منذ 7 سنوات | العالم / الديار



مع تنامي قدرات «حزب الله» التسليحية والقتالية، وتمرسه في خوض الحروب الموصوفة، والتي حملت ابعادا اقليمية واستراتيجية  مرتبطة بالحرب على سوريا، وفي ضوء الانجازات العسكرية الهامة التي حملت توقيع «حزب الله»، بات الاسرائيليون يتخبطون في رسم استراتيجيات سياسية وعسكرية تضع حدا للتداعيات الخطيرة التي لحقت بهم، جراء التطورات الحاسمة في معركة حلب وامساك الرئيس السوري بشار الاسد زمام المبادرة العسكرية في مواجهة الارهاب، والتي وضعت الكيان الاسرائيلي في وضع محرج في الساحتين الاقليمية والدولية، وصولا الى الضربة على الرأس التي تلقاها الاسرائيليون في مجلس الامن الدولي، وبغياب الفيتو الاميركي، بما يتعلق بالمشاريع الاستيطانية، ما فسره الاسرائيليون على انه مؤشر لفرض عزلة دولية .

ويرى المعلق العسكري في صحيفة «هآرتس» الصهيونية، انه في حال نجحت الدول الغربية في ايجاد تسوية في سوريا، فان هذا الأمر سيدفع بوحدات «حزب الله» التي تشارك في القتال هناك منذ صيف العام 2012 للعودة بمعظمها إلى لبنان، وهو ما يشكل تحديا لاسرائيل، لان «حزب الله» راكم خلال سنوات القتال، مهارات وتجربة حربية كبيرة عبر تشغيل وحدات هجومية، وتقنيات القتال والعمل في أطر كبيرة نسبيًا، مع الإيرانيين والروس، وعلى ضوء ترسانة الصواريخ والقذائف الصاروخية الهائلة التي يملكها «حزب الله»، وتأهيل سرايا الكومندوس فرقة «الرضوان» ( التسمية نسبة للاسم الحركي للشهيد القائد عماد مغنية، الذي اغتالته اجهزة الاستخبارات الصهيونية في شباط العام 2008  ) يرجح أن يعمل الحزب ضد البنية المدنية في إسرائيل، وأن الجيش الإسرائيلي يعتبر «حزب الله» بأنه جيش، أكثر من كونه منظمة إرهابية .

«طموح» اسرائيلي.. بتقويض قوة «حزب الله»!

 وانطلاقا من الدور البارز لحزب الله في ترجيح كفة الحرب في سوريا لصالح حليفه الرئيس الاسد، فثمة من يرى من الاسرائيليين، أن تطوير قدرة حزب الله يقود إلى نقاش أوسع في المؤسسة الأمنية الاسرائيلية، حول سبل التعامل معه في المستقبل، وهناك من يرى ان هناك معضلتين، تواجه الكيان الاسرائيلي، الأولى تتعلق بالحاجة إلى حرب قصيرة، لتفادي الاضرار على الجبهة الداخلية الاسرائيلية،  وتجنب الضغط الدولي المتوقع تجاه اي حرب تسنها اسرائيلي ضد لبنان،  وبين الرغبة في الوصول الى نتيجة تقوِّض «حزب الله» لسنوات طويلة، اما المعضلة الثانية، فهي ماهية العامل الحاسم في القوة العسكرية الإسرائيلية، سيما وإن الجيش «الإسرائيلي» ذهب إلى صقل قوته الجوية وإهمال العمل البري، لكن في السنتين الأخيرتين برز تغيير واضح نُشر في وثيقة إستراتيجية الجيش للعام 2015، وفيها أكّد رئيس هيئة الأركان غادي آيزنكوت على الحاجة لمناورة برية عميقة كعنصر ضروري في هزيمة العدو، الامر نفسه اكد عليه  قائد المنطقة الشمالية، أفيف كوخافي، مؤخرًا، على خلفية تعاظم «حزب الله» .

وما يؤكد تراجع قوة الوحدات البرية في جيش الاحتلال، قول قائد الفيلق الشمالي السابق في الجيش الصهيوني، في مقال كتبه تحت عنوان «أزمة الجيش البري»، من أن «حزب الله» و«حماس» أنتجا منظومة عسكرية متوزعة ومختلطة طوّرت حصانة كبيرة أمام تهديد مناورة الجيش الإسرائيلي الذي سيجد صعوبة في تشخيص مراكز الثقل لدى العدو، التي في حال تم تحييدها سيؤدي ذلك إلى التغلب عليه، ودمج تشكيل صواريخ بعيدة المدى تهدد الجبهة الداخلية الإسرائيلية مع تشكيلات دفاع مكثفة، ستوقع خسائر واضحة في صفوف الجيش الإسرائيلي.

وكترجمة للتخبط والتشكيك في قوة ذراع البر في جيش الاحتلال، لصالح سلاح الجو، يُجمع كبار جنرالات الحرب على وجود مأزق في الوحدات البرية، وهذا ما يفرض العودة الى السياسات التي كانت متبعة في الحرب مع «حزب الله» خلال تسعينيات القرن الماضي، لكن ثمة من هو غير متحمس لهذه السياسات، انطلاقا من انها لا تناسب الزمن الذي اصبح فيه «حزب الله» جيشا يمتلك العدد والعديد والترسانة الصاروخية التي ينبغي ان يُحسب لها الف حساب.

محاولات اسرائيلية تحديث ترسانة الصواريخ ... لمواكبة تطور ترسانة «حزب الله»

وفي سياق متصل بالارباك الاستراتيجي الذي يحدثه «حزب الله» على طاولة الابحاث الاستراتيجية الصهيونية، طرح ملف شراء مئات الصواريخ الدقيقة التي يمكنها ضرب اهداف خلال المواجهة مع لبنان، بالتزامن مع دعاية عسكرية اسرائيلية، طرحت فيها انواع من الاسلحة المتطورة التي يمكن ان تصبح بحوزة الجيش الاسرائيلي في مواجهته المقبلة مع «حزب الله»، مع تسويق ان هذه الانواع من الاسلحة لكي تغطي أهدافًا برية كثيرة في الساحة الشمالية، وقد تكون البديل عن سلاح الجو، اذا ما واجه تهديدات وتحديات كبرى، كامتلاك «حزب الله» لصواريخ مضادة للطائرات، وهذا ما ستكشفه الحرب المقبلة، بالمقابل، تُذكِّر صحيفة «هآرتس» كبار الاستراتيجيين العسكريين الصهاينة، ان من ترسانة «حزب الله» الصاروخية، تتضمن صواريخ الكاتيوشا، بمدى يتراوح ما بين 12 الى 40 كيلومترا، وصاروخ «فجر» بمدى 75 كيلومترا، وصاروخ ام 600 مداه 230 كيلومترا، و«زلزال» مداه 250 كيلومترا، و«سكود دي» مداه 700 كيلومتر، فيما اضافت صحيفة «معاريف» ايضا ... ان «حزب الله» يستخدم أيضًا منظومة صواريخ أرض ـ أرض متطورة،  وان حجم التطوير والتزود في هذه الصواريخ في السنوات الاخيرة ارتفع جدا لدى «حزب الله» و«حماس». وعلى الرغم من الازمة التي قد يحدثها طرح شراء صواريخ، بسبب تآكل الميزانية العسكرية، الا ان بقي من يقول .. ليس لدينا خيار آخر، ان الواقع يلزم ذلك، وصواريخ من هذا النوع تؤمن لنا امكانيات كثيرة. 

خطط النزوح الجماعي في اي حرب مقبلة مع «حزب الله».. بلا موازنة!

الاسرائيليون في كيان بلا موازنة.. وجبهتهم الداخلية غير جاهزة لاي حرب جديدة مع «حزب الله»، الذي بات باستطاعة ترسانته الصاروخية المتطورة ان تطال فلسطين المحتلة، بطولها وعرضها، وهي حقيقة اكد عليها امين عام الحزب السيد حسن نصرالله، وبات الاسرائيليون يؤمنون بهذه الحقيقة المرة!

وفي خلاصة لتقرير لجنة المراقبة التابعة لـ «الكنيست» ( مجلس النواب ) الاسرائيلي،  حول جهوزية الجبهة الداخلية لاي حرب مقبلة، ان لدى قيادة الجبهة الداخلية هيئة الامن القومي وسلطة الطوارئ الخاصة بخطط التحصين أثناء التعرض لهجوم بالصواريخ، ولديها أيضًا خطط الإنذار وإخلاء السكان إضافة الى صافرات الإنذار، غير أن أمرًا واحدًا لم يذكر وهو الموازنة، هذا ما ظهر في لجنة مراقبة «الدولة»، ..الاساس مفقود من الخطط، يقدمون للجمهور عرضًا فارغًا، في المستقبل غير البعيد، يُتوقّع أن تتلقى اسرائيل صواريخ في أي مواجهة قد تندلع، أغلب سكان اسرائيل غير محصّنين، فيما الملاجئ غير مؤهلة ولا حتى كافية للمكوث لفترة طويلة. هناك 3 خطط مختلفة لإخلاء السكان، لكنها غير جاهزة تمامًا للاستخدام يوم تُعطى الأوامر.

في موازاة ذلك، يلفت رئيس «السلطات» بتسلال ترايبر الى انه تمّ تحديد سلّم الأولويات والحاجات في الصيف الماضي وفقًا للسيناريو المتوقع لتهديد الجبهة الداخلية كي يجري الاستعداد له، وبذلك ستستكمل الاستعدادات في السنة القادمة لهزة أرضية كبيرة، ومع الوقت يستكمل جرد الموجودات الاستراتيجية للطوارئ كالوقود والنقل والبنية التحتية للكهرباء الى جانب أمور إضافية ستشترى في السنة المقبلة.

ويتحدث ترايبر مفصلا عن خطة إخلاء السكان في حال وقوع حرب، فيقول... نفضّل أن لا يتمّ إجلاء السكان بشكل شخصي، بل ان نعرف من يتم اجلاؤه ومن يبقى، وكذلك التحصين الموجود في المكان الذي سينتقلون اليه، واليوم لدينا القدرة على إخلاء 400 ألف شخص بشكل خاص الى المدارس والفنادق، واعترف بوجود نقص كبير في الملاجئ العامة في الشمال ( المتاخم لجنوب لبنان )، لكن اصواتا خارجة من الكنيست تشكك بهذه الخطة التي لم يُصادق عليها بعد، لانها تفتقد الى التمويل .


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024