قالت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية إن فوز لولا دا سيلفا في الانتخابات البرازيلية على نظيره اليميني المتطرف، جايير بولسونارو، "شجَّع الاتحاد الأوروبي على إحياء علاقاته بالبرازيل بشأن تغير المناخ وإزالة الغابات والتجارة".
وأضافت الصحيفة أنّ الرئيس الجديد، دا سيلفا، يسعى أيضاً، في الوقت نفسه، للحصول على "صفقة تجارية مبكّرة مع الاتحاد الأوروبي". لكن، وفق "بوليتيكو"، فإن "بروكسل تريد تعهدات من البرازيل بشأن البيئة أولاً".
وذكرت الصحيفة أن "بروكسل لديها طموحات كبيرة في أميركا اللاتينية، وتحتاج إلى تنويع التدفقات التجارية الخاصة بها، بعيداً عن روسيا، وبدرجة أقلّ الصين".
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، رحَّبت بوصول لولا إلى السلطة، وقالت، في تغريدةٍ لها: "أتطلع إلى العمل معكم لمواجهة التحديات العالمية الملحّة، من الأمن الغذائي إلى التجارة وتغيّر المناخ".
لكن بروكسل، بحسب "بوليتيكو"، قد تُضطر إلى الانتظار خلف روسيا والصين، "اللتين تسعيان لتعزيز نفوذيهما في المنطقة"، وخصوصاً بعد أن توترت العلاقات بين برازيليا وبكين في عهد بولسونارو. وسريعاً، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، بعد فوز لولا، أن الصين "تريد رفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع البرازيل إلى مستوى جديد".
وأوضحت الصحيفة أنّ "التعاون الوثيق لن يؤدي إلى تسهيل التجارة بين الاقتصادات في جانبي المحيط الأطلسي فحسب، بل سيكون أيضاً مفتاحاً لبروكسل لتكون أقل اعتماداً على المواد الصينية الخام، الأمر الذي يعزّز تحولها نحو الطاقة النظيفة".
وأكد المقال أنّ "أكثر الخطوات الملموسة، والتي يمكن أن يتخذها الاتحاد الأوروبي، هي أن يقوم أخيراً بإعادة ربط الاتفاق التجاري بينه وبين كتلة "ميركوسور" في أميركا اللاتينية، والمكونة من البرازيل والأرجنتين وأوروغواي وباراغواي".
وكان الاتحاد الأوروبي هنّأ لولا دا سيلفا بفوزه في الانتخابات الرئاسية البرازيلية. وقال مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في تغريدة في موقع "تويتر": "أتشوق إلى العمل معكم من أجل دفع العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والبرازيل مع حكومتكم والبرلمان الجديدين".
وأملت موسكو، في بيانٍ بشأن نتائج الانتخابات الرئاسية في البرازيل، استمرارَ سياسة تعزيز التعاون مع الأخيرة، بما في ذلك التعاون في الأمم المتحدة، ومجموعة "بريكس"، و"مجموعة العشرين".
