منذ 7 سنوات | العالم / روسيا اليوم

بتصريحات مباشرة وغير مباشرة، كشف الإسرائيليون عن رفضهم لمخرجات ونتائج مؤتمر باريس، مطالبين المؤتمر بالضغط على الفلسطينيين للعودة إلى المفاوضات المباشرة دون ربط ذلك بوقف الاستيطان.

فتزامنا مع انطلاق مؤتمر باريس، استيقظ الفلسطينيون في الداخل ليجدوا يافطات كبيرة تم تعليقها في تل أبيب ومناطق حيوية أخرى، وتهدد هذه اليافطات الإسرائيليين من أن تصبح إسرائيل أقل أمنا ويهودية.

حركة "قادة من أجل أمن إسرائيل" المكونة من 250 مسؤولا إسرائيليا سابقا - أبرزهم عامي أيلون رئيس الشاباك السابق، وداني ياتوم رئيس الموساد السابق - أعلنت مسؤوليتها عن نشر اليافطات المزودة برقم هاتفي.

 وما أن تتصل عليه حتى ترد أسطوانة مسجلة جاء فيها: "سنختفي قريبا والفلسطينيون سيصبحون الأغلبية، لذلك نطالب بالانفصال عن الفلسطينيين الان .. قبل أن تصبح إسرائيل أقل أمناً وأقل يهودية ".

محمد أبو علان، المختص بوسائل الإعلام الإسرائيلية قال لـ RT، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اعتبر أن مؤتمر باريس "احتيال فلسطيني برعاية فرنسية"، لافتا إلى أن تصريحات لمصادر سياسية رفيعة المستوى تداولها الإعلام الإسرائيلي أكدت على أن لا ضرورة لمؤتمر باريس وأنه لا يأتي بأي شيء جديد.

وأضاف أبو علان أن الإسرائيليين يرون أن المؤتمر سيعطي الفلسطينيين فرصة للهروب من المفاوضات المباشرة، وقد طالبوا المؤتمر بالضغط على الفلسطينيين للعودة إلى المفاوضات، بدعوى أنه الطريق الوحيد لإحلال السلام في المنطقة.

ولفت إلى أن كل التصريحات الرسمية الإسرائيلية أكدت على أن كل ما يصدر دوليا لا قيمة له، وهو يحرف مسار السلام.

من جهة أخرى، أوضح أبو علان أن 1200 أديب وأكاديمي من إسرائيل قدموا عريضة موقعة للقنصلية الفرنسية أعربوا خلالها عن دعهم للمؤتمر وطالبوا خلالها بالاعتراف بحل الدولتين.

فيما نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، عن مسؤول إسرائيلي رفض الكشف عن اسمه، أن مؤتمر باريس لن يلزم إسرائيل، وقال، " هو مؤتمر زائد وزائف، ليس هكذا يتم صنع السلام... المؤتمرات الدولية والقرارات في الامم المتحدة تبعد السلام فقط، لأنها تشجع الفلسطينيين على مواصلة رفض التفاوض مع إسرائيل".

 واضاف أن الادعاء بأن كل ما يقع وراء خطوط 67 هو ارض فلسطينية ليس صحيحا، وليس واقعيا وسيقود دائما الى باب موصودة، " لا يوجد أمر عبثي إكثر من اعتبار حائط المبكى والحي اليهودي في القدس اراض فلسطينية محتلة.. المستوطنات ليست عقبة إمام المفاوضات، وإنما مجرد ذريعة من قبل السلطة الفلسطينية للامتناع عن المفاوضات".

فيما نقل الموقع الالكتروني للقناة الإسرائيلية الثانية عن مصادر دبلوماسية وسياسية إسرائيلية إن النتائج التي سيتمخض عنها مؤتمر باريس للسلام "غير ملزمة لإسرائيل".

وأضافت، أن المؤتمرات الدولية وقرارات الأمم المتحدة إنما تبعد السلام ولا تقربه، كما أنها تشجع الفلسطينيين على مواصلة رفض المفاوضات المباشرة مع إسرائيل”.

ولفتت إلى أن "الطريق الوحيد للوصول إلى السلام هو المفاوضات المباشرة بين الجانبين، مثلما حدث بين إسرائيل وكل من مصر والأردن".

المحلل السياسي والخبير بالعلاقات الدولية أيمن يوسف قال لـ RT، إن التقييم الأولي لمؤتمر باريس يمتاز أنه سيضم حضورا دوليا واسعا من مختلف أطراف المنظومة الدولية، رغم تغييب إسرائيل.

وبين أن تغيب إسرائيل عن حضور المؤتمر هدفه بشكل أساسي نزع الشرعية عنه، حيث أن النتائج يجب أن تصب على أطراف النزاع، وغياب أحد أطرافه يبطل إلزامه بالنتائج والمخرجات الصادرة عن المؤتمر.

وأوضح أن الاهتمام الفلسطيني بالمؤتمر هدفه انتزاع مواقف صارمة وجادة سياسيا واقتصاديا للضغط على إسرائيل لصالح الحق الفلسطيني، وذلك من خلال استغلال المنصات الدولية وإظهار الفلسطينيين كمحبين للسلام، وهو ما تم تهميشه بالسابق.

وقال إن مقاطعة إسرائيل للمؤتمر واعتبارها أن كل ما يخرج عنه غير ملزم وغير مهم، يجب أن يتبع الدول المشاركة لاستغلال علاقاتها الثنائية مع إسرائيل أو من خلال مجلس الأمن ومؤسسات حقوق الانسان، والعمل على دفع عملية السلام.

ولفت إلى أن النتائج الأولية للمؤتمر لن تظهر بشكل ملموس فوري وستمر بعدة خطوات وقد تصل إلى مقاطعة إسرائيل ومحاصرتها سياسيا. 


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024