منذ سنتين | صحف / الجمهورية

 بات من المسلّم به لدى الجميع في الداخل والخارج، أنّ أفق لعبة ‏المصارعة السياسية والشخصيّة المحتدمة على حلبة التأليف مسدود ‏بالكامل، وانّ كل الاسلحة السياسية والاتهامات والتهجّمات والإهانات ‏الشخصية التي استخدمها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ‏والرئيس المكلّف سعد الحريري ومن خلفهما "التيار الوطني الحر" ‏و"تيار المستقبل"، في هذه اللعبة، لم تؤدِّ إلّا الى تهشيم صورتهما ‏وهيبتهما، كما لم تمكّن، وبالتأكيد لن تمكّن، أياً منهما من أن يلوي ذراع ‏الآخر، أو يخضعه لمشيئته ويرغمه على القبول بشروطه ومعاييره في ‏تشكيل الحكومة.‏
‏ ‏
‏ ‏
استنفد الرئيسان الشريكان في تأليف الحكومة كلّ أسلحتهما في ‏معركة محسومة النتائج سلفاً؛ خاسرة لكليهما، ولن تغيّر في واقع ‏التأليف شيئاً، بل على العكس زادت من الاهتراء الداخلي، ودفعت الى ‏مزيد من التشويه للحياة السياسية في لبنان. هذه الصورة المشوّهة ‏باتت جلية امام الجميع، وباتت توجب بالحدّ الادنى ان يعترف الرئيسان ‏بهذه الحقيقة، ولا يغطيانها بالإمعان في سياسة الهروب الى الامام ‏وتقاذف مسؤولية تعطيل تأليف الحكومة، بل يتبعان هذا الاعتراف ‏باعتماد الواقعية والتوجّه معاً ومن دون أي ابطاء، الى التفاهم على ‏حكومة تنصرف الى وضع البلد على سكة الإنقاذ والانفراج.‏
‏ ‏
المبادرة قائمة .. ولكن
وربطاً بانسداد افق صراع الرئيسين، جاءت مبادرة رئيس مجلس النواب ‏نبيه بري لتحدّد المسار الذي ينبغي سلوكه في اتجاه التفاهم بين عون ‏والحريري، والشرط الاساس لهذا التفاهم، هو اقتناع الرئيسين بأنْ لا ‏رابح بينهما من استمرار هذه اللعبة، بل ثمة خاسر وحيد هو البلد. ‏وعلى قاعدة "كثر الدقّ يفك اللحام، وانّ الجهد المتواصل كفيل ببلورة ‏حلول ومخارج وتذليل أيّ عقبات"، تكمّل مبادرة بري في الاتجاه الذي ‏رسمه رئيس المجلس، وهو يعتبر أنّ فرصة بلوغ تفاهم بين عون ‏والحريري لم تفت بعد، وليس امام الجميع سبيل سوى التفاهم.‏
على أنّ الصورة في مقابل الزخم الإضافي الذي أضفاه رئيس ‏المجلس على مبادرته، ودفع الاتصالات التي يجريها بوتيرة سريعة ‏والتي تكثفت في الساعات الاخيرة على خط عين التينة - بيت الوسط، ‏وعلى خط الثنائي الشيعي والقصر الجمهوري ورئيس "التيار الوطني" ‏جبران باسيل، لا تشي حتى الآن بتبدّل في مواقف الرئيسين عون ‏والحريري، حيث لم يقدّم أي منهما ما يمكن اعتبارها استجابة جديّة ‏لمبادرة رئيس المجلس، تترجم الرغبات التي يبديانها في المجالس ‏المغلقة بالتفاعل الإيجابي معها.‏
‏ ‏
تضييع وقت
الواضح، بحسب معلومات موثوقة لـ"الجمهورية"، انّ حركة الاتصالات ‏ما زالت تدور في حلقة مفرغة، وعالقة عند الشروط ذاتها التي تعدم ‏امكانية التفاهم. وعلى نحو يؤكّد وجود رغبة خفيّة في سدّ كل الابواب ‏المؤدية الى انفراج، وبالتالي إبقاء الوضع الحكومي على ما هو عليه ‏من توتر وتعطيل.‏
وفي هذا السياق، قالت مصادر مطلعة على أجواء الإتصالات الجارية ‏لـ"الجمهورية": "كل الطرق المؤدية الى صياغة تفاهم بين عون ‏والحريري ما زالت مقفلة بالكامل، ويبدو ان لا نيّة لدى اي منهما في ‏فتحها، والواضح امامنا الفرصة التي اتاحتها مبادرة الرئيس بري، تواجَه ‏بلعبة تضييع وقت متعمّدة من قِبل الشريكين في تأليف الحكومة، ‏في الوقت القاتل الذي لم يعد فيه البلد يملك ترف تضييع الوقت. ‏وتبعاً لذلك، لسنا واثقين من إمكان إحداث ثغر في "الجدار العدائي" ‏الفاصل بينهما، لا الآن ولا في أي وقت لاحق، إلّا اذا حصل طارئ ما ‏يضغط على عون والحريري ويرغمهما على التفاهم مكرَهين".‏
‏ ‏
الإستعانة بصديق!‏
اللافت للانتباه في هذا السياق المعطّل، هو ما ظهر في موازاة ‏مبادرة رئيس المجلس، وتبدّى، وفق معلومات موثوقة لـ"الجمهورية"، ‏في حضور مفاجئ لـ "صديق مشترك" على خط الاتصالات الجارية ‏‏(ثمة من ردّد اسم رجل أعمال بارز)، بهدف تضييق الهوة بين عون ‏والحريري، وبناء جسر تواصل بين الحريري ورئيس "التيار الوطني". ‏وفيما لم تكشف مصادر المعلومات من استدعى هذا "الصديق ‏المشترك" الى هذا الحضور، وحجم الدور الذي يمكن أن يلعبه، أكان ‏عبر اتصالات مباشرة يجريها مع "صديقيه" الحريري وباسيل او غير ‏مباشرة، الاّ انّها لفتت الى انّ جهات سياسية مسؤولة تراقب هذا ‏المستجد، وتترقب ما سيسفر عنه.‏
‏ ‏
‏"أمل": عنترية وشعبوية
الى ذلك، انتقدت "حركة أمل" ما سمّته "تباري المسؤولين عن تشكيل ‏الحكومة العتيدة في خطابات وبيانات (عنترية) وشعبوية لا تحقق ‏حتى مصالحهم ولا اهدافهم، وبالتأكيد تغيب عنها مصلحة الوطن ‏الذي وصل حدّ الانهيار وآخر الدرك". وأكّدت "أمل" في بيان لمكتبها ‏السياسي أنّه "مجدداً وتكراراً، يكفي الوطن مهاترات ومكابرة وعناداً غير ‏مجدٍ، خصوصاً وانّ المدخل الاساس لبوابة البدء بالعمل لخلاص ‏الوطن وناسه من الازمات المتوالدة، قد فتحه الرئيس بري بمبادرة ‏انقاذية، من خلال طرح تشكيل حكومة تُوقف الانهيار وتتصدّى للأزمات ‏المتراكمة والمتناسلة التي يعيشها اللبنانيون. هذه المبادرة التي ‏يعمل الرئيس بري على تفعيلها وتزخيمها بإتصالات ولقاءات ‏ومشاورات، متحمّلاً كرة النار بثقة وثبات وحكمة، وقيادة للوطن ‏للخروج من الأزمات التي يتخبط بها منذ سنوات، هذه المبادرة التي ‏اجمع الداخل اللبناني والخارج العربي والدولي على صحتها وضرورتها، ‏لأنّها تشكّل (مبادرة لبنان) المبنية على المعيار الوطني حصراً، تحتاج ‏الى اسراع المعنيين بتشكيل الحكومة الى ملاقاة مبادرة الفرصة ‏الاخيرة من دون إضاعة الوقت ووقف الابتزاز السياسي وتحديد ‏الحصص الوزارية، وكأنّ الناس تهتم بعدد الوزراء او وزاراتهم، لأنّه من ‏خلالها يمكن إنجاز تأليف الحكومة التي ينتظرها الكثير من التحدّيات ‏التي تبدأ بالاصلاحات التي تمكّن لبنان من إعادة هيكلة اقتصاده ‏ومؤسساته لتقوم بدورها في وقف الهدر والفساد وإعادة عجلة ‏المؤسسات الى الدوران، بما يحقق نهوضاً للوطن ويبني شبكة امان ‏للمواطن على الصعد كلها، تقيه الخوف على المستقبل. لأنّ البديل ‏هو الانحدار السريع نحو الفوضى وانهيار الخدمات العامة وصولاً الى ‏الانهيار الشامل".‏
‏ ‏
فرصة ثمينة
على انّ المشهد الداخلي شهد اخيراً ما يمكن اعتبارها فرصة دولية ‏ثمينة جداً للبنان، تلقي على الشريكين في تأليف الحكومة مسؤولية ‏التقاطها والاستفادة منها، باعتبارها تفتح ثغرة كبرى في افق الازمة.‏
هذه الفرصة الثمينة يتيحها البنك الدولي، عبر وفده الرفيع المستوى ‏الموجود في لبنان منذ الاسبوع الماضي، وعقد سلسلة اتصالات ‏ولقاءات مع سياسيين ووزراء واقتصاديين ورؤساء لجان نيابية، ‏واستكملها بالامس بلقاء مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب.‏
وعلمت "الجمهورية"، انّ الاتصالات التي اجراها وفد البنك الدولي ‏كانت غاية في الأهمية، وخلصت الى ما يلي:‏


‏- أولاً، أكّد وفد البنك الدولي على انّ وضع لبنان اصبح محزناً، وعبّر ‏مسؤول كبير في الوفد بقوله: "اشعر بأسى بالغ على لبنان، انا اعرف ‏هذا البلد، لم أصدق ما رأيت، هل هذا هو لبنان؟! هل هذه هي بيروت ‏التي نعرفها نابضة بالحياة. مؤسف جداً ان تصلوا الى هذا الوضع".‏


‏- ثانياً، "ازاء هذا الوضع الذي يعاني منه لبنان، نحن لن نقبل بأن ‏يسقط لبنان، كما لن نسمح بأن يجوع اللبنانيون. ولسنا نفهم لماذا لا ‏يتمّ تشكيل حكومة. هناك مشاريع جاهزة للتنفيذ نفذوها، وهناك قرض ‏الـ246 مليون دولار، فاستفيدوا منه وعجّلوا به، ونحن حاضرون أن نقدّم ‏اكثر".‏


‏- ثالثاً، قدّم الوفد التهاني للبنان بالنجاح الذي حققه في مجال التلقيح ‏ضد فيروس كورونا. واكّد "انّ لدينا تقديراً عالياً للبنان حول كيفية ‏تعامله مع هذا الامر".‏


‏- رابعاً، عكس ما اكّد عليه وفد البنك الدولي، ان لا حصار على لبنان ‏على الاطلاق. بل على العكس من ذلك، كل المناخ الدولي ومن دون ‏استثناء متعاطف مع لبنان، وتتصدّره الولايات المتحدة الاميركية التي ‏تشجع على تشكيل حكومة، وادارة جو بايدن متعاطفة مع هذا البلد ‏خلافاً لكل ما يُقال. وبالتالي لا وجود لأي عامل ضاغط على لبنان في ‏الملف الحكومي او غيره، بل ثمة استعداد لدى كل المجتمع الدولي ‏لتقديم المساعدات الفورية للبنان، شرط تشكيل حكومة تباشر برنامج ‏انقاذ واصلاحات للبنان.‏


‏- خامساً، الأزمة في لبنان بلغت حداً خطيراً جداً، الّا انّ امكانية علاج ‏هذه الازمة ما زال ممكناً، عبر المسارعة الى تشكيل حكومة.‏
وفي هذا السياق، ينقل مشاركون في لقاء الوفد، انّ مسؤولي البنك ‏الدولي، اكّدوا على ما حرفيته: "ساعدوا انفسكم نساعدكم فوراً". وكرّر ‏اكثر من مرة قوله " ‏help yourself‏"، والخطوة الاولى هي تشكيل ‏الحكومة. لقد اوحوا لنا بكل صراحة بأنّ لبنان غارق في رمال متحرّكة، ‏وانّ البنك الدولي يمدّ يده الى لبنان ليسحبه من هذه الرمال، وليس ‏عليكم في لبنان سوى ان تتلقفوا هذه اليد، اي ان تستجيبوا وتشكّلوا ‏حكومة.‏
‏ ‏
‏3 مليارات
‏- سادساً، اكّد الوفد على انّ السبب الجوهري للأزمة في لبنان هو ‏مشكلة الكهرباء. وذكّروا بالنصائح التي أُسديت وبالتحذيرات التي سبق ‏ان وجّهها البنك الدولي على مرّ السنوات الماضية، من تفاقم الازمة ‏ما لم يتمّ اصلاح قطاع الكهرباء. وثمة لقاء عقده مسؤولو البنك ‏الدولي في فندق الفينيسيا في بيروت في العام 2012، ووجّهوا خلاله ‏تحذيراً مفاده انّ قطاع الكهرباء إن بقي من دون اصلاح وعلاج سيُفلس ‏لبنان، ومع الاسف لم تتمّ اي معالجة جدّية، والنتيجة يلمسها ‏اللبنانيون اليوم.‏
والأهم في ما اكّد عليه وفد البنك الدولي، انّه في الماضي قلنا ‏للبنانيين اسرعوا في معالجة قطاع الكهرباء، ونحن على استعداد لكي ‏نوفّر لكم ملياري دولار، واما اليوم فنكرّر هذه الدعوة ونشدّد على انّ ‏على لبنان ان يشرع فوراً في اصلاح قطاع الكهرباء، والبنك الدولي ‏على استعداد لأن يوفّر للبنان 3 مليارات دولار. وطبعاً هذه العملية ‏تتطلب وجود حكومة تضع خطة وتطبّقها، ابتداء من تعيين فوري ‏للهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء.‏


يُشار هنا، الى انّ ما اكّد عليه مسؤولو البنك الدولي حيال ملف ‏الكهرباء، كان قد اكّد عليه سفير الاتحاد الاوروبي في لبنان خلال اجتماع ‏للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، حيث قال ما حرفيته: "انا ‏هنا لا اتحدث فقط بإسمي الشخصي ومن موقعي كسفير للاتحاد ‏الاوروبي، بل اتحدث بإسم مجموعة الدعم الدولية للبنان، واقول انّ ‏المطلوب من لبنان هو ثلاثة امور، الاول، معالجة جذرية لملف ‏الكهرباء، ويجب ان يتمّ ذلك بسرعة، لأنّ هذا الامر سيغرقكم ويفلسكم. ‏والثاني، انجاز قانون الشراء العام. والثالث انجاز قانون استقلالية ‏القضاء". وعُلم في هذا السياق، انّ رئيس المجلس يعطي اولوية ‏كبرى لإقرار قانون الشراء سريعاً في مجلس النواب، وكذلك الامر ‏بالنسبة الى استقلالية القضاء، الذي سيُطرح بعد ايام قليلة على ‏لجنة الادارة والعدل تمهيداً لاحالته الى الهيئة العامة للمجلس واقراره.‏
‏ ‏
عون .. سلفة؟!‏
في السياق المتصل بالكهرباء، جرى الاعلان امس، عن انّ الرئيس عون ‏وافق على استصدار الموافقة الاستثنائية لفتح اعتمادات مستنديّة ‏لشراء المحروقات لزوم مؤسسة كهرباء لبنان، وذلك من خلال اعطاء ‏سلفة خزينة للمؤسسة استناداً الى القانون الذي اقرّه مجلس النواب ‏بإعطاء مؤسسة الكهرباء سلفة خزينة لشراء محروقات بحدّ اقصى قدره ‏‏300 مليار ليرة.‏
وكان الرئيس عون اثار هذه المسألة مع رئيس حكومة تصريف الاعمال ‏الدكتور حسان دياب ووزير المال في حكومة تصريف الاعمال غازي ‏وزني، وخلال الاجتماع المالي الذي عُقد الاسبوع الماضي مع حاكم ‏مصرف لبنان رياض سلامة، بهدف ازالة العقبات التي ادّت الى تأخير ‏اصدار سلفة الخزينة لمؤسسة الكهرباء.‏
‏ ‏
طبخة على النار
في سياق آخر، لم يأتِ إقرار اقتراح قانون الكابيتال كونترول امس في ‏لجنة المال والموازنة في ظروف طبيعية، لكي يُقال انّه خطوة في ‏الاتجاه الصحيح، ولو جاءت متأخّرة. ما حصل انّ الاقتراح يزيد ‏الالتباسات والريبة، سواء لجهة امكانية اقراره لاحقاً في مجلس النواب، ‏أو لجهة قدرة المصارف على تنفيذه. بالاضافة الى انّ المناخ الذي ‏ساد الإقرار أشبه بحلبة ملاكمة او سباق بين اللجنة النيابية ومصرف ‏لبنان، الذي سبق أن رسم الخطوط العريضة لكابيتال كونترول خاص ‏به.‏
هذا الاشتباك يؤدي الى إضفاء اجواء من الشكوك والريبة والضياع ‏لدى المواطنين، الذين يتوقعون خطوات عملية واضحة تساعدهم في ‏تسيير شؤونهم الحياتية، وسحب الاموال من ودائعهم، وضمان العدالة ‏في التحويلات الضرورية الى الخارج. والأهم الإبقاء على شعلة الامل ‏في استعادة ودائعهم في المستقبل.‏


ومن المفارقات النافرة، انّ اقتراح الكابيتال كونترول، والذي يُفترض ان ‏يستند بشكل أساسي الى الأرقام والقدرات لكي يكون قابلاً للتنفيذ، ‏أقرّته لجنة المال والموازنة من دون توفّر المعطيات الضرورية، ‏واستندت الى سقوفات السحوبات التي أوردها مصرف لبنان في قراره ‏التمهيدي، بانتظار إصدار التعميم الرسمي المفصّل!‏
ومن الاشكاليات التي تحتاج الى توضيحات، هل يعني تطبيق قانون ‏الكابيتال كونترول في حال اقراره في المجلس لاحقاً، الغاء مفاعيل ‏تعميم مصرف لبنان، ام انّ هذا لا ينفي ذاك، على اعتبار انّ القانون ‏هو لضبط التحويلات وتحديد سقوف السحوبات لجميع المودعين، في ‏حين انّ تعميم مصرف لبنان يهدف الى تنفيذ خطة لإعادة قسم من ‏الودائع، ويستهدف فئة محدّدة تستطيع ان تستفيد منه، هي تلك ‏التي كانت تملك حسابات بالدولار في تشرين 2019، وحافظت على ‏هذه الدولارات او على قسم منها في حساباتها حتى آذار 2021.‏
في المحصلة، بين اقتراح القانون والقرار والتعميم ضاع المواطن، ‏وهناك شعور بأنّ كثرة الطباخين سوف تحرق الطبخة، خصوصاً انّ ‏الطباخين المتحمسين يعرفون انّ المكونات الاساسية غير متوفرة، ‏ويحرّكون البحص في الوعاء لإيهام الجائعين بأنّ الطبخة على النار.‏
‏ ‏
كنعان
وفي السياق، اعتبر النائب ابراهيم كنعان أنّ "القانون هو باب ‏تشريعي، ومن شأنه تأمين العدالة للمودعين وتنظيم العلاقة بين ‏المصارف وزبائنهم بشكل سليم وبعيداً من الإستنسابية. ويهدف هذا ‏القانون الى تنظيم الفوضى التي كانت سائدة من خلال قانون واضح ‏استثنائي ومؤقت".‏
وعمّا اذ كان مشروع قانون "الكابيتال كونترول" يتعارض مع التعميم ‏الصادر عن مصرف لبنان، قال كنعان لـ "الجمهورية": "القانون هو ‏السقف الأعلى، الذي يجب أن ينتظم تحته أيّ تعميم يصدر".‏
وعمّا إذا كان القانون سيُطبّق أم سيقبع في أدراج اللّجان، اعتبر كنعان ‏أنّ القانون سيُدرس في لجنة الإدارة والعدل، ليسلك بعدها طريقه ‏الى اللّجان المشتركة أم الى الهيئة العامة. لكنّ الأمور لن تأخذ وقتاً ‏طويلاً لأنّ العمل الأساسي قد أُنجز في لجنة المال، فكما هو معلوم ‏التشريعات المالية تُدرس في اللجان المالية وبالتالي ما هو أساسي قد ‏أُنجز، يبقى ان تكون الإرادة السياسية موجودة".‏
وعمّا اذا كان انجاز المشروع جاء "كترضية" للمودعين قبيل الإنتخابات ‏النيابية، لفت الى انّ "لا رابط ولا علاقة بين الأمرين، لأنّ هدف القانون ‏واضح، وهو رعاية العلاقة بين المصارف والمصرف المركزي ‏والمصارف والمودعين، وإعادة جزء من حقوقهم، ووقف الإستنسابية، ‏وفرض المساواة بين الجميع والحفاظ على ليرتنا".‏
وعن امكانية تطبيقه من قِبل المصارف، أكد كنعان أنّ إتفاقاً حصل مع ‏مصرف لبنان، وقد انتظرنا كل هذا الوقت لنتأكّد من المعطيات المالية ‏الرقمية والرسمية، ومن الكلفة الإجمالية وإمكانية الدفع قبيل الجلسة ‏التشريعية.‏
‏ ‏
قائد الجيش
من جهة ثانية، برزت امس، زيارة قام بها قائد الجيش العماد جوزف ‏عون الى السفير السعودي في لبنان وليد البخاري في دارته في اليرزة. ‏وكان لافتاً انّ المعلومات الرسمية اكتفت بالاشارة الى حصول اللقاء ‏فقط، من دون ان تتطرق الى مواضيع البحث والغاية من هذا اللقاء ‏في هذا التوقيت بالذات.‏
‏ ‏
لقاء بكركي
على صعيد آخر، وفي خطوة وصفتها مراجع روحية لـ "الجمهورية" ‏بأنّها تحضير للقاء المزمع عقده مع البابا فرنسيس في الاول من تموز ‏المقبل في الفاتيكان، يستضيف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس ‏الراعي في بكركي لقاء يجمع البطاركة الكاثوليك والارثوذكس في ‏لبنان. وعلى جدول اعمال اللقاء ورقة تحضيرية لموقف موحّد سينقل ‏في مذكرة خاصة الى الفاتيكان، ومجموعة من الاقتراحات التي يمكن ‏ان ترسلها بكركي الى الفاتيكان قبل الموعد المحدّد للقاء، والتي ‏ستشكّل جدول اعمال اللقاء مع البابا والصلاة الموحّدة المقرّرة ليوم ‏كامل.‏


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024