منذ 7 سنوات | صحة عامة / WebTeb

يضطر العديد من الاشخاص في بعض الاحيان الى العمل في نظام الورديات، حيث يبدا دوامهم في ساعات المساء المتاخرة ويمتد حتى ساعات الصباح الاولى، هذا الامر يسبب تغير في دائرة النوم الخاصة باولئك الموظفين، حيث تنعكس ساعات النوم لديهم لتصبح خلال النهار وليس الليل، والذي بدوره قد يرفع بخطر الاصابة بالسرطان!

هذا ما بينته نتائج دراسة جديدة نشرت في المجلة العملية Cell Metabolism، حيث ان تغير ما يعرب باسم النظام اليوماوي Circadian rhythm قادر على تحفيز وحث الاصابة بمرض السرطان.

وحاول الباحثون القائمون على الدراسة بحث السبب من وراء هذه العلاقة الغربية، ووجدوا ان اضطراب النظام اليوماوي قد يؤدي الى ضعف نوعين من الجينات القامعة للاورام، وبالتالي تحفيز نمو هذه الاورام.

فالعمل بالورديات الليلية يتدخل في عمل النظام اليوماوي الخاص بالجسم، وهو عبارة عن اليوم الكامل، اي الـ 24 ساعة التي تتحكم بوقت النوم والاستيقاظ كردة فعل على طبيعة النهار والليل، فالساعة البيولوجيا بالجسم مصنوعة من حوالي 20,000 خلايا عصبية موجودة في الدماغ معروفة باسم النواة فوق التصالبة SCN.

هذه النواة تقوم بتلقي المعلومات الخاصة بمستويات الظلمة والضوء عن طريق شبكية العين، من ثم يتم نقل هذه المعلومات الى خلايا الجسم، ويساهم في هذه العملية جينين مختلفين: Bmal1 وPer2.

ان الجين الاول Bmal1 مسؤول عن تنشيط الجين الثاني وPer2، ليقوم الجين الثاني بتعديل عمل عدد من العمليات الحيوية في الجسم عن طريق النظام اليوماوي، مثل انقسام الخلايا والعمليات الايضية، اللاتي تلعبان دورا كبيرا في الاصابة بمرض السرطان في حال حدوث اي خلل فيها.

هذه البروتينات التي تقوم الجينات ببعثها تزداد خلال ساعات النهار، الا انها تتضاءل في ساعات الليل والظلمة، فتغير نمط الساعة البيولوجيا في الجسم يؤثر على عمل الخلايا بشكل كبير.

وقام الباحثون بتعديل بعض الفئران مخبريا للبحث في هذه العلاقة ما بين العمل في وردية الليل وارتفاع خطر الاصابة بنوع معين من سرطان الرئة، حيث تم تقسيم الفئران الى مجموعتين، تم تعريضهم لبرامج مختلفة من الضوء والظلمة.

فالمجموعة الاولى من الفئران تعرضت للبرنامج الطبيعي من الظلمة والضوء، اي 12 ساعة من العتمة و12 ساعة اخرى من الضوء، في حين ان المجموعة الثانية تعرضت لضوء اضافي بحوالي 8 ساعات كل 2-3 ايام.

ووجد الباحثون ان الفئران في المجموعة الثانية، اي الذين تعرضوا لضوء اكثر، طوروا الاصابة بالسرطان بشكل كبير مقارنة بالفئران في المجموعة الاولى.

وفي التجربة الثانية قام الباحثون بتعطيل عمل الجينات المذكورة سابقا لدى جميع الفئران وعرضوهم لساعات اليوم الطبيعية (12 ساعة من الظلمة و12 ساعة من الضوء)، الا ان ذلك الامر سبب في اصابتهم بالسرطان ايضا.

واكد الباحثون وفقا لهذه النتائج ان تعطيل عمل هاذين الجينين يعرض الانسان لخطر الاصابة بالسرطان، وان تعطيلهم عادة ما يتم عن طريق التعرض الى المزيد من الضوء.

في المقابل، من المعروف ان بعض الاشخاص لا يستطيعون التوقف عن عملهم الليلي، ولكن يجدر عليهم القيام ببعض التعديلات في نمط الحياة الخاص بهم لتقليل خطر اصابتهم بالسرطان قدر الامكان، ومن اهم هذه التعديلات ما يلي:

  • التوقف والاقلاع عن التدخين
  • التاكد من اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن
  • عدم الاكتفاء بالجلوس طوال فترة الدوام واخذ استراحات للمشي والحركة
  • المحافظة على وزن طبيعي وصحي
  • الحرص على اجراء فحوصات الكشف المبكر عن السرطان بانتظام
  • عدم اهمال الصحة واستشارة الطبيب في اي مشكلة صحية.

أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024