منذ 7 سنوات | لبنان / الأخبار



رغم عمليات الدهم المتلاحقة التي ينفذها الجيش في محلة وادي عطا في بلدة عرسال، بقيت عين الرصد والمتابعة على المحلة التي تعتبر «الملاذ الآمن» لغالبية مسؤولي ومسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي في البلدة.

قبل أيام دهمت قوة من الجيش منازل كل من حسين الحجيري وحمزة الجباوي في حي الثانوية في محلة وادي عطا، إلا أنها لم توفق في القبض عليهم، واكتفت بتوقيف ثمانية عناصر يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم «داعش». أمس أوقف الجيش سامح البريدي وطارق الفليطي وشابين سوريين. العملية الأمنية نفذتها قوة من مديرية المخابرات (مكافحة الإرهاب) في الجيش اللبناني لمحلة وادي عطا، وتحديداً لمنزلي سامح البريدي، وعائلة طارق الفليطي. اشتبكت القوة الأمنية مع عناصر من تنظيم «داعش»، وتمكنت بعد ذلك من توقيف «المطلوب الأخطر» في عرسال، سامح البريدي، المعروف في بلدته باسم «سامح السلطان». «الصيد الثمين»، صاحب «كنز المعلومات»، خسرته محاضر التحقيق، بعد مقتله متأثراً بإصابته خلال الدهم، والذي لم تُجدِ الإسعافات الأولية في إنقاذه. الشاب الثلاثيني ذاع صيته في عرسال، ليس بسبب ارتباط اسمه بتفخيخ السيارات والتفجيرات التي عصفت بمناطق لبنانية عدة، منها الرويس في الضاحية الجنوبية، وتقديم الخدمات اللوجستية لتنظيم «داعش»، بل لكونه بات مصدر خوف في بلدته بعد «ارتباط اسمه بعدد من التصفيات ووضع الأسماء المطلوب تنفيذ أحكام الإعدام بحقها في عرسال، فضلاً عن التفجيرات وأعمال السلب التي شهدتها البلدة، والعمليات التي استهدفت الجيش، واقتحام مبنى فصيلة درك عرسال، إبان غزوة الفصائل المسلحة للبلدة»، بحسب ما تؤكد المصادر الأمنية.
سامح «السلطان» لم يكن من سكان بلدة عرسال، ولكن التحق نهاية عام 2012 بمسلحي «الجيش السوري الحر» في البلدة، ومن ثم آثر الانضواء تحت لواء «جبهة النصرة ــ فرع القاعدة في بلاد الشام»، وذاع اسمه بعدما بايع تنظيم «داعش». هذا ما يعرفه أبناء بلدة عرسال عن البريدي، أما المعلومات الأمنية لدى الأجهزة الأمنية فتشير إلى «ضلوعه في عمليات تفخيخ سيارات، وإطلاق صواريخ باتجاه قرى في البقاع الشمالي، ومشاركته في الهجوم على مبنى فصيلة درك عرسال وأسر عناصر قوى الأمن الداخلي، ونقلهم إلى خارج البلدة في آب 2014، وفي قتل الرائد بشعلاني والرقيب زهرمان وجرح عناصر من الجيش في جرود عرسال» مطلع عام 2013.
أما الموقوف طارق الفليطي، الشاب العشريني، شقيق كلّ من رنا الفليطي زوجة الشهيد علي البزال، والموقوف عبدالله الفليطي الذي أوقفه الأمن العام منذ أسابيع، بحسب ما أشار عدد من أبناء بلدة عرسال، فهو يعتبر أحد المشاركين في «غزوة عرسال»، وفي تنفيذ عدد من «عمليات التصفية» لأبناء البلدة، بحسب مصادر أمنية.
كذلك تشتبه الأجهزة الامنية في وجود علاقة للبريدي والفليطي بقتل قتيبة الحجيري في عرسال، بعدما اتهموه بالعمل لمصلحة الأجهزة الرسمية اللبنانية. وتشير تحقيقات الأجهزة الامنية إلى وجود صلة لهما بقتل الشهيد البزال الذي صفّته «جبهة النصرة» ذبحاً.
لا يخفي مسؤول أمني لـ»الأخبار» أن العملية الأمنية «مستمرة» في بلدة عرسال، بحسب «المقتضيات والتقارير الأمنية»، للقضاء على سائر العناصر الإرهابيين في البلدة، موضحاً أن مقتل البريدي وتوقيف الفليطي سينعكسان «سلباً» على حركة المسلحين في البلدة، لكونهم «خسروا على مدى الأيام الماضية الحرية في الحركة، وفي التواصل، أمام الضربات المتتالية، سواء داخل البلدة أو في الجرود». وعلمت «الأخبار» أن الجيش استهدف يوم أمس شاحنة لمسلحي «داعش» في وادي حميد، وأصيبت بشكل مباشر واحترقت بالكامل.
وليس بعيداً عن جرود عرسال، فقد دارت اشتباكات عنيفة أمس بين مسلحي تنظيم «داعش» ومسلحي «النصرة» في جرود الجراجير في القلمون، أدت إلى مقتل خمسة مسلحين، وسقوط عدد من الجرحى، فضلاً عن وقوع أكثر من عشرة أسرى من الطرفين.



أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024