جال وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، موفدا من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في محافظة عكار، حيث كانت المحطة الاولى في دارة النائب السابق وجيه البعريني في وادي الريحان، في حضور وزير الدفاع يعقوب الصراف، النائب السابق مصطفى علي حسين، مدير اعمال عصام فارس في لبنان سجيع عطية ممثلا فارس، مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، الاب نايف اسطفان ممثلا راعي ابرشية عكار وتوابعها للروم الارثوذكس المطران باسيليوس منصور، الشيخ علي السحمراني ممثلا رئيس دائرة الاوقاف الاسلامية في عكار الشيخ مالك جديدة وشخصيات وفاعليات.

بداية القى البعريني كلمة رحب فيها برفول والصراف، مبديا تقديره لرئيس الجمهورية "الذي نحترم مواقفه الوطنية والنضالية وهو الصديق الوفي للمقاومة، وهو الشريك الأساسي في الإنتصار على العدو الصهيوني، وهو الذي لم يتوان يوما ولم يتراجع يوما عن مواقفه الوطنية والقومية، ولا عن مصداقيته في تحالفه وفي أهدافه السياسية".

أضاف: "إننا نرى في فخامة الرئيس أملا مشرقا طالما تطلع إليه اللبنانيون الوطنيون الذين آمنوا بوطنهم وبوحدته وبحريته وعروبته. إنه المتحسس لقضايا الوطن وإنه الذي لم يساوم ولم يتنازل أبدا عن مواقفه، فوجد نفسه خارج الإبتزاز وخارج الإرتهان لأنه آثر أن يكون صادقا مع نفسه ومع مؤيديه ومع إيمانه ووطنيته وعروبته. لذلك فإننا نعقد الآمال على فخامته، وعلى أن يسمع صوتنا العكاري المحروم منذ الإستقلال وحتى يومنا هذا، فنحن في عكار نبع دافق للعطاء في المؤسسة العسكرية، وفي سجلات الشرف والشهادة، كما نحن أيضا منطقة جعلها الحرمان مقفرة من كل شيء، فلا المحافظة أصبحت كاملة مؤسساتها، ولا المدارس الرسمية في حال يقبلها العقل ولا الجامعة اللبنانية لها موقع في منطقتنا، عندنا مطار القليعات الذي أنشأته الجامعة العربية منذ حوالي خمسين سنة وهو جاهز للعمل، ولكنه يحتاج إلى قرار رسمي وعندنا ميناء الصيادين في العبدة وهو أيضا يحتاج إلى تأهيل وتحويل إلى ميناء تجاري يستفيد منه لبنان والدول المجاورة مثل سوريا والعراق والأردن".

وختم البعريني: "نحن بحاجة يا معالي الوزير إلى إنماء فعلي يجعلنا كبقية المناطق اللبنانية، فنحن أولا وآخرا لبنانيون، ونحن دائما وطنيون وصادقون في إنتماءاتنا وفي خياراتنا. إننا نطالبكم يا فخامة الرئيس، كما نطالب الحكومة الأولى في عهدكم أن تتطلعوا إلى عكار بجدية وبمسؤولية، وأن يطلق لها مجلس إنماء متخصص يدرس أولويات الحركة الإنمائية ويحددها، وكلنا ثقة بكم وبالحكومة مجتمعة، راجين أن تنطلق العملية السياسية بقانون إنتخاب عصري، وإنتخابات تكون مقدمة لمرحلة جديدة نعمل كلنا لتحويلها وجعلها مرحلة متميزة مشرقة وحافلة بالنجاح".

رفول

ثم القى رفول كلمة استهلها بنقل تحيات رئيس الجمهورية الى ابناء عكار، وقال: "ان الرئيس عون يعتبر عكار من اعز المناطق اللبنانية عليه، لانه في عز الازمات وفي المراحل الخطيرة التي مر بها كان شباب عكار الى جانبه ومعه ولم يتراجعوا عن واجبهم الوطني. اننا اليوم في بيت كريم عزيز علينا جدا، مشهود له في السابق واليوم بمواقف وطنية تجمع ولا تفرق واخوية نحن بحاجة اليها. واننا من عكار وامام الجميع نعلن اننا مؤتمون على ما جاء في خطاب القسم وتطبيقه، لأنه وخلال السنوات الست المقبلة سيكون للمناطق المحرومة الاهمية عند فخامة الرئيس وعند مجلس الوزراء، ونحن لا نسمي هذه المناطق الأطراف، انما هي مداخل، هي حماة لبنان وعكار التي انمزجت دماء ابنائها بتراب الوطن وحمته، أكرر مع الجميع انها منطقة محرومة".

أضاف: "منذ 15 يوما كنا في زيارة في المملكة العربية السعودية وقطر، والاخوان السعوديون بشخص جلالة الملك اصروا على ان لبنان يجب ان يبقى كما كان، مساحة مسيحية اسلامية. وقال جلالة الملك: نحن مؤتمون على هذا الامر وندعمه واننا على مسافة واحدة من الجميع. وفي قطر سمو الامير قال انه يجب ان نعزز ونفعل ملتقى الاديان، الملتقى المسيحي الاسلامي. نورد هذا الكلام اليوم للتأكيد، كلبنانيين وكتيار وطني حر، على ان لبنان لا يقوم الا بالوحدة ولا تتعزز الوحدة الا بتضامننا وتفاهمنا ونحن على طريق التفاهم، واننا في مجلس الوزراء يد واحدة، وفي مجلس النواب نرى التفاهم والحوار الجدي في كل مسألة تطرح. انتهينا من عصر المناكفات ومن مرحلة الاختلافات واننا اليوم نواجه الخطر بوحدتنا، ولذلك فالخطر لم يتمكن من الدخول الينا، انتم ترون بان هذه الامور تتعزز اكثر فاكثر وسوف ترون ان كل المناطق اللبنانية تتعزز اكثر واكثر. لدينا في لبنان رسالة ابعد من الخبز والملح، وجدنا في هذه المنطقة مسلمين ومسيحيين لكي نعطي اجمل صورة للعالم اجمع والذي هو بحاجة لها اليوم، نعم نحن السد الواقف بوجه تصادم الحضارات وتصارع الاديان، وانا كمسيحي في لبنان علاقتي مع الله بايماني بيني وبينه وانا كمسلم ايضا علاقتي مع الله بيني وبينه، انما انا كلبناني، مسلما كنت او مسيحيا، ان نصفي مسيحي ونصفي الاخر مسلم، وان تشويه اي جزء من صورتي هو تشويه لصورتي كلها، ومن هنا مسؤوليتي ان ادافع عن هذه الصورة البهية والصافية والتي تعكس رسالتنا، نحن اصحاب رسالة في هذا الشرق وبخاصة نحن اللبنانيين، واننا نسمع اليوم اكثر واكثر من اخواننا العرب (عدت بالامس من خلوة لوزراء الخارجية العرب) ثمة لغة جديدة وثمة فكر جديد يولد، وهناك تصويب على لبنان ب:انكم شرفتنا نحو العالم وانتم الذين ستشهدون على التآخي المسيحي الاسلامي. ونحن وجدنا لكي ندافع عن هذه الصورة".

وتابع: "العماد عون بتاريخه العسكري رفض تقسيم لبنان، في ال1977 طرحت فكرة ألوية مناطقية وكان هو رأس حربة ضددها، على اعتبار ان الجيش لن يكون الا جيشا مختلطا. وانا اشهد امامكم انه بين ال1988 وال1990، الجيش الذي وقف ودافع عن لبنان انطلاقا من وزارة الدفاع ومن قصر بعبدا كان بثلثيه مسلما والثلث الاخر مسيحيا".

وروى رفول عن رئيس الجمهورية انه "مرة زار سوق الغرب ليلا، وعلى تلة 888 وفي أحد مراكز الجيش كان هناك 11 جنديا من دون انارة على الاطلاق، فجلس معهم وسألهم كل واحد منهم من اين يتحدر، فكان أن الجميع من عكار ومن اخواننا السنة، وسأله احد مرافقيه في طريق العودة كيف تدخل على موقع ليلا لا انارة فيه، أجابه: اذا كان اولادي سيقتلونني فلا حاجة لي لأن اكون قائدا". أضاف رفول: "علينا ان نثمر هذه الوقائع، مررنا بظروف صعبة وتجاوزناها، واننا اليوم فتحنا مرحلة جديدة وبابا جديدا كلنا سنتشارك فيه، وعكار سيكون لها الحصة الكبرى بالتنمية، وهذه رغبة فخامة الرئيس، كما سيكون هناك تنمية في الهرمل وعرسال والجنوب، والمناطق المحرومة ستعطى الاولوية، وعلينا ان نتحصن في هذه المناطق وعلى شعبها واهلها ان يعرفوا بان حقوقهم ستصل اليهم وهذا الامر قيد المتابعة وسوف انقل كل مطالبكم الى فخامة الرئيس وقريبا سنأتي الى عكار وسندشن مشاريع ونبدأ بأخرى انتم بحاجة اليها، انها المرة الاولى التي آتي بها الى عكار باسم فخامة الرئيس وانا هنا لاقول باننا يجب ان نشد على ايدي بعضنا البعض لنكون جميعا معا، ولن تروا من هذا العهد الا كل خير، واننا قادمون باذن الله على ايام حلوة معا".

وختم رفول: "يوم الاربعاء كنا في اجتماع مجلس الوزراء، دولة الرئيس سعد الحريري نقل عن فخامة الرئيس بانه سيكون لدينا قبل الانتخابات النيابية قانون جديد، وفي البيان الوزاري اصريت بكلامي على ان يكون هناك قانون جديد للانتخاب، وانا اعدكم انه وخلال فترة قصيرة جدا من الان، خلال اسبوع او اسبوعين، سيكون لدينا قانون انتخاب جديد تجري على اساسه الانتخابات النيابية".

الصراف

ثم القى الصراف كلمة رحب فيها برفول في عكار وفي دارة البعريني، وقال: "زيارتكم الى هذه الدار ولعكار كرم وشرف، وتكليف فخامة الرئيس لكم للقيام بهذه الزيارة بركة لان الرئيس العماد عون معنا وهو يعيش في قلوبنا. ان كل مواطن لبناني يتكل على القصر الجمهوري بعد الله بمرتبة ابعد مما يتكل على الوزارات، ومهامكم في وزارة رئاسة الجمهورية هي اكثر من مهام اكثرية الوزارات بكونها الوزارة المنسقة بين الوزارات والقصر الجمهوري، وعليكم ان تلتقوا بالمواطن ايضا وتحملوا همومه وشكواه الى رأس الهرم، فمسؤوليتكم اكبر من مسؤولياتنا بكثير".

وختم الصراف: "لكم يا معالي الوزير في كل قرية وبلدة منزل، بصفتكم الشخصية وبكونكم تمثلون فخامة الرئيس. واطلب منكم نقل رسالة الى الرئيس عون، مفادها ان الرئيس عصام فارس والنائب السابق البعريني وانا، وكل الموجودين معنا اليوم، يتشرفون بزيارته وبما يمثل، واننا متكلون على الله وعليه".

ثم انقتل رفول الى دارة الصراف في منيارة حيث كان بحث في الامور الوطنية العامة وفي شؤون عكار واحتياجاتها.

تلا ذلك زيارة الى المسؤول في "التيار الوطني الحر" اسعد درغام في بلدته هيتلا، ليتجه رفول بعد ذلك الى القبيات حيث سيكون هناك لقاء شعبي جامع في قاعة كنيسة سيدة الغسالة عند الساعة الرابعة والنصف عصرا.