باقٍ من المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية 58 يوما، فيما مفتاح الاستحقاق الرئاسي ضائع في مغارة المجهول. ولأنّ هذه المغارة مقفلة بشيفرة سياسية مبعثرة رموزها بين مكونات سياسية تعاني ذروة التصادم والانقسام، ليس من سبيل سوى الاستعانة بشخصية تشبه «علي بابا» بطل واحدة من حكايات الف ليلة وليلة، لينطق بتلك الجملة السحرية «افتح يا سمسم»، لينشقّ باب المغارة ويُنتشل مفتاح الرئاسة من أعماقها. ولكن من هو هذا الـ«علي بابا»؟ ومن أين سياتي؟ وهل هو موجود أصلاً؟ وإن كان موجوداً، هل سيقبل بأن يعيّن أطرافاً لا يعيّنون أنفسهم؟!

وقالت المصادر: كان الرهان وما يزال على برنامج تعاون بين لبنان وصندوق النقد الدولي، وأحد شروط صندوق النقد إقرار قانون الكابيتال كونترول، وعدم اقرار هذا القانون معناه ان لا برنامج تعاون مع صندوق النقد. والاخطر من ذلك أنّ عدم وجود هذا القانون معناه أنّ الاحتياط المتبقّي من العملات الاجنبية في مصرف لبنان سيذوب نهائياً، والنتيجة الحتمية هنا هدم لبنان.

 

ولفتت المصادر إلى أنّ ما حصل في جلسة اللجان النيابية المشتركة قبل يومين ارسل إلى الصندوق واحدة من أسوأ الاشارات السلبية، والتي اكدت ان لا توجّه جدياً إلى إقرار مثل هذا القانون. بل اكدت في الوقت ذاته أنّ ما يحكم البلد هو سياسة النكايات والكيديات حتى على الامور التي تعني الشعب اللبناني.

 

وأضافت المصادر: أنظروا الفرق بين الدول المسؤولة والدول اللامسؤولة، فبعد مضي شهر على أزمة طاحنة شهدتها سيريلانكا، تم توقيع برنامج تعاون بينها وبين صندوق النقد الدولي. وبعد فترة قصيرة على أزمة مماثلة شهدتها باكستان، تم منذ أسبوع توقيع برنامج تعاون بين الباكستان والصندوق، وأما في لبنان فمنذ حوالى ثلاث سنوات من أزمة طاحنة تعصف به لم نقترب ولو متراً واحداً من توقيع برنامج تعاون مع صندوق النقد الدولي.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024