مع تمدّد مشهدية الهجمة على المصارف لتشمل مدنيين وعسكريين وعناصر شرطة بلدية كما حصل أمس في صور حيث عمدت شرطة البلدية في المدينة إلى إغلاق منافذ مصرف سوسيتيه جنرال ومحاصرته للمطالبة بصرف رواتبهم، بدأت شرارات القنبلة الاجتماعية تتطاير في الفضاء اللبناني وانطلق العد العكسي لانفجارها بين لحظة وأخرى على صفيح انهيار الليرة وقدرة اللبنانيين الشرائية، ما دفع وزيرة الخارجية الفرنسية إلى وضع خطر انزلاق لبنان إلى "الفوضى" على قائمة "المواضيع الساخنة" التي ستبحثها في الرياض وأبو ظبي اليوم وغداً، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر ديبلوماسي فرنسي أمس، وسط استمرار طغيان المعلومات والمعطيات المتضاربة حول موعد انعقاد اجتماع باريس الفرنسي – الأميركي – العربي المقرر للتباحث في الملف اللبناني.

وفي ظل استحكام الحالة الضبابية وانسداد الأفق أمام مخارج الأزمة اللبنانية، وتعاظم "بوادر الغضب الشعبي" وفق تحذير المطارنة الموارنة إثر اجتماعهم الشهري في بكركي أمس، وضع رؤساء الطوائف المسيحية المسؤولين عن عرقلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية أمام مسؤولياتهم في مفاقمة أسباب الانهيار بسبب إبقاء الكرسي الرئاسي شاغراً، في مخالفة موصوفة "لجوهر الدستور ومرتكزات السيادة والاستقلال"، وفوّضوا في سبيل درء الخطر عن الكيان الذي يستمد قوته من "الشراكة الوطنية الإسلامية والمسيحية"، البطريرك الماروني بشارة الراعي المبادرة "والاجتماع مع من يراه مناسباً بما في ذلك دعوة النواب المسيحيين إلى اللقاء في بكركي، وحثّهم على المبادرة سوياً مع النواب المسلمين، في أسرع وقت ممكن لانتخاب رئيس للجمهورية".

وإذا كانت مبادرات ومناشدات الراعي الرئاسية لم تخمد جذوتها منذ انطلاق المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس حتى دخول قصر بعبدا في غياهب الشغور، فإنّ أوساط نيابية معارضة نبّهت من محاذير إعطاء الشغور "طابعاً مسيحياً" جراء رمي الكرة عند النواب المسيحيين في عملية التوافق على رئيس للجمهورية، مشددةً على أنّ جبهة الشغور التي أحكمت قبضتها على الاستحقاق الرئاسي "لا دين لها"، والمسألة ليست مسيحية لكي يتم الدعوة إلى اجتماع مسيحي في بكركي، إنما هناك "انقسام عمودي" في البلد بين فريقين سياسيين يضم كل منهما نواباً من مختلف الطوائف، الأول لديه مرشح رئاسي ويضغط لإنتخاب رئيس، أما الثاني فيعرقل جلسات الانتخاب بسلاح الورقة البيضاء وتعطيل النصاب.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024