منذ 7 سنوات | لبنان / المستقبل





بعد أسبوعين من الوجع المرير الذي عاشه أهالي العسكريين المخطوفين التسعة لدى تنظيم «داعش» الارهابي بعد أخذ الأمن العام لأول مرة منهم عينات من الحمض النووي للتأكد من هوية جثث تم العثور عليها في إحدى المغاور القريبة من الحدود السورية- اللبنانية، أعلن الأمن العام في بيان أمس أنه « في إطار متابعة ملف العسكريين المخطوفين لدى تنظيم داعش الإرهابي، توفرت معلومات للمديرية العامة للأمن العام عن وجود أربع جثث في إحدى المناطق على الحدود اللبنانية - السورية، فتوجهت دورية من المديرية يرافقها طبيب شرعي إلى المكان وأخذت عينات من الجثث وأجرت عليها فحوص الحمض النووي (DNA)، وبعد مقارنتها مع العيّنات التي أخذت من أهالي العسكريين المخطوفين جاءت النتيجة غير مطابقة«.

هذا الخبر، نزل برداً وسلاماً على قلوب الأهالي الذين انتظروا طويلاً هذه النتيجة والذين كانوا يأملون من البداية أن لا تكون هذه الجثث لأبنائهم، خصوصاً أنهم عانوا وصبروا طويلاً تحت البرد وحرارة الشمس وتحملوا كافة الظروف الطبيعية الصعبة من أجل المطالبة بأبنائهم، وخيمتهم في ساحة رياض الصلح خير دليل على ذالك. وترك الخبر إرتياحاً كبيراً لدى الأهالي وجدد لديهم الأمل بالعمل المجدي مع كافة المسؤولين في الدولة من أجل إنهاء هذا الملف وفك أسر العسكريين وعودتهم الى عائلاتهم وذويهم ومؤسستهم الأم بعد أكثر من سنتين ونصف السنة على الأسر وأكثر من سنة ونصف من غياب الأخبار.

وفي هذا السياق، اعتبر نظام مغيط، شقيق المعاون أول المخطوف لدى «داعش» إبراهيم مغيط، أمس، أن «الأهالي اليوم يعيشون حالة من الفرحة بعد حالة من الكبت طيلة أسبوعين، واليوم تنفسنا الصعداء وشعرنا بأن هذا الملف أعيد إحياؤه فينا من جديد كأهالي عسكريين»، مشيراً الى أننا «سنركز جهودنا وطلباتنا الى الحكومة الجديدة برئاسة الرئيس سعد الحريري والتي نطلب منها أن لا تألو جهداً من أجل حل هذا الملف، كما نطلب منها تشكيل خلية أزمة لمتابعة هذه القضية لأن هذه القضية وطنية من الدرجة الأولى ويجب أن تكون من ضمن أولويات أي حكومة وعلى رأسها«.

وشدد على أنه «قبل أيام كان لدينا عتب على الحكومة الجديدة كونها لم تدرج هذه القضية في بيانها الوزاري»، شاكراً الرئيس سعد الحريري كونه جدد اليوم تأكيده على أنه وحكومته لن يألو جهداً في سبيل العمل على قضية العسكريين المخطوفين وهو كان من الأوائل الذين عملنا معهم و صاحب الأيادي البيضاء في هذا الملف وكان لنا عدة لقاءات معه من أجل هذا الملف«.

وأكد مغيط أن «الأهالي اليوم يريدون جهداً أكبر من قبل الحكومة، وعدم الإلتفات الى صغائر الأمور وتفضيلها على موضوع وطني مهم بالدرجة الأولى كما ملف العسكريين المخطوفين»، مشدداً على أن «من رأى حال الأهالي الصعبة في الأسبوعين الماضيين فإنه لن يفضل اي أولوية أخرى على هذا الملف وهذا ما نأمله من الرئيس الحريري والحكومة الجديدة».

من جهته، لفت حسين يوسف، والد العسكري المخطوف محمد يوسف، ان «هذا الخبر إنعكس بشكل إيجابي على الأهالي الذين مروا بأكثر من 18 يوماً من الإنتظار المؤلم والمتعب والمرعب»، مشيراً الى أن «هذا الخبر أعطى أملا للأهالي بأنهم سيرون أبناءهم بخير وسلامة إن شاء الله».

وشدد على أن «اللواء إبراهيم أكد لنا خلال اتصال اليوم (أمس ) أنه مستمر في متابعة الملف ولن يألو جهداً حتى الوصول به الى خواتيمه السعيدة»، مشيراً الى أن «هذا الكلام من قبل اللواء إبراهيم الذي يعمل جاهداً في هذا الملف، أوجد لدينا بارقة أمل بالله سبحانه وتعالى بأن يختم علينا هذا الملف بمآسيه وأوجاعه على خاتمة سعيدة ينتظرها الأهالي».

وشكر يوسف «الرئيس سعد الحريري على كلامه خلال جلسة الثقة وتأكيده بأن الحكومة لن تألو جهداً في سبيل تحرير العسكريين وفك اسرهم وعودتهم الى وطنهم وعائلاتهم بخير وسلامة»، مشدداً على أن «الأهالي ينتظرون لقاء مع الرئيس الحريري من أجل حمل هذه الأمانة سوياً، وليس لدينا ادنى شك بتعاطي الرئيس الحريري الإنساني مع هذا الملف، لكن أوجاع الأمهات في بعض الأوقات تدفعهن الى بعض الكلام بحق المسؤولين من أجل تحفيزهم على العمل بهذا الملف».

واعتبر ان «لدينا قناعة كبيرة بأن الرئيس سعد الحريري لن يألو جهداً في هذا الملف حتى تحرير العسكريين وعودتهم سالمين الى أرض الوطن»، آملاً «في ظل العهد الجديد والحكومة التي يرأسها الرئيس الحريري أن يصل ملف العسكريين المخطوفين الى الخاتمة السعيدة التي ينتظرها الجميع».

وتمنى أن «تكون أولى إنجازات هذه الحكومة حل قضية العسكريين المخطوفين، كي يفرح جميع اللبنانيين كما أهالي العسكريين».


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024