منذ سنة | العالم / 24.ae

تجاوزت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن خطاً جديداً في دعمها لأوكرانيا، بالاستعداد لإرسال أنظمة الدفاع الجوي باتريوت للمساعدة في حرب الأخيرة ضد روسيا، ورغم أنها خطوة جيدة، إلا أنها تنطوي على مخاطر طويلة المدى على حلف شمال الأطلسي، ناتو.
يقول المحلل والكاتب جاك واتلينغ في "غارديان"البريطانية، إن بايدن استبعد في السابق إرسال باتريوت إلى أوكرانيا، لكن يبدو أن التحول في السياسة نشأ عن استهداف روسيا المكثف للبنية التحت

تصعيد روسي
تسعى روسيا للحصول على صواريخ باليستية إيرانية لتعزيز مخزونها، إلى جانب الإنتاج المحلي المستمر، ما يعني أن الهجمات قد تتواصل طويلاً، لذلك "أصبح الدفاع عن أوكرانيا ضد الهجمات الصاروخية أولوية إنسانية الآن".
وباتريوت هو أحد أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي الأكثر تطوراً في العالم، وإلى جانب حماية المدن الأوكرانية، قد يؤدي توفيره  إلى تعزيز بعض القدرات لأنظمة الصواريخ الأوكرانية S-300، ما يوسع الغطاء الجوي المتاح على الخطوط الأمامية.

لكن واتلينغ يرى أن هذا النظام لن يحمي أوكرانيا فوراً، ويرجح أن تستمر الضربات الروسية للبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، على المدى القصير.
وحسب التقرير، فإن باتريوت نظام معقد التشغيل والصيانة، إذ عانت معداته عند توفيرها سابقاً دون تدريب على صيانتها وإصلاحها في ظروف القتال، من مشاكل صيانة، وسيستغرق إحكام الأوكرانيين تشغيل النظام بشكل مستدام، بعض الوقت.

دعم دولي
ومع انخفاض مخزون أوكرانيا من صواريخ الدفاع الجوي، أصبحت كييف تعتمد بشكل متزايد على الدعم الدولي، تماماً كما تعتمد الآن عليه للحصول على ذخيرة المدفعية والعربات المدرعة.
لكن واتلينغ يقول إن هذا الاعتماد لا بد أن يتلاقى مع بعض المخاطر، خاصة للأنظمة التي يملك شركاء أوكرانيا منها مخزوناً محدوداً.
ويوضح أن البعض يخشى أن ينطوي تقديم دعم عسكري معين لأوكرانيا على خطر تصعيد أوسع، لكن هذا لم يكن أساس إحجام الولايات المتحدة عن إرسال أنظمة باتريوت، فالولايات المتحدة لديها عدد أقل بكثير.

ويشير المحلل إلى أن هناك طلباً مستمراً على الصواريخ من المستخدمين الحاليين، وفي الوقت نفسه، فإن مستويات تصنيع الصواريخ منخفضة.
تعكس مشكلة الإمداد هذه بعض نواحي التحدي الأكبر في إمدادات الذخيرة إلى أوكرانيا، إذ يتجاوز استهلاكها من القوات المسلحة الأوكرانية بشكل كبير العرض المتاح، وتستنفد مدفعيتها البراميل بشكل أسرع مما يمكن استبداله، إذ أدى تفريغ الصناعات الدفاعية لحلف ناتو إلى ترك التحالف في حالة سيئة لدعم العمليات المستمرة وعالية الكثافة.

تحد كبير
ومع أنظمة مثل باتريوت يكون التحدي أكبر، لأن تصنيع أسلحة دقيقة مثلها يستغرق وقتاً أطول بكثير مما يتطلبه صنع قذائف مدفعية غير موجهة.
ويرى المحلل أنه يجب أن تدفع الحرب الروسية الأوكرانية إلى تجديد القاعدة الصناعية لناتو، والاستثمار في مصانع الذخيرة، والأدوات الآلية المهمة، لكنه أمر سيستغرق وقتاً.
ويضيف أنه في الفترة التي تسبق توفر زيادة العرض، ومع الضغط الحالي على الطلب، هناك أيضاً تعرض الغرب لخطر توفير أنظمة رئيسية لأوكرانيا، على حساب موقفه الرادع للصين ضد تهديداتها لاستقلال تايوان.
وفي مواجهة مثل هذه الضغوط المتنافسة، كان على الولايات المتحدة والشركاء الآخرين أن يوازنوا بعناية الدعم لأوكرانيا بين تلك الأنظمة التي يمكن تدريب جيشها عليها، وتلك التي يمكن أن تحافظ عليها صناعة الدفاع في حلف ناتو، والاحتياجات الأمنية للمانحين.

في هذا السياق، تقدم باتريوت خياراً جيداً لهزيمة صواريخ كروز والباليستية التي تستهدف المدن الأوكرانية، لكن من المهم أن يفهم ضباط الدفاع الجوي المحليون، أنهم لا يستطيعون استهلاك إمدادات بلا نهاية من هذه الذخائر، وأن يعطوها الأولوية وفقاً لذلك.
إن باتريوت قادرة بالتأكيد على إسقاط صواريخ شاهد -136 الإيرانية، وهي ذخائر استخدمت أيضاً لضرب البنية التحتية للطاقة، ولكن إذا استخدمت هذا الدور، فستنفد صواريخ كييف بسرعة.
واختتم واتلينغ بالقول إن توفير نظام باتريوت مثل الأنظمة التي سبقته ليس عصا سحرية، إنه يوفر دفاعاً لأوكرانيا ضد تهديد محدد. لكن الحصول على وسيلة مستدامة وبأسعار معقولة للتغلب على التهديدات الأخرى لأمن الطاقة في أوكرانيا على نطاق واسع، يتطلب بعض التفكير والاستثمار من شركاء أوكرانيا


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024