باشر المرشح الرئاسي سليمان فرنجية العائد من باريس، اتصالاته مع الحلفاء في بيروت، وتحديدا مع الثنائي أمل - حزب الله، الداعم الرئيسي والوحيد لترشيحه، وقد زار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ووضعه في اجواء محادثاته في باريس، التي اتسمت بالكتمان الشديد أمس الأول، وفي ذات الوقت أوفد عضو تياره، الوزير السابق يوسف فنيانوس الى رئيس مجلس النواب نبيه بري ليضعه في الأجواء عينها.

وبخلاف الانطباعات السلبية، التي أعطيت لنتائج مباحثات فرنجية مع المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل فإن اجواء زعيم المردة، المعتصم بالصمت الكلي، منذ اعلن الثنائي تبنيهما لترشيحه، تشير إلى أنه وحليفيه أمل والحزب، يتابعون الاتصالات العربية ـ العربية الساعية الى إعادة سورية الى الحضن العربي، على أمل ان تكون المدخل لهذه العودة.

وتضيف المصادر لـ«الأنباء» ان هذا الرهان مبني على مخرجات اتفاق بكين السعودي ـ الإيراني، وذلك لسبب جلي، وهو انه في حال اكتمال بناء العلاقة مع سورية وعودتها الى الحضن العربي، تعود المسألة اللبنانية الى الكنف السوري، الذي لا يوجد في مقاييس المرشحين للرئاسة اللبنانية، من هو اكثر ولاء وانسجاما مع مقتضيات العلاقة بين البلدين من سليمان فرنجية.

ولفتت المصادر الى الانعطافة الواسعة لرئيس مجلس النواب نبيه بري وحركة أمل باتجاه دمشق.

مصادر عين التينة، قالت ان الرئيس بري يتعامل بواقعية مع ترشيح فرنجية، وان باريس لم تسقط ورقة رئيس المردة، لكن من دون ان يكون الخيار الأوحد.

وكان بري التقى السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا قبل استقباله وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري د. محمد بن عبدالعزيز الخليفي. وتقول المصادر ان السفيرة شيا قالت انه ليس لبلادها اي موقف من فرنجية، وانها تتفهم موقف رئيس المجلس.

لكن النائبة غادة أيوب، عضو تكتل الجمهورية القوية، تبنت في تصريح لإذاعة «صوت كل لبنان» مواقف رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الرافض لوصول اي من مرشحي الممانعة الى قصر بعبدا، وقالت: لن ننتخب رئيسا من 8 آذار ولن تحصل تسوية مما يوحون به.

وفي غضون ذلك، تابع الوزير القطري جولته الاستطلاعية على القيادات اللبنانية، فالتقى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في الضاحية الجنوبية، فرئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، ورئيس التيار الحر جبران باسيل، وكانت محطته الأخيرة عند قائد الجيش العماد جوزاف عون في وزارة الدفاع.

وكان الخليفي التقى يوم الاثنين رئيسي مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، ومجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب، ورئيس الكتائب سامي الجميل ومفتي لبنان عبد اللطيف دريان والبطريرك الماروني بشارة الراعي، ورئيس الحزب الديموقراطي طلال ارسلان.

وفي دردشة مع قناة «إم تي في» قال الوزير الخليفي: تأتي هذه الزيارة في اطار تعزيز العلاقات بين جمهورية لبنان ودولة قطر، وفي المجالات كافة، مع حرص قطر على مد يد العون والمساعدة للأشقاء في لبنان وحثهم على الحوار والتوافق وتغليب المصلحة الوطنية على أمل ان يعود لبنان الى سابق عهده، مؤكدا حرص دولة قطر على توحيد الجهود الدولية والاقليمية لمساعدة لبنان، اذ ان العمل ضمن المنظومة الدولية ركيزة اساسية من ركائز استراتيجية دولة قطر والمشاركة في اجتماعات باريس مهمة جدا، ولعل اهم نتائجها، حث المسؤولين في لبنان على سد الشغور في رئاسة الدولة والحكومة.

وفي هذه الغضون، أبلغت وسائل الاعلام اللبنانية امس، اعتذار بكركي عن تمكينها من تغطية مناسبة «أربعاء أيوب» اليوم في سيدة حريصا، حيث سيجتمع النواب المسيحيون للصلاة والتأمل، بناء على دعوة البطريرك بشارة الراعي، لعلهم يتفقون على اختيار رئيس الجمهورية المناسب، علما انه لن يكون هناك تطرق للانتخابات الرئاسية، سوى ما يمكن ان تتضمنه كلمة البطريرك.






أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024