وفقا لمجلة "PNAS" يمكن لاشعال النار بالعصا والحجر وما تخلفه من دخان ورماد نتيجة للاحتراق أن يتعب الرئة وأن يتسبب بمرض السل .

وتعد بكتيريا السل العامل الأساسي المسبب لمرض السل، وتعرف هذه البكتيريا باسم "عصية كوخ" نسبة لروبرت كوخ الذي اكتشفها في نهاية القرن الـ19 مما أدى إلى ظهور أول لقاح ضد مرض السل فيما بعد.

ويودي مرض السل بحياة الملايين كل عام، ويعتبر السبب الرئيسي بحسب المؤرخين في موت 90% من الهنود الحمر، بعد وصول المهاجرين الأوروبيين محملين بهذا المرض إلى القارة الأمريكية.

ورغم ظهور لقاحات لمرض السل، إلا أنه لا يزال أحد أكثر الأمراض المعدية انتشارا بين الناس.

وكشف دارين كارنو وزملاؤه من جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني استراليا قصة ظهور هذا المرض، وربط ظهوره بالتطور الثقافي للبشرية من خلال تحليل التغيرات في حياة البشرية منذ وقت ظهور مرض السل، أي ما يقارب 70 ألف سنة مضت.

ويعتبر اكتشاف النار وبداية استخدامها لأغراض التدفئة والطهي وصد الحيوانات المفترسة في تلك الحقبة أهم اكتشاف على الإطلاق. وبحسب آخر الدراسات، بدأ الناس في استخدام النار  قبل 300-400 ألف سنة.

ويقول كارنو: بالإضافة إلى الجوانب الإيجابية تمتلك النار جانبا سلبيا كبيرا وهو الدخان والرماد الناتجان عن الحرائق، خصوصا في الكهوف وغيرها من الأماكن المغلقة، وهذا يؤثر على الرئتين بطريقة مباشرة ويضعف مناعتهما.

ووجد الباحثون من خلال دراساتهم أن بعض القبائل التي استخدمت النار قديما كانت أكثر عرضة لالتهابات الرئة من غيرها.

ولخص كارنو وزملاؤه فكرتهم في أن تجمع البشر سابقا حول النار طلبا للدفء زاد نسبة العدوى بينهم بسبب اقتراب بعضهم من بعض، حيث أن بكتيريا مرض السل تجد لنفسها مكانا مناسبا للتطور داخل الرئة الضعيفة.

الجدير بالذكر هنا أن العديد من الأمراض المعدية في عصرنا، تنتشر بنفس الطريقة عن طريق التجمعات والعدوى.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024