مع اشتداد المعارك في الجانب الأيمن من مدينة الموصل، يواصل مسلحو تنظيم داعش استهداف المدنيين في الجانب الأيسر المحرر من المدينة بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا والأسلحة الكيماوية، ويقصفون الأحياء وتجمعات السكان من خلال طائرات مسيرة (درون). وفي الوقت نفسه، ارتفعت أعداد النازحين الهاربين من المناطق الخاضعة للتنظيم والمعارك في الجانب الأيمن إلى نحو 77 ألف نازح، غالبيتهم من النساء والأطفال.


وقال مسؤول إعلام شبكة منظمات المجتمع المدني في محافظة نينوى، مهند الأومري، لـ«الشرق الأوسط»: «استهدف تنظيم داعش، أمس، بقذائف الهاون مسجدي السورجي والسلام، الواقعين في حي سومر، في الجانب الأيسر من الموصل، دون وقوع ضحايا».


وأضاف أن القوات الأمنية أخلت المسجدين من المصلين، قبل أن يستهدفهما التنظيم، لورود معلومات عن نية «داعش» استهداف المساجد في أيسر المدينة، لأن خطب الجمعة كانت مخصصة لدعوات النصر للقوات الأمنية، والتحرر والخلاص لأهالي الجانب الأيمن من التنظيم.


وتشهد أحياء الجانب الأيسر الذي حررته القوات العراقية في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي بالكامل، قصفاً مستمراً من قبل مسلحي «داعش»، يسفر عن وقوع عدد من القتلى والجرحى يومياً، إضافة إلى الهجمات الانتحارية وانفجار العبوات الناسفة التي تحدث بين الحين والآخر، الأمر الذي يؤدي إلى استمرار النزوح من المناطق المحررة باتجاه المخيمات في شرق المدينة.


عبد السلام ذنون، مواطن موصلي من سكان حي الرشيدية في الجانب الأيسر، قُتل والده وأصيبت أخته بجروح إثر استهدافهم من قبل درون «داعش»، ويقول هذا المواطن: «هربنا قبل أن تبدأ المعارك من منطقتنا عبر نهر دجلة إلى الرشيدية، وسكنا في منزل يبعد نحو كيلومترين عن ضفة النهر. وقبل أيام، عندما كان والدي برفقة أختي خارج المنزل، استهدفتهم طائرة مسيرة تابعة لـ(داعش) بقنبلة أسفرت عن مقتل والدي وفقدت أختي ذراعها الأيمن، وما زالت ترقد في المستشفى»، داعيًا الحكومة الاتحادية إلى تأمين مناطق الجانب الأيسر كي يتمكن المواطنون من ممارسة حياتهم اليومية دون خوف.


بدوره، قال عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة نينوى، هاشم البريفكاني: «إن المناطق القريبة من ضفة النهر معرضة لقصف من الأحياء التي ما زالت خاضعة لسيطرة (داعش) في الجانب الأيمن»، مضيفاً أن المناطق المحررة «تخضع بعد التحرير إلى عملية أخرى من قبل القوى الأمنية، وهي عملية التدقيق الأمني، وهذه العملية لم تنته بعد في الجانب الأيسر»، وتابع: «لذلك قد تكون هناك خلايا نائمة للتنظيم أو أشخاص ما زالوا متعاونين معه».


في غضون ذلك، كشفت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية عن آخر إحصائية بعدد النازحين الموصليين القادمين من الأحياء التي تشهد عمليات عسكرية في غرب المدينة، وقال وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد الجاف، في بيان أمس: «استقبلت فرق عمل الوزارة الميدانية نحو 6460 نازحاً من الأحياء التي يجري تحريرها في الجانب الأيمن لمدينة الموصل خلال الساعات الماضية».


وأوضح الجاف أنه منذ انطلاق عمليات تحرير الجانب الأيمن، في 19 فبراير (شباط) الماضي، بلغ عدد النازحين الذين استقبلتهم فرق الوزارة 76787 نازحاً.


ومع وصولها إلى مخيمات النزوح، تتسلم العوائل النازحة المساعدات الإغاثية العاجلة، العينية والغذائية والصحية والمنزلية. أما المناطق والأحياء التي ينزح منها المواطنون، فهي أحياء المأمون والعبور والصمود والشهداء والعامل والمنصور ووادي حجر ودور السكر وتل الرمان والطيران والدواسة والدندان.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024