منذ سنتين | حول العالم / أ ف ب


بلغ الإعصار إيدا اليابسة في لويزيانا الأحد، بعد ستة عشر عاماً تماماً من الإعصار كاترينا المدمر، مصحوباً برياح وصلت سرعتها إلى 240 كيلومتراً في الساعة، ما يجعله واحداً من أكثر الأعاصير قوة في هذه الولاية خلال العقود الاخيرة.

وكتب حاكم الولاية جون بل إدواردز على تويتر: "أعثروا على المكان الأكثر أمانا في منزلكم ولازموه حتى عبور العاصفة".

وبدأت تداعيات إيدا تتجلى بانقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من 120 ألف منزل ظهر الأحد، وفق موقع متخصص، فيما ارتفع مستوى المحيط بواقع متر ونصف متر عن معدله الطبيعي في أماكن عدة، بحسب المركز الاميركي للاعاصير.

وكان الحاكم صرح في وقت سابق لشبكة "سي ان ان" بأن "الساعات 24 إلى 36 المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة إلينا هنا في لويزيانا"، مبدياُ اعتقاده أن نظام السدود المكلف الذي وضع بعد الاعصار كاترينا المدمر العام 2005 "سيصمد".

وفي نيو أورلينز كبرى مدن الولاية التي شهدت صباح الأحد أمطاراً غزيرة ورياحاً عاتية، تحصّنت غالبية المحال التجارية بألواح خشب وأكياس رمل.

وفي أحد أحياء شرق المدينة، كان بعض السكان ينهون استعداداتهم، وانهمك تشارلز فيلدز في جمع كل أثاث حديقته داخل منزله وقال: "لست واثقاً من أنني مستعد لكن المواجهة لا مفر منها".

وأضاف فيلدز الذي عاش معاناة الإعصار كاترينا وتجاوز ارتفاع المياه داخل منزله ثلاثة أمتار يومها، "سنرى كم سنصمد".

وعلى بعد 130 كيلوكتراً، في العاصمة باتون روج، أعلن حظر للتجول يشمل كامل أقسام المدينة الواقعة غرب نهر ميسيسيبي، وذلك اعتباراً من ليل الأحد حتى فجر الإثنين.

ونبه جون بل ادواردز السبت الى أن إيدا سيكون "أحد أقوى الأعاصير التي ضربت لويزيانا منذ العام 1850 على الأقل".

وأكدت الأرصاد الجوية الأميركية وجوب عدم الخروج من المنازل، موصية السكان بملازمة غرفة واحدة من دون نوافذ في الساعات ال24 المقبلة.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن في كلمة متلفزة بعد ظهر السبت، إرسال مئات الخبراء للتدخل بشكل عاجل وتحضير احتياطات من المياه والطعام ومولدات الكهرباء.

وباتت السلطات المحلية والصليب الأحمر ومنظمات أخرى مستعدة لفتح "عشرات الملاجئ لما لا يقل عن 16 ألف شخص"، وفق ما أفاد البيت الأبيض الأحد.

ومع ارتفاع درجة حرارة سطح المحيطات، باتت الأعاصير أكثر شدةً، بحسب العلماء، وصارت تشكل خصوصاً خطراً متزايداً على سكان المناطق الساحلية ضحايا ظاهرة الأمواج العاتية التي يضخمها ارتفاع مستوى مياه المحيطات.

والمفارقة أن الإعصار يهدد منطقة في حالة تأهب صحية، فقد ضربت المتحوّرة دلتا لويزيانا التي لم تلقّح سوى نسبة قليلة من سكانها، ما أضعف نظامها الاستشفائي مع نحو 2700 مصاب في المستشفيات وعدد وفيات يعادل الحصيلة التي كانت تُسجّل في ذروة تفشي الوباء.

وقال بايدن معلناً حال الطوارئ في لويزيانا: "إذا كان عليكم التوجه إلى ملجأ، تأكدوا من أنكم تضعون الكمامة وحاولوا أن تحافظوا على التباعد".


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024