منذ سنة | لبنان / الديار

كتبت "الديار" تقول: التأزم الاقليمي الايراني-السعودي الحاصل في المنطقة واتهام طهران للسعودية بالتدخل المباشر في شؤونها وفي تأجيج الاحتجاجات الشعبية يشير الى ان الدول العربية الواقعة تحت تاثير هاتين الدولتين، على غرار لبنان والعراق، ستكون ساحة للتجاذبات ولتصفية الحسابات. وبالتالي امام الشعب اللبناني ايام صعبة بما ان الكباش الاقليمي يحتدم يوما بعد يوم، فضلا عن الضغوطات الاميركية بهدف التضييق على حزب الله ومنع لبنان من الاستفادة من اي مساعدة ايرانية.

 

وعليه، الوضع الاقليمي يطغى على الداخل اللبناني، ما يؤكد ان الشغور الرئاسي سيطول، ولكن هذه المرة كلفته عالية خلافا للفراغ الذي حصل سابقا عام 2007 -2008 وبين عامي 2014-2016 بما ان لبنان يشهد انهيارا اقتصاديا يضرب كل مؤسساته ويهدد استمرارية كيانه.

وفي هذا الاطار تقوم فرنسا بجهود كبيرة لجمع الافرقاء اللبنانيين من اجل التوصل الى نتيجة على صعيد الاستحقاق الرئاسي وفقا لمصادر ديبلوماسية، والتي افادت للديار بأن باريس لمست العراقيل التي يضعها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل للانتخابات، ما اثار انزعاجها بما ان ذلك يؤخر التوصل الى حل.

في سياق متصل، هناك رغبة اميركية وسعودية وقطرية بمجيء قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية اللبنانية، انما المؤشرات لم تتضح حتى اللحظة بين هذه الدول، وعليه ستبقى حظوظ عون «في الانتظار» ان كان سيأتي رئيسا ام لا.

 

اما حلفاء السعودية في لبنان، ونظرا للتوتر السائد بين الرياض وطهران، فهم على مسافة من اي تسوية داخلية. من هنا، يرتكز اعلان رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع معارضته لانتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية ورفضه التعاون مع جبران باسيل وفقا لمصادر مطلعة. وخلاصة القول انه ما لم تتم تسوية سعودية-ايرانية، فالقوات اللبنانية وحلفاؤها لن يرضوا بأي تسوية لبنانية.

 

الثنائي الشيعي مستمر بالورقة البيضاء

مع استمرار انسداد الافق الرئاسي ومع تعثر الوصول الى توافق حول اسم محدد، تكشف اوساط قيادية في «الثنائي الشيعي» ان خيار الورقة البيضاء سيبقى حتى الوصول الى توافق مع الفريق الآخر.

وتشير الاوساط الى ان التوجه، وفق ما اعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله امس، الى اجراء حوارات ثنائية وثلاثية، هو خطوة بدأها رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر استمزاج آراء الكتل النيابية وايفاد موفد من قبله حيث التقى العديد من القيادات السياسية والدينية والنيابية.

 

المعارضة والموالاة وصلتا لحائط مسدود في انتخاب رئيس للجمهورية

وحول جلسات انتخاب رئيس للجمهورية، قالت مصادر مطلعة للديار انه بات واضحا ان الامور وصلت الى حائط مسدود. اولا عجزت المعارضة عن توحيد صفوفها والوصول الى عتبة 65 نائباً . ثانيا الموالاة ايضا لم تتمكن من توحيد صفوفها، إذ قالها علنا النائب جبران باسيل انه لن يدعم ترشيح سليمان فرنجية بعد لقائه امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في حين ان حزب الله غير قادر على انتقاء خيار رئاسي اخر دون باسيل بما ان الاخير لديه 20 نائبا.

 

باختصار، وصلت المعارضة والموالاة الى حائط مسدود.اما الخارج وتاثيره في الموضوع الرئاسي فمحدود حتى اللحظة حيث ان الولايات المتحدة التي مارست اقصى ضغوطها في ملف الترسيم لا تقوم بالمثل في ملف انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان. وتساءلت هذه المصادر عن كيفية الخروج من هذه الدوامة مبدية حذرها من حصول حوادث مدروسة او فوضى اجتماعية ضمن سقف معين تفضي الى دفع الاوضاع الى ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس. كما لفتت الى وجود سيناريو اخر لايجاد افق للاستحقاق الرئاسي عبر قيام الرئيس نبيه بري بالبحث عن مرشحين غير سليمان فرنجية واقناع حزب الله بها، وبالتالي يكون بري اخرج المقاومة من المأزق بما انها لم تتمكن من المضي في ترشيح فرنجية رئيسا وتتحرر من عناد باسيل في هذا المجال. كما اشارت المصادر المطلعة الى ان بكركي قادرة على ايجاد حل عبر حوار واسع يقرب وجهات النظر حول مرشحين للرئاسة.

 

هل تنجح قطر في اقناع واشنطن برفع العقوبات عن باسيل؟

الى ذلك، سعى النائب جبران باسيل في زيارته الى قطر الى محاولة رفع العقوبات الاميركية عنه عبر الوسيط القطري، على غرار ما فعلته الدوحة بين حركة طالبان وواشنطن. فهل تنجح قطر في مسعاها وتقنع الولايات المتحدة بازالة العقوبات عن رئيس التيار الوطني الحر؟

 

اوساط في محور المقاومة: لن يحصل الاميركي على اي تنازل مهما زاد العقوبات

وفي مجال آخر وبعد القصف الاميركي عبر طائرة مسيرة لقافلة نفطية ايرانية  كانت متجهة الى لبنان، على الحدود بين سوريا والعراق، تكشف اوساط في محور المقاومة لـ «الديار» ان خيار الرد على اي اعتداء يستهدف لبنان والمقاومة داخل لبنان او خارجه  مرتبط بقرار عسكري ميداني، رغم ان القرار السياسي هو الرد على اي اعتداء والقيام بعمليات ردعية مهما طال الزمن او قصر وفي اللحظة المناسبة.

 

وتشير الى ان الحصار الاميركي على لبنان والمقاومة ليس جديداً، ولن يغير في واقع الامر، ولن يحصل الاميركي على اي تنازل مهما زاد  العقوبات او تمادى في فرض الحصار وقطع الكهرباء والعملة الصعبة عن البلد ومنع مساعدة لبنان بقروض ميسرة او انجاز التوافق مع صندوق النقد الدولي وتسييله الى قرض يتراوح بين 3 و4 مليار دولار.

 

داعش مجددا في لبنان: هل المطلوب تحريكها لاهداف مرتقبة؟

وعلى الصعيد الامني وكشف خلايا تابعة لتنظيم داعش الارهابي فقد اعتبرت مصادر امنية ان زوال داعش في معظم مراكز نفوذها عند بروزها اضافة الى اضمحلال نفوذها في المنطقة، يشير في حال حصول اي حادث الى انه سيكون محدودا نتيجة اوضاع اجتماعية معينة، أو سيكون المطلوب تحريكها لاحداث بلبلة امنية تسهل عملية الاستحقاق الرئاسي.

 

هل ستلجأ كل بيئة في لبنان الى امنها الذاتي ؟

وفي الموضوع الامني ايضا تصدر موضوع الامن الذاتي مع تخوف اللبنانيين من حوادث امنية إذ إن المواطن لديه مخاوف مشروعة في لبنان في ظل الشح المالي وتراجع دور اجهزة الرقابة وفعالية الامن في ضبط كل السرقات او الجرائم. من هنا، انطلقت فكرة تقسيم بيروت امنيا والبدء من الاشرفية بذلك، ولكن مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى أكدت للديار ان لا خوف من تفكك امني واسع في البلاد حيث ان المحور الاميركي –الاوروبي-الخليجي يدعم الاستقرار في لبنان ويشدد على عدم انزلاق لبنان الى الفوضى الامنية، وفقا لمصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى. وخير دليل على ذلك دعم واشنطن المستمر والمتواصل للجيش اللبناني. اضف الى ذلك حزب الله كطرف اساسي في المعادلة اللبنانية يمنع اي تخريب امني لانه يعلم ان ذلك سيدمر الاستقرار الداخلي. كما ان المعارضة، على تعددها وتنوعها وصراعها السياسي مع الفريق الاخر، تعتبر ان الاستقرار في لبنان «النعمة» الوحيدة المتبقية بعد الانهيار المالي والاقتصادي الحاصل.

 

الحزب التقدمي الاشتراكي: نسعى لحوارات ثنائية بالتعاون مع الرئيس بري

بدورها، اوضحت مصادر قيادية في التقدمي أن الحركة التي يقوم بها الحزب التقدمي الاشتراكي من خلال جولة اللقاءات والاتصالات السياسية التي يجريها رئيس الحزب وليد جنبلاط والزيارات لموفدي الحزب إنما تهدف بشكل أساسي إلى محاولة خلق حالة توافقية توصل إلى اتمام استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية ووصول رئيس قادر على التواصل مع الجميع محليا وخارجيا، وإطلاق ورشة عمل حقيقية للإصلاح وانقاذ البلاد.

 

وتؤكد المصادر ان الاتصالات ستستمر دون كلل، لأن القناعة لدينا بأن لا مجال للخروج من الأزمة الا بالحوار الجاد الذي يقتضي خروج الجميع من حالة التمترس والانفتاح على النقاش.  وتشدد المصادر على أن الحوار لا بد أن يحصل، وللأسف فعلا لم يتجاوب الجميع مع الدعوة التي كان ينوي توجيهها الرئيس نبيه بري، ولكن رغم ذلك فإن المصادر تشير إلى أن التقدمي سيحاول على قدر ما يستطيع ان يخلق حركة حوارية ولو ثنائية بالتعاون مع الرئيس بري وبالتواصل مع الجميع لكي يتأمن الجو المناسب للتوافق على شخص رئيس الجمهورية الجديد، ما دام اي من الافرقاء غير قادر بمفرده على حسم وصول رئيس الجمهورية بمفرده.

 

القوات اللبنانية: على تنسيق دائم مع التقدمي وانتخاب رئيس لا يحتاج الى حوار

من جهتها، اكدت مصادر القوات اللبنانية انها على تنسيق وتشاور دائم مع الحزب التقدمي الاشتراكي في الملف الرئاسي ولديهما المرشح نفسه وهو النائب ميشال معوض، مشيرة الى ان الحزبين على تفاهم تام حول هذه النقطة. وتابعت ان التشاور مفاده تمتين جبهة المعارضة وكيفية رفع نسبة الاصوات لمعوض، وهذا ما يتحقق بعد كل جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية نتيجة الاستراتيجة المعتمدة، وهي الوصول الى نصف زائد واحد، ما يخلق دينامية رئاسية مختلفة، وحيث يكون انتقل الاستحقاق الرئاسي الى «لبننة رئاسية « وصار بالامكان الاتيان برئيس صنع في لبنان.

 

وشددت المصادر القواتية على ان ضغط الكنيسة التي تحمل مسؤولية فريق بتهريب الجلسات لعدم انتخاب رئيس للجمهورية الى جانب ضغط الرأي العام الذي سيرى ان هناك فريقا يعطل الاستحقاق الرئاسي، كما ان ضغطا دوليا على المعطلين سينتج رئيسا للجمهورية «صناعة لبنانية محض».

 

اما عن الدعوة للحوار حول انتخاب رئيس للجمهورية جديد، فقد اعتبرت القوات اللبنانية الانتخابات مسألة ديموقراطية وليست حوارية تحصل في مجلس النواب ضمن الآليات الدستورية وليس على طاولة حوار. ولفتت المصادر القواتية الى انه صحيح هناك تباين حول الحوار بيننا وبين الحزب التقدمي الاشتراكي، ولكن هناك تفهم مشترك في الوقت ذاته على ان اي حوار سيحصل بين دورة انتخابية واخرى، ولذلك الرئيس بري مدعو الى عدم اقفال الدورات الانتخابية والاكتفاء بجلسات فولكلورية. واضافت القوات ان بري يجب ان يدعو الى دورات مفتوحة بما يشكل ضغطا على النواب لانتخاب رئيس للجمهورية.

 

وبالنسبة لما قاله رئيس القوات سمير جعجع برفضه انتخاب سليمان فرنجية وعدم رغبته بالتعاون مع باسيل، اوضحت المصادر للديار ان موقف القوات لا يرتبط باشخاص بل بمشروع سياسي، واليوم نحن ضمن محورين سياسيين مختلفين، وباسيل وفرنجية ينتميان الى خط 8 اذار . والوزير السابق سليمان فرنجية هو صاحب تعبير «الخط» السياسي و»خط 8 اذار»، ولذلك لا يمكن ان تؤيد القوات مرشحا رئاسيا ينتمي الى محور الممانعة.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024