منذ 7 سنوات | لبنان / السفير

يعدّ مشهد العائلات التي تفترش النفايات المتراكمة عند مجاري الأنهر وشاطئ عكار، بحثا عن فسحة للاستجمام غير آبهين بالمخاطر الصحية المحدقة بهم، الأكثر تعبيرا عن مدى اهمال الشاطئ العكاري الممتد على مسافة 18 كيلومترا بدءا من مخيم نهر البارد وصولا إلى بلدة العريضة الحدودية مع سوريا.

في سياق بحثها عن مكان للاستجمام وفسحة للراحة واطفاء لهيب الصيف، تجلس عائلات عكارية على الرمل بين النفايات المتراكمة من كل الجوانب وتجد أطفالا يمشون فوق الزجاج ويلهون بفضلات النفايات.

وبخلاف كل المناطق اللبنانية التي تعجّ بالمنتجعات السياحية والفنادق والمطاعم والمقاهي وتستقبل سنويا آلاف الزوار من سيّاح الداخل والخارج، لا يزال العكاريون محرومين من شاطئهم، الذي لم يشهد أي أعمال تأهيل أو رصف، كما لم يشهد أي التفاتة رسمية بهدف إقامة كورنيش بحري.

وقد بات واضحا أن عكار بكل ما تختزنه من مقومات طبيعية لا تزال خارج خريطة الدولة الانمائية، وهي لا تبادر أقله الى حماية الشاطئ من الاعتداءات، فيتحول الى مكب لنفايات العديد من البلديات المجاورة والبعيدة.

ويعد الشاطئ العكاري من أجمل وأهم الواجهات البحرية في لبنان، إلا أنه لم يلق أي مبادرة تحوله إلى عامل استقطاب للمستثمرين، بالرغم من المقومات الطبيعية التي يملكها لجهة شاطئه الرملي، وغياب المعامل والمصانع عن المنطقة ما يجعله أقل تلوثا من الشواطئ الأخرى في حال تم تنظيفه من النفايات ومنع تحويله الى مكب.

كما يعتبر استثمار الخليج العكاري متنفسا سياحيا من شأنه إنعاش المنطقة اقتصاديا وسياحيا، خصوصا أنه يقع في منطقة العبدة، أو بما يعرف «بوابة عكار».

تبحث سلوى مطولا عن بقعة نظيفة للجوء اليها، وافتراشها بما تيسر من أغراض حملتها معها من المنزل، وبالفعل فقد اختارت المكان الأنسب لها ولأطفالها، وتقول: «علي البقاء بجانب أطفالي وهم يسبحون بينما أقوم بتحضير الغذاء، ومكثت في هذه البقعة لأنها الأنسب»، والمكان الأنسب بالنسبة لسلوى هو بالطبع الأقل تلوثا بالنفايات.

حال سلوى كحال غالبية العكاريين من ذوي الدخل المحدود الذين يلجأون مرغمين الى مجاري الأنهر والشاطئ لتمضية بعض الوقت هربا من لهيب الصيف، في وقت باتت فيه المنتجعات السياحية حكرا على الميسورين القادرين على دفع تكلفة الدخول الى المسابح والتي تتجاوز في كثير من الأحيان الـ20 دولارا للشخص الواحد.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024