منذ 7 سنوات | العالم / فرانس24

ظهرت خلافات واضحة بين ألمانيا والولايات المتحدة خلال اللقاء الأول الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الجمعة في البيت الأبيض، وكان الاختلاف في رؤية الطرفين لملفي الهجرة والتجارة الحرة هو الأوضح. ورغم ذلك أشار الزعيمان إلى أن اجتماعهما كان مثمرا.

استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في البيت الأبيض، لكن التوتر كان جليا والخلافات واضحة وخصوصا بشأن ملفي التبادل الحر والهجرة.

ورغم إشارتهما إلى اجتماع مثمر فإن الزعيمين أكدا خلال مؤتمر صحافي مشترك قصير مواقفهما.

وقال ترامب "لست انعزاليا أنا مع التبادل الحر لكن (..) تبادلنا الحر أدى إلى كثير من الأمور السيئة"، في ما بدا ردا على ميركل التي تحذر باستمرار من النزعة الحمائية.

وشدد الرئيس الأمريكي على قناعته بأن واشنطن كانت الخاسر الكبير من الاتفاقات التجارية في العقود الماضية، مؤكدا رغبته في التفاوض على اتفاقات لا تؤدي إلى "غلق مصانع" في الولايات المتحدة.

ومع أن الانتقادات الأمريكية للفائض التجاري الألماني ليست جديدة، فإن إدارة ترامب اعتمدت لهجة أكثر عدوانية من سابقاتها بهذا الصدد. وبعد أن أشار مازحا إلى أن "المفاوضين الألمان" قاموا لفترة طويلة بـ"عمل أفضل" من نظرائهم الأمريكيين، أكد ترامب أن هذا العهد قد ولى.

وأقرت ميركل بأنه من الأفضل التحادث مباشرة بدلا من التخاطب عبر وسائل الإعلام، لكنها لم تخف وجود العديد من نقاط الخلاف.

ودعت إلى استئناف المفاوضات حول اتفاق التبادل الحر عبر الأطلسي التي كانت بدأت في 2013، مؤكدة أنه ستكون له فائدة كبيرة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وقالت "أعتقد أن العولمة يجب أن تصاغ بروح منفتحة" في وقت يتمحور تحرك الإدارة الأمريكية الجديدة حول شعار "أمريكا أولا".

وحرصت ميركل الشخصية المركزية في الاتحاد الأوروبي والساعية إلى ولاية رابعة في بلادها، على الإشادة بالاندماج الأوروبي مؤكدة أن "نجاح الألمان" مرتبط بشكل وثيق بالاتحاد الأوروبي.

وقالت "هذا أمر أنا مقتنعة به إلى حد كبير" أمام ترامب الذي كان قد أشاد في الأشهر الأخيرة ببريكسيت "رائع" وتوقع ضاحكا أن تخرج دول أخرى قريبا من الاتحاد الأوروبي.

خلافات بشأن الهجرة

ومع حرص الزعيمين على تفادي الانتقادات المباشرة، فإن اختلاف وجهتي نظرهما كان صارخا في ملف الهجرة.

وقال ترامب إن الهجرة "امتياز وليست حقا" مضيفا أثناء المؤتمر الصحافي الذي استمر أقل من نصف ساعة "أن أمن مواطنينا يجب أن تكون له دائما الأولوية".

وكان ترامب قد وصف في منتصف كانون الثاني/يناير قرار ميركل فتح أبواب بلادها لمئات الآلاف من طالبي اللجوء في 2015 و2016 بأنه "كارثي".

في المقابل انتقدت ميركل بشكل مباشر مرسوم ترامب حول الهجرة.

وبشأن الحلف الأطلسي كرر ترامب "دعمه القوي" للمنظمة، لكنه ألح على ضرورة أن يدفع الحلفاء الأوروبيون "حصتهم العادلة في مجال الدفاع".

وأكدت ميركل أن ألمانيا ستزيد نفقاتها. وقالت "نتعهد اليوم بهدف 2 بالمئة (من الناتج الإجمالي) حتى 2024".

ولم يتم التطرق علنا إلى موضوع المناخ الذي تنوي ألمانيا جعله أحد المواضيع الأساسية لقمة مجموعة العشرين التي ستترأسها في هامبورغ في تموز/يوليو.

وفي مشروع ميزانيته الذي كشف الخميس لم يترك ترامب مجالا للشك، إذ أعلن أنه ينوي الاقتطاع من مجمل التمويلات المخصصة لمكافحة التغير المناخي.

وفي ختام المؤتمر الصحافي حاول ترامب المزاح بدون تفاعل من ميركل، قائلا إنه في مجال التنصت من جانب الإدارة الأمريكية السابقة فإن لديه ربما "قاسما مشتركا" مع المستشارة الألمانية.

وكان ترامب قد اتهم في سلسلة تغريدات بدون أي دليل، سلفه باراك أوباما بالتنصت عليه.

وكان المستشار السابق لوكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودن قد كشف في 2013 أن هاتف ميركل الجوال كان موضع تنصت الوكالة الأمريكية.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024