اصطف خمسة رسامين مصريين على رصيف الميناء في مدينة صيدا جنوبي لبنان، وراحوا يرسمون قلعة البحر على ألواحهم الخاصة، ثم شرعوا بتنميقها.

الرسامون المحترفون يزورون لبنان بدعوة من جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت، بهدف التبادل الثقافي ضمن مشروع "لبنان في عيون مصرية"، الذي يستمر 12 يوما، ويشمل زيارات لكل من صيدا وصور وطرابلس وبعلبك وجبيل وعاليه، واستكشاف معالمها الجمالية وترجمتها إلى لوحات رسم فنية.

وقالت ديما رعد، رئيسة جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت لـ"رويترز": "جئنا بخمسة من الرسامين المصريين من الصف الأول كي يشاهدوا المدن اللبنانية ويرسموها كل على طريقته، لأننا بحاجة إلى هذا التفاعل الثقافي مع الفنانين المصريين والعرب وحتى العالميين".

وأضافت: "الزيارة هي الأولى في إطار برنامج (لبنان بعيون مصرية)، لكنها فاتحة تبادل ثقافي بين الفنانين من البلدين. بدأت الفكرة خلال لقاء أقيم في الأقصر وستليها زيارات لرسامين لبنانيين إلى مصر".

وبينما كان الرسام المصري أيمن هلال منكبا لإنجاز لوحته التي تحمل رسم القلعة البحرية التي يعود بناؤها إلى الحقبة الصليبية مركزا على التفاصيل وعلى علاقتها اللصيقة بميناء السفن الكبيرة المحاذي لجدران القلعة، أعرب عن سروره بالزيارة قائلا: "اكتشفت كم هو جميل لبنان، وكم هو غني باللوحات الطبيعية التي تستفزني كي أرسمها بشهية".

وكان حسن عبد الفتاح حسن، وهو مؤسس كلية الأقصر للفنون الجميلة في مصر، يتفقد أرض القلعة ويرسم جانبا من فنائها الداخلي مع البرج العالي حين قال: "اكتشفت كم نحن شعبين متشابهين من حيث الطيبة والتسامح والقدرة على الضحك، رغم قساوة الأوضاع التي نعيشها. نحن محتاجون أكثر من أي زمن لهذا التقارب من أجل تحصين مجتمعاتنا ضد العنصرية والتطرف".             

وكادت الشمس في صيدا أن تغيب بينما كان الرسام علاء عوض يضع لمساته الأخيرة على لوحة عامة للقلعة رسمها من فوق جسرها الحجري متفاوت الأبعاد، تقاطعه بين الحين والآخر سائحة عربية أو فوج سواح أجانب يحييهم ويبلغوه إعجابهم برسمه، ثم ينغمس من جديد في مزج الألوان المائية لتلوين اللوحة قبل حلول الظلام.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024