منذ 7 سنوات | غريبة / لبنان24 Politico

وجه الكاتب اللبناني الساخر كارل شرو رسالة إلى الولايات المتحدة الأميركية عبر موقع "بوليتيكو" غداة تنصيب الرئيس الجديد، دونالد ترامب، أبرز من خلالها أوجه الشبه المستجدة بين الولايات المتحدة الأميركية والبلدان العربية، في ضوء التظاهرات الاحتجاجية والخلافات حول أعداد المشاركين فيها وتدخل الأجهزة الاستخباراتية في الانتخابات وارتفاع شعبية اليمين المتطرّف، معتبراً أنّه من شأن هذه التطورات أن تثير فضول المراسلين الأجانب الذين يحاولون تفسير ما يحصل في هذه المنطقة من العالم، كما هي العادة في العالم العربي.

لكم الـFBI ولنا "المخابرات"

في مستهل رسالته، تناول الكاتب تأثير مدير "المخابرات"، وفي هذه الحال مكتب التحقيقات الفدرالي، في العملية الانتخابية، واضعاً البلبلة التي أُثيرت في خانة الظواهر التي عادةً ما تشهدها البلدان العربية. كما وتطرّق الكاتب إلى التقارير الإعلامية المتحدّثة عن تدخل أجنبي في الانتخابات الأميركية ليوضح أنّ هذه المواقف ليست بغريبة بالنسبة إلى البلدان العربية، مؤكداً "تعاطف" العالم العربي مع واشنطن التي بدأت تُستخدم فيها عبارات مثل "أيادٍ أجنبية" و"أجندات سرية".

في السياق نفسه، تحدّث شرو عن "نظريات المؤامرة" التي تعشقها البلدان العربية بل تعتبر نفسها "خبيرة" فيها معترفاً بإبداع الأميركيين في هذا المجال وعارضاً مجموعة من الأسئلة "المعقدة" و"المفتوحة"، التي اعتاد عليها عالمنا العربي، ومنها: "هل كان فوز ترامب في الانتخابات عبارة عن مؤامرة؟ وهل سرّبت "المخابرات" معلومات لمساعدة ترامب؟".

إلى ذلك، شبّه شرو التفاف بعض الليبراليين حول فرع "المخابرات" الثاني، المتمثل بـ"وكالة الأمن القومي"، سعياً منهم إلى الوقوف في وجه تهديدات أصحاب النفوذ ووضع حدّ للتدخل الروسي، لافتاً إلى أنّ عدداً من البلدان العربية شهد على هذا النوع من التجارب، كمصر وتونس وسوريا، من دون أن يتفهم العالم موقف الشعوب العربية آنذاك.

ترامب و"النظام الأميركي"

شرو قارن بين إسناد ترامب مناصب رفيعة المستوى إلى عدد من الجنرالات وعهد الرئيس العراقي صدام حسين وشرح عن حبّه للعروض العسكرية الضخمة، مشيراً إلى أنّ العالم سيبدأ، بفضله، استعمال عبارة "النظام الأميركي".

توازياً، رأى شرو أنّ طريقة تعاطي ترامب مع وسائل الإعلام تذكرنا بعدد من الحكام العرب، إذ سبق للرئيس الأميركي أن اتهمها بتشويه صورته وهدّد بمنع دخولها إلى البيت الأبيض ورفض الإجابة على أسئلة طرحها صحافيون محددون.

في هذا الصدد، شبّه ترامب أسلوب بترامب بذاك الذي يعتمده نظيره التركي رجب طيب أردوغان، متسائلاً عما إذا سيواصل السير على خطاه على مستوى تضييق هامش حرية الصحافة أو سيختار مقاربة عربية يختصر بموجبها القطاع الإعلامي بوسيلة حكومية أو اثنتين.

"الشعب يريد إسقاط ترامب"

بالعودة إلى المسيرات الاحتجاجية التي تزامنت مع حفل تنصيب ترامب، دعا شرو الأميركيين إلى عدم تقليد الشعوب العربية وكتابة سيناريوهات خاصة بهم، مشيداً بمقاربة "الثورة الاستباقية"؛ إذ عادة ما تنتظر الشعوب العربية وصول الزعيم إلى الحكم لتبدأ احتجاجاتها.

شرو الذي وضع الاحتجاجات وأعمال الشغب والقنابل المسيلة للدموع التي شهدتها الولايات المتحدة في إطار مكونات الثورات العربية الأساسية، نصح الأميركيين المعنيين باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وابتكار شعارات جذابة والتشديد على أنّهم "المعتدلين" وحذرهم من الحصول على مساعدة خارجية لا سيّما من كندا والمسكيك، فمن شأن إقدامهم على هذه الخطوة أن يتخذ شكل مواجهة دولية، وذلك في ظل الحديث عن تدخل روسي.

ختاماً، أوضح شرو أنّ العالم العربي جرّب الثورات ولم ينجح ودعا الأميركيين إلى التأقلم مع النظام الجديد، قائلاً: "قد لا يكون الشعب الأميركي مستعداً للديمقراطية في نهاية المطاف. لنواجه الأمر يا أميركا، تبدين كبلد عربي الآن".

ملاحظة: وقّع شرو رسالته بإسم "العالم العربي" وأرفقها باستمارة انضمام إلى جامعة الدول العربية، سائلاً الأميركيين عن  رأيهم بعلمهم الذي أعاد تصميمه.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024