انشغل الوسط السياسي بتعقب حركة المشاورات المكثفة التي أجراها وزير الدولة في الخارجية القطرية محمد الخليفي، مع عدد من المسؤولين السياسيين والروحيين اللبنانيين على مدى يومين، وما يمكن أن تساهم في تذليل العقبات أمام انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعد نحو خمسة أشهر على الشغور الرئاسي.

وعلمت “السياسة” أن الوفد القطري ركز خلال لقاءاته على ضرورة أن يكون الرئيس الجديد توافقياً، على مسافة واحدة من الجميع، ما يعني استبعاد الدوحة المرشح فرنجية، الأمر الذي يدل على تكامل المساعي القطرية مع الجهود السعودية والدولية الهادفة إلى تسهيل توافق اللبنانيين على انتخاب رئيس وسطي، لا يشكل استفزازاً لأحد، ولا يثير حفيظة أي دولة خارجية، سيما السعودية والدول الخليجية.

وترفض في هذا الإطار أوساط معارضة، كما تقول لـ”السياسة”، “كل ما يحكى عن ضمانات تقدم للسعودية من جانب فرنجية أو سواه، وهي ضمانات سبق وقدمها الرئيس ميشال عون، للرياض وغيرها من عواصم دول مجلس التعاون الخليجي، لكن لم يتم الالتزام بها، بعد الوصول إلى قصر بعبدا، حيث أخذ “حزب الله” بفرض إملاءاته على رئيس الجمهورية الذي أصبح أسيراً لمن أوصله إلى رئاسة الجمهورية، وهذا ما أدى إلى تردي العلاقات اللبنانية الخليجية على النحو الذي وصلت إليه.

وقد أوضح الموفد القطري الوزير الخليفي، أن زيارته تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين جمهورية لبنان ودولة قطر

وتطويرها على كافة الصعد والمجالات، مؤكداً أن “قطر تحرص على مد يد العون والمساعدة للأشقاء اللبنانيين وحثهم على تغليب لغة الحوار والتوافق والمصلحة الوطنية، على أمل أن يعود لبنان إلى سابق عهده المشرق”. كما اشاد الوزير القطري بعد زيارته قائد الجيش العماد جوزف عون، بدور المؤسسة العسكرية، وشدد على ضرورة استمرار دعمها لتمكينها من تنفيذ مهماتها في حفظ أمن لبنان واستقراره.

في السياق ثمن رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميّل بعد لقائه الموفد القطري، الموقف العربي تجاه لبنان وتمسّكه بلبنان سيّد مستقل وبدولة القانون خصوصًا في ظل النهضة التي تشهدها الدول العربية على صعيد الإصلاح السياسي ومحاربة الفساد والنمو، داعيا إلى ضرورة أن يلحق لبنان بهذه المعايير لأنها باتت أعلى بكثير من المعايير اللبنانية، فقد كان لبنان مقدامًا ومثالا لكيفية ادارة الدول وأصبحنا اليوم في المقعد الخلفي على الصعيد العربي”. وقدّر الجميّل موقف قطر والسعودية ودفاعهما عن لبنان السيد المستقل والمتطور”، معتبراً أن “موقفهما مهمّ حيث نرى محاولات وضع يد على البلد وإبقاء لبنان بحالة اهتراء.

توازياً، التقى البطريرك بشاره الراعي ، السفيرة الفرنسية آن غريو، التي قالت بعد اللقاء: “عرضنا الجهود المبذولة للخروج من الازمة وذلك في اطار الحوار الدائم مع البطريرك والذي تقدّر فرنسا دوره البناء للوصول الى مخرج للازمة”.

واجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونتسكا، ووضعته في أجواء التقرير الذي صدر عن لبنان في مجلس الأمن الدولي. وشددت “على أهمية إستقرار لبنان وإنتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن وتنفيذ الإصلاحات الكاملة”.

وركزت المسؤولة الأممية، “على أهمية وجود قوات “اليونيفيل” العاملة في الجنوب وعلى وإحترام القرارات الدولية”. كما دعت”إلى إحترام الاستحقاقات الانتخابية ومن بينها إستحقاق الإنتخابات البلدية والإختيارية”. على صعيد آخر، علم ان “الوفد القضائي الفرنسي يعود الى بيروت في 24 نيسان وقد طلب في” الاستنابة القضائية التي ارسلها الى القاضي شربل ابو سمرا الاستماع الى رجا سلامة وماريان حويك في 25 من الجاري.




أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024