منذ سنة | لبنان / اللواء


لا يتورع اصحاب الشأن عن وصف الجلسات النيابية بالعبارات المتداولة في الاوساط السياسية، وحتى الشعبية، لكثرة الهزال الذي يحيط بها، وبملابساتها، وبالنتائج غير التوافقية التي تنتهي اليها كل مرة، مع تزايد الشرخ بين الكتل النيابية والتيارات والاحزاب التي تقف وراءها، وزرع «اليأس» من العجز المستحكم في الداخل، بانتظار ما ستؤول اليه معطيات الحراك الخارجي، سواء في الدوحة، او عمان، او العواصم ذات التأثير، مع معلومات تتجمع في افق الوقت المستقطع، ان لا آمال بانتخاب قريب او حتى بعيد نسبياً لرئيس جديد للجمهورية، مع تزايد التشكل الجديد بين الأحلاف والتفاهمات بانتظار امر اقليمي، او عربي او دولي كان مفعولا، بعد أن دخلت الجلسات في إجازة الأعياد على زغل.

وعلى أن حادث العاقبية فرض نفسه بنداً ثقيلاً على الوضع، وفي اعتقاد مصادر سياسية ان الاعتداء المنظم على قوات الأمم المتحدة، الذي يحمل مؤشرات وتبعات خطيرة على الوضع جنوباَ، لم يحصل هكذا بالصدفة، ولكنه مخطط له بدليل اسلوب المطاردة لسيارة قوات الأمم المتحدة من قبل مسلحين من المنطقة، ويحمل في ابعاده وهدفه، اكثر من رسالة، محلية واقليمية ودولية وفي مقدمتها، رسالة واضحة لناقلي اخبار تصدر اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون، مرشحي الرئاسة، بضرورة التروي والاخذ بعين الاعتبار وضعية الحزب وانتشاره ومطالبه المستقبلية، وفرملة اي وعود للغرب وغيره، لاسيما بعدما ترددت معلومات حول امكانية تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بجنوب لبنان ونزع سلاح المليشيات هناك بالكامل، استنادا لهذه القرارات بعد تسلم عون للرئاسة.
من ناحيتها، لم تسقط مصادر ديبلوماسية غربية من حساباتها،علاقة الاعتداء المنظم على اليونيفل، بموضوع الغاء عضوية إيران من لجنة المرأة بالامم المتحدة، على خلفية التعاطي الخشن لقوات الامن الايرانية مع المحتجين ضد النظام الايراني، بايحاء من ايران، وموجهة تحديدا الى الامين العام للأمم المتحدة أنطونيوغوتيريش، لتعاطيه الرمادي مع هذه المسألة، وعدم قيامه بما يلزم من خطوات لمنع اتخاذ هذا الاجراء بحق ايران،على الرغم من نفي المتحدث باسم الامين العام لكل ما يروج بهذا الخصوص،لان غوتيريش لا دور ولا تاثيرله بمنع اتخاذ مثل هذا القرار ضد ايران.
واضافت المصادر ان هناك احتمالا اخر، بأن ما حصل له علاقة بتوقف مفاوضات الملف النووي الايراني، وان ايران تحاول بواسطة اذرعها المنتشرة في لبنان اظهار قدرتها على ممارسة اقسى الضغوط،لاجل حث المجتمع الدولي من خلال الأمم المتحدة للمساعدة على معاودة المفاوضات المتوقفة.

ولقي الحادث استنكارالعديد من النواب والشخصيات السياسية التي دعت الى التحقيق لكشف ملابسات ماجرى.
وأدانت السفارة الاميركية بأشد العبارات الهجوم العنيف على جنود حفظ السلام، التابعين لليونيفيل، ودعا السفير البريطاني الى محاسبته المسؤولين عن مقتل جندي ايرلندي.
وأعلن الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي، أنَّ «جنديّاً في حفظ السلام قُتل الليلة الماضية وأصيب ثلاثة آخرون في حادث وقع في العاقبية وقريباً من الصرفند، خارج منطقة عمليات اليونيفيل في جنوب لبنان» .
وتقدّم تيننتي «بأحرّ التعازي لأصدقاء وعائلة وزملاء جندي حفظ السلام الذين لقي حتفه، متمنياً الشفاء التام والعاجل للمصابين» . وقال: «إنّ أفكاره مع سكان المنطقة الذين ربما أصيبوا أو شعروا بالخوف في الحادث».
وأضاف: حتى الآن، التفاصيل حول الحادث متفرقة ومتضاربة، ونحن ننسّق مع القوات المسلحة اللبنانية، وفتحنا تحقيقًا لتحديد ما حدث بالضبط..
وأشارت المعلومات المتداولة الى ان آلية تابعة لقوات «اليونيفيل» انقلبت مساء أمس الاول، في منطقة العاقبية ما ادى الى جرح أربعة من عناصر الدورية، لافتة الى ان أثناء مرور قوات اليونيفيل في بلدة العاقبية على الطريق البحرية القديمة، تم اعتراض الدورية من قبل أهالي المنطقة وذلك لاعتمادها مساراً غير مسارها العادي على اوتوستراد الجنوب، ما أدى إلى وقوع حادث سير تسبب بانقلاب الآلية. وتطور الأمر إلى إشكال وإطلاق نار من قبل «اليونيفيل» وأثناء محاولة الانسحاب من موقع الإشكال صدمت الدورية مواطناً من أهالي المنطقة لكن إصابته طفيفة. وتردد ان تبادلاً لإطلاق النار حصل بين الدورية وبين بعض الاهالي.
وحسب المقاطع المصوّرة التي وُزعت على مواقع التواصل الاجتماعي، فإنّ الشبان حاولوا إنقاذ الجنود قبل أن يأتي عناصر من الدفاع المدني لينتشلوا جثة السائق. وحضر الجيش اللبناني وفريق من اليونيفيل للتحقيق بالحادث، فيما نُقل القتيل والجرحى إلى أحد مستشفيات صيدا. والتحقيق سيتركّز مع الجنود الناجين عن سبب مرورهم في طريقهم إلى بيروت في هذه المنطقة، وعدم مشاركتهم الموكب الذي سلك الأوتوستراد.
وكشف مصدر قضائي لوكالة «فرانس برس»، أنّ «سبع طلقات من رشّاش حربي، اخترقت آليّةً تابعةً للكتيبة الإيرلنديّة وأصابت إحداها السّائق في رأسه من الخلف» . وذكر أنّ «السّائق توفّي على الفور، فيما ارتطمت العربة بعمود حديدي وانقلبت، ما أدّى إلى إصابة العناصر الثّلاثة الآخرين»، موضحاً أنّ «القضاء العسكري وضع يده على التّحقيق» .






أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024