منذ 7 سنوات | حول العالم / الآن

توفي المفكر السوري المعارض صادق جلال العظم، يوم الأحد عن عمر 72 عاماً، بعد صراع مع المرض في ألمانيا، ويعتبر العظم أحد أشهر المفكرين و الفلاسفة العرب، و اشتهر بمعارضته للحكومة السورية ولدعمه للثورات العربية.

وكان العظم قد أصيب بورم خبيث فى الدماغ منذ فترة وفشلت محاولة إستئصال هذا الورم، ومن ثم تدهور وضعه الصحي، وكانت قد إنتشرت إشاعات حول وفاته في أواخر الشهر الماضي نفتها العائلة.

وتناقل سياسيون وناشطون ومدونون نعياً نشره إبنا العظم (عمرو وإيفان)، جاء فيه : "نعلمكم ببالغ الحزن والأسى وفاة والدنا صادق جلال العظم اليوم الأحد ١١/١٢/٢٠١٦ في منفاه برلين ألمانيا".

وصادق جلال العظم (1934)، هو مفكر وأستاذ فخري بجامعة دمشق في الفلسفة الأوروبية الحديثة، كان أستاذاً زائراً في قسم دراسات الشرق الأدنى بجامعة برنستون حتى عام 2007، نطاق حينئذٍ كان فلسفة إيمانويل كانت مع تركيز على العالم الإسلامي والعلاقات المعاصرة بينه وبين الدول الغربية.

درس العظم الفلسفة في الجامعة الأميركية، وتابع تعليمه في جامعة يال بالولايات المتحدة، وعمل أستاذاً جامعياً في الولايات المتحدة قبل أن يعود إلى سوريا ليعمل أستاذاً في جامعة دمشق في 1977-1999.

إنتقل للتدريس في الجامعة الأميركية في بيروت بين 1963 و1968، عمل أستاذاً في جامعة الأردن ثم أصبح سنة 1969 رئيس تحرير مجلة الدراسات العربية التي تصدر في بيروت، ثم عاد إلى دمشق 1988 ليدرس في جامعة دمشق، وتمت دعوته من قبل عدة جامعات أجنبية ثم انتقل إلى الخارج مجدداً ليعمل أستاذاً في عدة جامعات بالولايات المتحدة وألمانيا.

كتب العظم في الفلسفة وعن دراسات ومؤلفات عن المجتمع والفكر العربي المعاصر، عضو في مجلس الإدارة في المنظمة السورية لحقوق الإنسان.

أيد العظم الثورة السورية، وأكد أن ما يجري في سوريا هو ثورة وليس حرباً أهلية.

وقال المفكر السوري في حوار أجرته معه صحيفة "المدن"، في آذار من عام 2014، إن في سوريا اليوم لا نجد طوائف معبّأة عسكرياً بعضها ضدّ بعضها الآخر أو جاهزة للولوج في صراع مسلّح في ما بينها، بإستثناء العمود الفقري للسلطة والدولة وأجهزة الأمن والقمع أي الطائفة العلوية من جهة والعمود الفقري للثورة أي الأكثرية الشعبية السنّية من ناحية ثانية.

وأوضح أن إندلاع الثورة في سوريا هو الذي إستجلب الصراعات الدولية والإقليمية القائمة أصلاً إليها وما يجري في سوريا اليوم هو إنتفاضة بالتأكيد، أخذت تشبه في كثير من ملامحها ومسارها حروب التحرير الشعبية طويلة الأمد ضد سلطة جائرة وقاهرة ومتجبّرة لم تعد الأكثرية الشعبية في البلد تطيقها.

وأكد أن ما يجري في سوريا هو ثورة أيضاً، لكون الهدف هو الإطاحة بالنظام القديم المهترئ والمتداعي والذي لم يعد قابلاً للحياة، ثورات العصر الحديث كانت دوماً تهدف إلى الإطاحة بنظام قديم ما، لصالح نظام جديد يتطوّر ويتبلور من رحم الثورة نفسها ولايمكن البتّ بخصائصه بصورة مسبقة.

وعن رؤيته للحل في سوريا قال: الثورة بحاجة إلى مساعدة خارجية للإطاحة بالنظام، وهذا غير مستغرب لأن حركات التحرّر الوطنية الشعبية كان لها دائماً أصدقاء يساعدونها، هذه تجربة القرن العشرين في سوريا، قد يحصل وقد لا يحصل يصعب التنبؤ، محال أن يحكم آل الأسد سوريا بعد الآن، إذ لا فائدة منهم لا بالنسبة للإيرانيين ولا للروس ولا لجميع الأطراف.


أخبار متعلقة



جميع الحقوق محفوظة 2024