منذ 7 سنوات | لبنان / الجمهورية





تسللت الجلسة الثالثة والاربعون لانتخاب رئيس جديد للجمهورية من خلف النصاب السياسي المفقود، من دون أن يشعر بها أحد، وحجزت مكاناً لها في صف الجلسات الفاشلة في إتمام هذا الاستحقاق. 

ولعلّ السِمة الجامعة بين هذه الجلسة وكل سابقاتها، انها أكدت بما لا يقبل الشك انّ الملف الرئاسي ما زال «طبخة بحص» عَصيّة على النضوج. إنما ما مَيّز التجربة الفاشلة، أمس، أنها قطعت حبل التوقعات التي سَوّقها منجّمو السياسة في الآونة الاخيرة، وأسقطت كل الرهانات عليها بأنها قد تشكّل «القابلة القانونية» لتوليد الرئيس العتيد.

بَدا جلياً امس، انّ كل تلك الرهانات، مُضافاً اليها رياح التفاؤل التي عصفت بالاجواء الرئاسية في الآونة الأخيرة، لم تكن اكثر من رهان على سراب، خصوصاً انّ القوى السياسية محبوسة في اختلافاتها وتناقضاتها لا بل عجزها عن بلوغ مدار التوافق على رئيس وإنهاء حالة الفراغ التي تضرب الرئاسة الاولى.


والى موعد جديد في السابع من ايلول المقبل، رحّل رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة الانتخابية، ويحدوه الامل في أن يكون ايلول بانتخاب رئيس الجمهورية «مَبلول»، الّا انّ ذلك يبقى رهناً بالتقاء الارادات الداخلية، ولَو لمرة واحدة، على وَضع حد للوضع الشاذ الذي يعيشه البلد. ولكنّ هذا يتطلّب معجزة تضرب الأمزجة السياسية، وتفتح مغارة الحلول على مصراعيها.


ومع ترحيل الجلسة الانتخابية الى ايلول المقبل، تشير اجواء الرابية الى استعدادات لمواكبة هادئة للتطورات اللاحقة، وخصوصاً تلك المرتبطة بالاستحقاق الرئاسي.


وفي هذه الاجواء، قرر رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون ان يستمر بسياسة الصمت، واوضحت مصادر الرابية لـ»الجمهورية» انّ «الجنرال سيظلّ صامتاً وهو لا يرى لزوماً للكلام الآن، فقد تكلم كثيراً، وقال ما يجب ان يقوله، لكن الأصمّ، هو من يرفض ان يسمع، واذا استطاعوا ان يتجاوزوه فليجرّبوا».


وأوضحت المصادر ان لا علاقة لهذا الصمت بقرارات تيار «المستقبل»، «يِصطِفلوا فيها»، واذا استطاعوا انتخاب رئيس جمهورية ليتفضّلوا».

واكدت المصادر انّ العلاقة بين الرابية وبنشعي مقطوعة، الّا انها نَفت ان تكون العلاقة متوترة مع الرئيس سعد الحريري، مشيرة الى «انّ البعض في تيار «المستقبل» يسعى الى نَسف الجوّ الإيجابي الذي شاع اخيراً، لكنّ الرئيس الحريري لم يقل شيئاً بعد، والاتصالات معه لا تزال مستمرة عبر الدكتور غطاس الخوري والسيد نادر الحريري». وأملت مصادر الرابية في «الّا يستمع الحريري الى الخارج بل الى مصلحة لبنان».


وإذ اشارت الى أننا «تأخرنا كثيراً في انتخاب الرئيس وكان يجب إنجاز الاستحقاق منذ سنتين ونصف السنة»، أكدت في الوقت ذاته «الاستمرار في مقاطعة الجلسات الانتخابية»، مجددة رفض وصول رئيس «كيفما كان».


وقالت: «لنا الشرف في مقاطعة الانتخاب اذا كانوا يريدون إيصال ايّ مرشّح كان، وما نفعله ليس لمصلحة «التيار الوطني الحر» بل لإعطاء ثقة للمسيحيين في الشرق ولبنان وللبنانيين جميعاً بأننا انتخبنا رئيساً لم يرغمنا أحد على انتخابه ولم يُفرض علينا فرضاً من الخارج، بل هو رئيس صنع في لبنان».


ونَوّهت المصادر بمواقف النائب وليد جنبلاط «الذي يقرأ المرحلة بدقة ويدرك مصلحة البلد»، وأبدَت اطمئنانها الى موقف «حزب الله» الداعم ترشيح عون، وقالت: «هو الحزب الوحيد الذي يمسك كلمته، ويا ليت الجميع مثله».



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024