منذ 7 سنوات | لبنان / القبس

في وقت يترقب اللبنانيون تطورات يُقال أنها «بارزة» على الخطين الانتخابي من جهة، والموازنة العامة للدولة من جهة ثانية، طفا إلى واجهة المشهد السياسي اللبناني مرة جديدة ملفُ السلاح غير الشرعي المنتشر على الأراضي اللبنانية، وفجر الكلام الذي أطلقه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في شأن «حزب الله» جدلاً واسعاً.
فغداة التقرير الدوري للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس حول مدى التزام لبنان بمندرجات القرار 1701، والذي حمل دعوة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون لعقد طاولة حوار توصّلا إلى إستراتيجية دفاعية تنزع أسلحة «حزب الله». بدت بكركي، وفق مصادر سياسية، تلاقي في موقفها هذا التوجه الدولي وتزيل أي لبس قد يكون شاب الموقفَ «الماروني» من السلاح، بُعيد كلام الرئيس عون عن دور سلاح «الحزب» المكمل لدور الجيش.  وكان الراعي قال في مقابلة تلفزيونية «أنا مواطن، وشريكي مواطن، وأنا أعزل وهو مسلّح، وهذا شيء غير طبيعي». ولم يكن كلام البطريرك عالي السقف في مسألة السلاح فحسب، بل هو رأى أيضا أن «حزب الله» دخل الحرب السورية «من دون أيّ اعتبار لقرار الدولة اللبنانية بالنأي بالنفس»، وذهب إلى حد القول إنّ ذلك «أحرجَ اللبنانيين وقسّمه».
السؤال الآخر الذي يتم تداوله هل حقاً أن الاتجاه كان إلى إصدار مجلس المطارنة الموارنة نداء في اجتماعه الأخير مطلع هذا الشهر حول سلاح الحزب، قبل أن يتم الاتفاق على أن يقتصر الموقف على تصريح (تلفزيوني) للراعي؟. وكما هو معروف فإن مجلس المطارنة برئاسة البطريرك يطلق نداءات عند الانعطافات الكبرى أو عند الأزمات الكبرى.
لا تعليق من «حزب الله» لكن القوى والأحزاب القريبة منه تتحدث عن أنه فوجئ بهذا الكلام، خصوصاً أن التواصل مستمر بينه وبين بكركي، وعلى أن مسألة السلاح تدخل في إطار الإستراتيجية الدفاعية.
مصادر سياسية تشير إلى أن البطريرك ليس من النوع الذي يطلق مواقفه عشوائياً. إنه يرصد بدقة ما يجري على الأرض السورية، حيث لا يعرف ما إذا كانت قد دقت ساعة الصفقات الكبرى أم ساعة التصفيات الكبرى.
في كل الأحوال، كان موقف الراعي صاعقاً على الساحة اللبنانية. ردات الفعل بقيت في الغرف المقفلة، لكن الاسئلة تلاحقت حتى لدى المراجع عن خلفيات وآفاق ذلك الموقف. واشنطن تحدثت عن إقصاء «إيران ووكلائها» عن الأرض السورية. هل مشكلة لبنان هنا أم لدى عودة نحو 10 آلاف مقاتل خاضوا على مدى سنوات معارك هائلة إلى بلادهم؟
بالتأكيد، هناك جهات سياسية تعتبر أن ذهاب «حزب الله» إلى سوريا لم يكن السبب في انقسام اللبنانيين، المنقسمين دائماً حيال أي شيء.

مخاوف الحزب
والثابت لدى الأوساط السياسية أنه لا بد أن يكون هناك مبرر ما (وطارئ) جعل الراعي يقول ما يقوله باعتبار أنه ليس من النوع الذي يستدرج بالأسئلة إلى موقف على هذا المستوى من الحساسية.
وهذه الأوساط ترى أن البعد الدراماتيكي في المشهد الراهن أن «حزب الله»، ومع الدخول الأميركي المباشر في الحرب السورية، ومع اعتبار التصريحات التي صدرت عن مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم نيكي هالي، وما صدر عن بنيامين نتانياهو في موسكو بشأن إيران وأتباعها بات شديد التوجس من الاحتمالات.
بالتالي، كلام البطريرك المفاجئ، لابد أن يزيد في مخاوف الحزب، وعلى أساس أن الراعي لا يمكن أن يدلي بمثل ذلك الكلام لو لم يكن يستند إلى معطيات جديدة باتت بين يديه.

قانون الانتخاب
في هذا الوقت، لا يزال لبنان «يرزح» تحت أزمة قانون الانتخابات، بانتظار «الطرح الثالث» لوزير الخارجية جبران باسيل غداً الإثنين. وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي (القوات اللبنانية) رجح أن تكون صيغة المختلط نقطة الانطلاق الأساسية وأن تشكل الحل الأنسب، مضيفاً أن «القوات» «لا تعطي شيكاً على بياض لأحد» في هذا الخصوص، ما يعني أن طرح باسيل لا يعكس وجهة نظر «القوات» أيضاً. وأعلن الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري «عدم الموافقة على أي قانون يكون على حساب التيار» ولكن ليؤكد على عدم العودة إلى الفراغ، في حين يبدي النائب وليد جنبلاط مرونة حيال خيار القانون المختلط، وهو ما ظهر خلال لقاء وفد «اللقاء الديموقراطي» مع باسيل أول أمس.
وتشير مصادر متابعة إلى أن الصيغة الانتخابية التي يُفترض «مبدئيا» أن يطرحها باسيل منتصف الأسبوع المقبل، تشكّل محور اللقاءات والاتصالات المكوكية.

الموازنة
وفي الانتقال إلى ضفة «الموازنة»، فإن مشروعها يحضر للمرة الحادية عشرة على طاولة مجلس الوزراء بعد ظهر الإثنين، في جلسة يفترض أن تكون حاسمة وأخيرة وفق ما ترجّح مصادر وزارية عبر «المركزية». أما سلسلة الرتب والرواتب فستكون نجمة «ساحة النجمة» صباح الأربعاء، حيث تعقد جلسة تشريعية عامة دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري لدرس وإقرار مشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الأعمال، ومنها «السلسلة».

«ليلة الحشاشين» في برج البراجنة تصيب مسؤولا في «حماس»
عاد الهدوء إلى مخيم برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية بعدما سميت بـ«ليلة الحشاشين» في المخيم ومحيطه، باندلاع اشتباكات بين أشخاص من عشيرة جعفر وفلسطينيين على خلفيات تتعلق بتجارة المخدرات، وإن كان السبب المباشر خلافا حول بناء قيد الإنشاء. وتحدث فلسطينيون عن أن شخصاً من آل جعفر احترف إثارة المشكلات مع أشخاص من المخيم، في حين استخدمت في الاشتباكات الرشاشات والقنابل اليدوية والقذائف الصاروخية وصولاً إلى القنص.   وأسفر ذلك عن مقتل شخص من آل القفاص، وإصابة المسؤول السياسي لحركة «حماس» علي قاسم أبو خليل برصاصة في ظهره حين كان يحاول تهدئة الوضع، كما أصيب مصور قناة «ام.تي.في» جاد أبو غصن، وحوصرت مراسلة القناة رنين إدريس داخل المخيم.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024