقى في هذه المرحلة على عاتق الجيش الذي وجد نفسه في قلب المواجهة مع الارهاب، من دون ان تواكبه او تظلله دولة «مكتملة النمو»، كما يحصل في أماكن أخرى من العالم، تواجه التحدي ذاته. بل ان الادوار انقلبت، فأصبح الجيش مضطرا في أحيان عدة الى ان يغطي، هو، السلطة وان يملأ باللحم الحي فراغها الآخذ في التمادي والتمدد، معوضا، بجهده وحضوره، النقص الحاد في «الكالسيوم» السياسي والدستوري في جسم هذه السلطة.

من ضبط الامن في الزواريب المحلية، الى التصدي للمجموعات الارهابية عند الحدود وفي العمق الداخلي، مرورا بالتحسب الدائم للعدوانية الاسرئيلية.. يتنقل الجيش الذي يعمل «ساعات إضافية»، بما تيسر من قدرات وامكانات.

في هذا السياق، يقول قائد الجيش العماد جان قهوجي لـ«السفير» ان الوضع الامني العام في لبنان «تحت السيطرة ويخضع لمراقبة شديدة من قبل الجيش». وأضاف: الامن هو هاجسنا اليومي، ونحن نعمل 24 ساعة على 24، من أجل تحصين الاستقرار النسبي الذي نحظى به، ونجهض محاولات العبث به.

وتابع قهوجي: نحن نخوض سباقا محموما مع الارهاب الذي يسعى الى استهداف ساحتنا، وفي أحيان كثيرة سبقناه ومنعناه من تنفيذ مخططاته، لكن هذا لا يمنع احتمال حصول اختراقات بين حين وآخر. المهم اننا يقظون ونتحلى بالجهوزية الكافية، ونحن لا نتردد في توجيه ضربات استباقية الى المجموعات والخلايا الارهابية، كلما سنحت لنا الفرصة.

ماذا عن العملية النوعية التي نفذها الجيش مؤخرا في منطقة عرسال، وأدت الى توقيف اثنين من أخطر رموز الارهاب «الداعشي» في لبنان، وهما سامح البريدي (توفي لاحقا متأثرا بجروحه) وطارق الفليطي الذي يستمر التحقيق معه؟

يشدد قهوجي على اهمية هذا الانجاز، لافتا الانتباه الى ان الفليطي صيد ثمين ويملك معلومات هامة تفيد الجيش بالتأكيد، أما مقتل المطلوب الآخر البريدي فلا يغير شيئا في قيمة الصيد، موضحا ان كلا الاثنين على صلة بالكثير من الاعتداءات التي استهدفت في السابق الجيش والمدنيين.

وأشار الى ان العملية كانت نظيفة ونُفذت ببراعة، بحيث لم تسقط اية اصابة في صفوف القوة العسكرية المهاجمة، نافيا ان يكون التوقيت مقصودا، بالتزامن مع ذكرى الهجوم الذي شنته المجموعات المسلحة على مراكز الجيش في مطلع آب 2014.

وأكد قهوجي ان القرار بالتنفيذ اتخذ بعدما أصبح الهدف في متناول اليد، على إيقاع المراقبة والرصد الدقيقين، مشددا على ان المؤسسة العسكرية لا تخوض في اية حسابات او استثمارات، بل تؤدي واجبها.

وبالنسبة الى الوضع في مخيم عين الحلوة، يكشف قهوجي لـ «السفير» انه كانت لدى الجيش معلومات حول نية أحد الرموز المتطرفة في المخيم زعزعة الامن وتوتير الوضع، «فبادرنا الى إبلاغ القوى الفلسطينية في المخيم بذلك، وطلبنا منها ان تتحمل مسؤوليتها في منع اي تهديد أمني كونها متواجدة على الارض، وقد حصل تحرك من قبلها في هذا الاتجاه، علما ان الجيش يتخذ كل التدابير الضرورية تحسبا لكل الاحتمالات».

وماذا عن احتمال التمديد مرة أخرى له، قبل أن تنتهي ولايته الممدة في ايلول المقبل؟

يتجنب قائد الجيش الخوض في اي نقاش تفصيلي حول هذه النقطة، قائلا: أنا لا أتدخل في كل ما يحكى حول التمديد لي او عدمه. لا شأن لي بكل الاخذ والرد في هذا المجال. أنا أتقيد بما تقرره السلطة السياسية، سواء قررت التمديد او تعيين قائد جديد. لا تزجوني في لعبة التجاذبات التي يُفترض إبقاء المؤسسة العسكرية بعيدة عنها، واتركوني أتفرغ لعملي..


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024